اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• السلاح أم التنمية؟ -//- جاسم الحلفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

مقالات اخرى للكاتب

السلاح أم التنمية؟

سلكت الطريق البري وأنا اتجه الى محافظة السليمانية، لحضور مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق. تضاعف الوقت الذي تستغرقه الرحلة، بسبب كثافة حركة القوافل العسكرية المتجهة من بغداد صوب طوزخرماتو. وفي المقابل كانت القوافل العسكرية من الاتجاه الآخر تسير نحو كركوك قادمة من السليمانية واربيل. شكل هذا المنظر بالنسبة لي استفزازا مزعجا! سرعان ما ولد في ذهني عشرات الأسئلة التي تركزت حول العقلية التي تدار بها الدولة في العراق، والى اين يتجه بنا هؤلاء المتنفذون؟ وما هو الوازع الذي يمكن ان يردعهم من التلاعب بمصائرنا؟

قذرة هي حروب الإخوة، وتجاربنا الملموسة تقول لنا ان لا وجود لحروب نظيفة بين ابناء البلد الواحد. فليس هناك سبب منطقي يجعل حمه وعبد الحسين في مواجهة بعضهما في قتال لا ناقة لهما فيه ولا جمل. وليس من معنى لقتل الأخ أخاه، بسبب صراع المتنفذين في ما بينهم على السلطة والمال والنفوذ.

لماذا يتم استبدال التنمية بتضخيم القوات المسلحة؟ حيث بلغت التخصيصات للجانب العسكري في ميزانية عام 2013 ما يربو على 17 مليار دينار، بينما مجموع التخصيصات لقطاعات السكن، والبيئة، والمجاري، ومياه الشرب، والزراعة، والصحة، والتعليم مجتمعة لا تزيد على 15,5 مليار دينار، وهذا ما لا يجعل المرء مطمئنا على بناء الدولة المدنية الديمقراطية العصرية!

العقل المأزوم هو الذي لا يبتكر حلولاً ممكنة للازمة المتفاقمة، ويعجز عن الولوج في لغة الحوار السلمي، ويفشل في التحكم بنهايات لعبة تصعيد الأزمة، حتى قد تنفجر عند بلوغها الذروة، وإذ يصعب نزع الفتيل عنها. وهناك لاعبون كثر لا يهمهم مصير شعب العراق، ومنهم العديد من المخابرات الإقليمية الدولية، التي لا ترى في مصلحتها استقرار العراق، ويمكن ان تفعل فعلتها وتسهم في إشعال عود الكبريت في هذا الكم الهائل من البارود وحيث الأيدي على الزناد.

يتشبث البعض بأهداب الماضي، ويتمترس وراء صفحاته الغابرة. وهذا البعض لم يأخذ كما يبدو عبرة من التاريخ الذي بيّن لنا خطأ اللجوء الى السلاح لحل المشاكل الداخلية. فكل الحروب ضاعفت المشاكل، وخلفت الضحايا، وأنتجت الدمار، وتركت البلاد في عوز وفقر وفاقة. انك وانت تشهد هذا التصعيد العسكري الذي يزاحمك على الطريق، تعرف انه انما يزاحم مشروعك في للإعمار والاستقرار وبناء السلام، وترسيخ العيش المشترك!

لذا نؤكد ان لا طريق أمام الجميع سوى الحوار، والرهان على العقل. فبلادنا لا تحتاج اليوم الى الصقور، ولا الى المزيد من الجنرالات، بقدر حاجتها الى العلماء والمفكرين الذين يضعون الخطط الإستراتيجية للبناء والإعمار والتنمية. والى العمال الذين يجعلون من تلك الخطط واقعا جميلا.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.