كـتـاب ألموقع

• آخـــــر خبــــر

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سعدية العبود

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 10 أيلول/سبتمبر 2010 17:38

الزيارات: 2207

بقلم : سعــديـــة ألعبـــود

  للذهاب الى صفحة الكاتبة

آخـــــر خبــــر

كان ذلك في بداية عام 1974 على ما أذكر ,تسرب ألينا خبر إن الفنانة محسنة توفيق سيعد معها لقاء في قاعة الجامعة المستنصرية حيث كان فلم العصفور يعرض  حينها في السينما العراقية . وكانت هي البطلة في ذلك الفلم  ,وقد جسد الفلم الخيبة التي كانت في أعقاب النكسة  .لذا كان علينا أن نلتحق لحضور الجلسة  في المكان المعين, بعد عودتنا من الكلية وبدون تأخير, كي نتمكن من الحصول على مقعد بمكان مناسب .بعد أكثر من ساعة اكتظت القاعة بالحضور لدرجه أصبح الواقفون أكثر من الجالسين ,حتى أروقة الجامعة ازدحمت بالطلبة متأملين الاستماع إلى ألمتحدثه , بالرغم من كون الوقت شتاء إلا أن الزحمة جعلت الجو خانقا ,لكن رغبة الاستماع فاقت التحمل .ابتدأت بالحديث عن الفلم ,طلب منها الحاضرين أن تنشد بعض ألاغاني التي رافقت الفلم ابتدأت بأغنية (مصر ياما يا بهية       يم طرحة وجلابية

الزمن شاب وأنت شابة    وهو رايح وأنت جاية

جاية فوك الصعب ماشية    فات عليك ليل ومية ---------إلى آخر الأغنية)كانت بصوتها الرخيم تؤثر في المتلقي ويشعر كم هو عظيم شعب مصر الذي يعبد وطنه وينشد له بهذا الشجن .

صاح احد الحاضرين جيفارا   جيفارا  

رفضت ذلك وأجلتها لتكون الخاتمة ثم أعقبت ذلك بأنشودة نيكسون جاء ,وبعض أشعار احمد فؤاد نجم التي غناها الشيخ إمام .

ترددت صيحات تطلب جيفارا , امتعضت واعدت ذلك إنهاء اللقاء ثم ابتدأت تصدح :

جيييفارا مات  أخر خبر في الراديو هات والإعلانات جيفارا الثائر مات

يا ميت خسارة على الرجال

مات الجدع فوق مدفعه جوه الجبال

جسد نضاله بمصرعه 

جيفارا مات (طبعا القاعة كانت تضج باللازمة .....جيفارا مات )

عيني علية ساعة القضا

من غير رفاق تودعه  

يطلع أنينة للفضا

يزعق ولا من يسمعه

يمكن صرخ من الألم

في لسعة النار في الحشا

يمكن ضحك أو ابتسم

يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع لأجل الجياع

لكن أكيد ولا جدال جيفارا مات موتة رجال

استعدت هذه الذكريات لأني واثقة ألف بالمائة انه كان هناك حاضر ,ذلك هو الشهيد كامل شياع ,حيث استرعى نظري ما خط على  ظهر غلاف كتاب وجدته في احد المكتبات (كامل شياع 000شهيد الثقافة ألعراقيه )النعي الذي كتبه  رفيقه ستار ناصر وهو يروي لحظة استشهاده إذ يقول : ينهمر الرصاص بعديد حقدهم ,فيصيب قلبه العامر بحب العراق وأخرى في الرأس الحامل فكرا وعلما

يمكن صرخ من الألم

من لسعة النار في الحشى

يمكن تعب أو ارتعش أو انتعش

صور كثير ملء الخيال

وألف مليون احتمال 

لكن أكيد ولا جدال -كامل مات موتة رجال

يقول كم مرة كان يطلبها مني فأغنيها له فيشعل سيجارته ويتمتم  معي كلمات الاغنيه

جيفارا مات موتة رجال

مات المناضل الشجاع

يا ميت خسارة على الرجال

 لقد أحببت وطنك يا كامل وجئت إلى حتفك وأنت تعلم بذلك ,لكنك أردت أن تروي تربة هذا الوطن الذي أحببت .

كم رجل ودع العراق دون أن يذكرهم التاريخ ,وكم من عاش ومات في حب الوطن والقضية واستشهد دون أن يبكيه من أحبه .

قبل أيام ودعت احد أحبائي في حادث اقل ما يقال عنه مأساوي وانأ  إذ اقرأ هذه القصيدة اردد( يزعق ولا من يسمعه يمكن صرخ أو انتشى أو )ماذا كان يفكر حينما انفجرت فيه السيارة وهي ترتفع في الفضاء كتلة نار ليتحول إلى جثة متفحمة .كم وكم وكم مثلك يا عزيزي رحل بغير وداع , وبماذا فكرت حينها هل فكرت أن  توصي بحب الوطن كي يحتضن أطفالك ؟ أم باحتضان أطفالك خوفا عليهم من الضياع .

 4-9-2010

• < السابق
• التالي >