اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ساعي بريد الغرقى-- قرب مكتبة الحنش -//- سعدية العبود

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

سعدية العبود

ساعي بريد الغرقى-- قرب مكتبة الحنش

 

تلك الدعوة وجهتها صحيفة العالم تدعو فيها القراء لحضور توقيع الاصدار الاول للشاعر كريم راهي وذلك في شارع المتنبي يوم الجمعة الموافق السادس عشر من تشرين الثاني .اذا سيكون هذا اليوم عرسا ادبيا في ذلك الشارع المكتظ بالمثقفين والادباء .اعددت حالي كي اكن قريبة منه فقد عرفته عن قرب ,كان هادئايكبت جراحاته ,فلم اره يوما يثرثر في أي موضوع او ماضي مهما كلف الأمر وقد احتفظت بكل قصاصاته الشعرية لمعرفتي بانها تعني حياته ,انتظر اللحظة التي يطلقها للنور .

اول مرة اسمع معاناته عندما لفت نظري زميل في العمل اوليس هذا شقيقك؟ ,كان الصحفي توفيق التميمي قد استطاع ان يجلو تلك الذاكرة وينفضبعض ما علاها من غبار الزمن في جسور الحنين .جمعت حينها اكبر عدد من ملحق الصباح ,لا اعرف هل هي رغبة مني في احتوائها كونه بعيدا عني او كي اوزعها على من يرغب كي يدركوا في الاقل اسباب الصمت .

كانت بدايته الادبية عندما كان في المرحلة الابتدائية وقد اهداه معلم اللغة العربية(الاستاذ حسن الكوفي ) كتابا في الأنشاء ذيله بتوقيعه ونص شعري لا زلت اذكر منه (من ذا يكافئ زهرة فواحةاو من يثيب البلبل المترنما )ربما كان قد ادرك قابليته الأدبية مبكرا ,وقد نسب اسمه يوما بكريم الكوفي عرفانا لذلك الشخص او لأنه احب تلك المدينة التي سمعت صرخته الاولى في اعقاب عام 1959 .

نشر اولى قصائده في طريق الشعب عام 1977 ومجلة الطليعة الأدبية عام 1978 ,الا انه التزم الصمت حيال الكتابة والنشر بعد الهجمة الكارثية على القوى الوطنيةوهذا ما دعاه يكتبويكبت قصائده ويجعلها حبيسة درجه .

سمعت مرة انه يرغب في اصدار ديوانه الأول وانتظرت هذه الولادة فهو حلم طالما راوده ولكن ما كان عليه او يودع لآلأهُالا بيد أمينه .

لقاءه بالسيدةالفاضلة نجلاء القاسمي في السويد وصاحبة دار نون للنشر هي من ساعد في انها ء المخاض وولادة ديوانه .والذي يعد نفسه مدينا لها اذ يقول :

(أخيراً، صدرت مجموعتي الشعرية (ساعي بريد الغرقى) عن دار (نون) للنشر فيا...لإمارات، وهي المجموعة الأولى في حياتي مع الشعر منذ خمس وثلاثين سنة. الفضل كلالفضل في خروجها للنور يعود بالدرجة الأولى لصاحبة دار النشر الفاضلة (نجلاءالقاسمي) التي لولا عنايتها بموضوع الطبع لبقيت المجموعة مركونة في أدراج النسيانكحال سابقاتِها.

المجموعة تؤرخ لمرحلة جديدة في الكتابة بدأتها منذ أواخر عام 2009 لغاية بواكيرهذا العام 2012. وهي مرحلة التحول إلى قصيدة النثر والانتماء الخالص إليها بعدالخوض في كل إشكال الكتابة والتجريب منذ بداية تعرفي إلى الشعر. المجموعة مهداة إلىروح أخي (محمد راهي) الذي فقد عام 1986 ولم يُعثر لهُ على أثر. وهي بمجملها تنتميإلى ثيمة الغياب مجسدة بفكرة الموت غرقاً الذي هو المشهد الأول لتماسي الحقيقي معالموت منذ بواكير الطفولة. حفل الإطلاق الرسمي سيكون يوم 25 آب في ستوكهولم وسأجهدلكي يكون كل من يهمني حضوره موجوداً في الحفل.

التفاصيل يعلن عنها قريباً. مع وافر محبتي.

شكري للصديقين الفوتوغرافي محمد عبّاس والتشكيلي سعد عبّاس لمساهمتهما في صورةولوحة الغلاف، ولصاحبة الدار لجهدها في اختيار لوحة الغلاف وتصميمه وإخراجه).

قرأت على جداره يعلن اصداره طلبت منه ان يرسل نسخة منه ,قال تجدينه على جداري بإمكانك المتابعة والقراءة ,فلم يعد معي منه سوى نسخ محدودة .

يطلق الشاعر اهاته الحبيسة في كتابه, يبدا اهداءه الى شقيقه محمد الذي فقد في الفاو عام 1986 وكان شاعرنا حينها في زنزانة مغلقة لا يعرف ما يدور حوله .خرج من السجن ليجد داره مغلفة بأحزان لموتى لم يدفنوا ,فهذا والده المشلول اثر فقد ولده فاقد الاحساس بما يدور حوله وهؤلاء الأطفال الذين لا يعرفوا ما ينتظرهم, وذاك الصبي الذي ولد بعد ان فقد الامل في العثور على خبر .

كان لفقده صديقه حميد الزيدي وهو يودعه بنظرة عند باب محكمة الثورة بعد سماعه صدور حكم الاعدام ,اثر عليهوشدته الى ذكريات جمعتهم عند شاطئ الفرات ,كان يقول عنه (لم يبرح ذاكرتي اراه في كوابيس )

والدته وشقيقاته صور من النساء اللائي فقدن احباؤهن فهذه ثكلى وتلك ارملة بسبب طلقة غادرة او سيارة مفخخة, نساء متشحات بالسواد غادرهن الفرح وباتت ايامهن سواء .

معاناته وصور الجنود القتلى والجرحى في معارك (لا طائل من وراءها),كلها صور شعرية يعكسها في كتابه .

اختار نهاية الكتاب صورة من صور رافقته في معتقله وكانت لا ترغب في مفارقته ,فالقمل والقراد هي التي عاش معه ردحا من الزمن ,فكيف لا يكن مخلصا لها ويوثقها في شعره .

ها هي الساعة قد قاربت الموعد المعلن عنه ,ها ! انه هناك ,فهناك جمع من الأدباء والمثقفين وهذا شاعر يتلو قصيدة وذاك يعرض ما عنده ,وهذا يطلب توقيعا, أخيرا سألتقيه واحصل على نسخة منه.سمعته يكلم صاحبه :اعرني نسختك ,لقد نفد ما جلبته معي .نكر صاحبه وجود نسخة لديه ,فقد كان يخبئها تحت ملابسه فمن غير معقول عودته صفر اليدين .

 

سعدية العبود

الجمعة 16-11-2012

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.