اخر الاخبار:
كاليفورنيا تعلن حالة الطوارئ بسبب الزلزال - الجمعة, 06 كانون1/ديسمبر 2024 10:48
مقتل شخص في قصف تركي استهدف قرية بدهوك - الأربعاء, 04 كانون1/ديسمبر 2024 19:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• فرحة غير طائفية ! -//- جاسم الحلفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

فرحة غير طائفية !

جاسم الحلفي

لا يمكن تجاهل الحدث الذي صنعه منتخبنا الوطني بفوزه على نظيره البحريني، وتأهله إلى المباراة النهائية برفقة المنتخب الإماراتي، والتنافس على لقب بطولة (الخليج 21) المقامة حاليا في المنامة عاصمة البحرين.

هذا الفوز الذي تحقق ليلة الثلاثاء الماضي، بث فرحة غامرة في نفوس العراقيين، أثبتت بالدليل القاطع، حاجة المواطنين إلى أي سبب يزيح عنهم الغمة، التي سببها لهم صراع المتنفذين على السلطة والمال والنفوذ.

ويبدو أن العراقيين كانوا بحاجة ماسة إلى سبب ما، ليعلنوا الفرح والبهجة، ويبددوا كل الغيوم السوداء التي تلبد سماء العراق. هذه الغيوم التي أنتجها المتنفذون عبر صراعهم المحموم على مصالحهم الضيقة، واندفاعهم نحو مشاحنات بائسة، ليس للمواطن فيها ناقة أو جمل!

أراد العراقيون أن يبينوا من خلال الاحتفالات الشعبية في شوارع المدن، أن المواطنة أجمل من كل انقسام، وأعمق انتماء في العراق. فلم يكن أي من الجمهور المحتفل بفوز المنتخب الوطني، تعنيه الطائفة التي ينتمي لها الكابتن يونس محمود، ولا المنطقة التي ولد فيها نور صبري أو أي لاعب أخر من لاعبي المنتخب.

كانت القلوب تهتف للعراق، العراق وحده هوية. لذا جاءت الفرحة تلقائية وعمت كل المحافظات، وكانت رداً واضحا، على كل من يريد تقسيم الشعب العراقي، تقسيما طائفيا أو أثنياً. كما أثبت العراقيون أنهم في اللحظات الحاسمة، لا يحلوا لهم إلا عراقيتهم وانتماءهم الوطني، مهما حاول صناع الأزمات أن يحولوا الصراع طائفيا ومناطقيا وعشائريا.

واثبت العراقيون قدرتهم على تحقيق المنجز الذي تحن له القلوب، وإنهم سرعان ما يصفقوا متحدين عقب لكل فوز، وان كل اسم فيهم، سيما من العاملين والمبدعين، يمكن له ان يصنع شيء للعراق في مجال اختصاصه، أن توفرت له الفرصة. فالكابتن نور صبري صنع مع شركائه فوزا يليق بالعراق. لا اقصد بشركائه ضرغام إسماعيل ووليد سالم الذين سجلوا معه الأهداف الترجيحية وحسب، أنما الفريق بوضعه المتكامل. ففرحة احمد ياسين وهو يهتف لزملائه الذين نجحوا في تسديد كراتهم بمرمى الخصم، هي جزء من صناعة الانجاز.

بطيعة الحال، لم يأت الفوز لولا عوامل عديدة من بينها قدرة الكابتن حكيم شاكر مدرب المنتخب على خلق انسجام بين أعضاء الفريق، وتعزيز التفاعل بينهم، وصناعة النصر وتسجيل رقم جديد للتقدم في مجال الرياضة، ليرفع من خلاله اسم العراق.

وهكذا، يمكن أن يحقق المسؤولون عن امن وسلامة الشعب وتنمية البلد، نصرا للعراق، شرط أن يتجنبوا الصراعات الشخصية والفئوية والطائفية التي أصبحت محور وجودهم !

ستبقى قلوبنا تنبض مع منتخبنا الوطني وهو يستعد لملاقاة نضيره الإماراتي يوم غد الجمعة في مباراة نهائي بطولة خليجي 21، أملاً في أن يتوج لنا فرحة أخرى نحن بأمس الحاجة إليها.

وإن فرقتنا السياسية فقد وحدتنا الرياضة في حب العراق.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.