اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• رسالة وصلتها ...!!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم: سعدية العبود

 مساهمات اخرى للكاتبة

 

·        رسالة وصلتها ...!!

 

 ( أجمل ما في العيد أن تفتقد القلوب محبيها , والأروع منه أن تهدى المحبة إلى قلوب قد فاض ما فيها )

بدأت النسوة تهم بشراء حاجياتها لغرض صنع كعكة العيد ( الكليجة ) . وبدأت بتهيئة ذلك بالرغم من كثرة الأعمال التي لم تنجزها ,لأنها اعتادت أن تصنعها تحت أي ظرف كان  .لازالت الستائر تنتظر النشر, والملابس تحتاج ألي كي, والارضيه إلى تنظيف . ولو أن الشتاء على الأبواب , ألا أن ذلك يعني إخراج السجاد من المخزن وكساء الأرضية .سيكون يوم غد أول أيام العيد, ولابد أن تكون قد هيأت البيت لاستقبال المهنئين من الجيران وبعض الآهل . فقد هيأت ما يكفي من الغذاء  للضيوف الطارئين حيث لم تتوقع أن يحضر من يتأخر للمبيت أو تناول وجبة غذاء وهذا على غير ما كانت معتادة عليه .

 .كان من عادتها أن تحضر غداء خاص اعتاد الضيوف على وجوده من ضمن أصناف المائدة لان زوجاتهم لا ترغب عمله فالتشريب ( الباجه ) سيد المائدة وخبز التنور,  الذي تنبعث منه رائحة الجدة ,  بالإضافة إلى الأصناف الأخرى الملحقة , تعرف رغباتهم وشهيتهم إلى ما يطبخ , وقد تسبق التهيئة لذلك أيام  . اغلب الضيوف في الغالب من الأحفاد والأبناء وزوجاتهم أو أزواجهم, حيث يحضرون لتهنئة الجد في البيت الكبير ولا سعادة أعظم من هذه اللحظات التي تجد والدها يحتضنهم ويفرح بمعيتهم في العيد , ويشعر بالفخر  بأن هذه الأسرة الكبيرة تحمل اسمه .

كان للعيد طعم  في البيت الكبير فقد كانت الأقارب تأتي لتؤدي تحية العيد منذ الصباح الباكر وبعد عودتهم من أداء صلاة العيد حيث يتم  تناول الإفطار, كما تكون لها شكل آخر  حين يلثم الشمل ,ويتجمع الصغار  , ويبقى باب الدار مشرع حتى الفجر, يستقبل الوافدين بمجرد الإعلان الرسمي للعيد. لم يبق في البيت مكان غير مأهول ويتم  تبادل الهدايا واستعراض مشتريات العيد .ويتم جلب أفلام الفيديو وأجهزة التلفاز .وفي كل غرفة  تجد تجمع لممارسة لعبه أو متابعة برنامج, حتى أن قسما منهم يجلب جهازه معه لضمان رؤية ما يرغب . وتضمن هذه الأجواء بهجة ,لدرجة يستهلك كل ما يطبخ أو يجلب من البيوت الأخرى القريبة , كجزء من المساهمة أو لتوفير ما لايستطع الآخرون طبخه أو عمله .تنشغل النساء الوافدات بالأحاديث أو الزيارات سواء للاماكن الدينية  او الصديقات أم لصالونات الحلاقة أو الأسواق,ويستمر الأطفال في هرجهم .لم يكن العيد يعني لها ألا أعمال متواصلة  تؤديها بالرغم من استمرارها طيلة أيام العيد بدون أن تتفرغ للمشاركة معهم . ليكون يوم الختام بداية أعمال التنظيف وإعادة الصحون الفائضة إلى أماكنها .وبالرغم من ذلك كانت تسعد بوجودهم لان البيت الكبير وحده يستوعب هذه الأعداد وعدا ذلك من غير الممكن أن يتعارفوا ويتجمعوا أو يندمجوا مع بعض .

 ورحل الجد وحاول هذا وذاك من تقمص دور السخي والكريم في استقبال وتحمل هذه وتلك ولكن سرعان ما يبدأ التململ والضجر لان وجودهم قيود تحدد حركتهم  وتتعبهم . وكبر الصغار وتنوعت الرغبات واختلفت الأفكار والتوجهات وتفرق الجمع وبات كلا يبحث عن هواه ودخل من يريد أن يسير المركب على رغبته وتبع من تبع وقلد من رغب وانعزل من عتب .

أمست  منعزلة تعيش مع ذكرياتها أيام زمان . ويوم بعد آخر, وجدت المسافة تتسع وباتت ليلة عيدها تناشد الجدران تريدها أن تشهد على تلك الأيام  .فلم تعتاد أن تمضي العيد بصحبة صديقاتها أو السفر فقد تولدت رغبتها متأخرة .لا يمكنها أن تتوافق مع من اعتادوا  حياة غير حياتها .كثيرا ما تساءلت ماذا يعني العيد ولماذا يجب أن تتزاور الناس وتحتفل وتتصالح لأنها لم تعرف عنه أكثر ما عرفت .

لم يتوقف رنين النقال ليلة العيد  أخذت  تقلب الرسائل كانت اغلبها من زملاء العمل وأشخاص فارقتهم منذ مدة ورسائل تحمل أرقام مجهولة يعتقد أصحابها أنها قد احتفظت برقمه يوما ما .اغلب  تهاني الرسائل  مكررة أو منقولة حتى لا تشعر بمتعة قراءتها أو الإحساس بها وكأن الموضوع إسقاط فرض أو تأدية واجب.حتى أن بعضها يحمل اسم مرسله الأصلي .

 عادت إلى ذاكرتها تلك الأيام واستذكرتهم جميعا وتمنت أن تستلم منهم أي رسالة تدل على الوفاء ,وتذكرت جملة قرأتها يوما في قصة أبناء وبنات في مجلة محلية  (بيني وبين الآخرين جسورا مقطوعة لا اعلم هل هم هجروني أم أنا أدرت لهم ظهري) لم تستطع حينها أن تمنع دمعة تدحرجت على وجنتيها.

اليوم حاولت أن تكتب تهنئه إلى صديقه , لم تلتق بها منذ مدة. حتى ترددت في ذلك ألا إنها وجدت يدها تمتد إلى جهاز النقال, وكتبت تهنئه تعبر فعلا عما بداخلها في تلك اللحظة, وما أن ضغطت على الإرسال حتى رن هاتفها هذه المرة فقد حملت الرسالة جواب ما كان يشغل بالها . وجدت جواب سؤالها ,لماذا العيد؟

فقد كانت الرسالة ألمستلمه  تتضمن  ( أجمل ما في العيد أن تفتقد القلوب محبيها....... ,والأروع منه أن تهدى المحبة إلى قلوب قد فاض ما فيها )  .   

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.