اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• قصة قصيرة : عـروس في العـام السبعين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أكرم يوسف تمرو

مساهمات اخرى للكاتب

    عـروس في العـام السبعين

 

               رجاء شابة جميلة تعيش مع والديها في بيت صغير متواضع  وتحيط به مزرعة صغيرة مغروس فيها بعض أشجار الزيتون  والكرمة  والرمان  وبعض أشجار الحمضيات ،  يعـمل ( فريد ) والد رجاء في البستان  ويزرع بين الأشجار خضارا ويبيع حاصله في  السوق . كانت ( رجاء )  تسـاعد أمها في إعمال المنزل , كما تسـاعد والدها في الزراعة .

 

            كانت ( رجاء )  تجلـس مع صديقاتها  يجلسـن  ويتسامرنّ  تحت ظلال الأشجار في وقت العصاري قبل غروب الشمس للهروب من حرارة الصيف الملتهب,  وأيام الربيع  الجميلة الخضراء , وبعد سنوات عدة تزوجت كل صديقات ( رجاء ) ولم يزرها احد ألا  في المناسبات  والأعياد .

 

         بلغت ( رجاء ) الثلاثين من العمر ولم تتزوج لأنها لم تقبل بأي شاب إلا إن يكون مدرسا أو ضابطا ولكن لسـوء حظها تقدمت في العمر ولم يتقدم شـاب لطلب يدها حسـب الطلب والمواصفات المشـروطة من قبلها . توفي والديها وهي في الأربعينات من عمرها وأصبحت وحيدة في الدار لايوجد من يكلمها أو من يؤنسها ليخفف  لها  وحدتها ..

 

           كانت ( رجاء ) تروم العمل في البسـتان ولكنها لم تسـتطع ذلك وحدها, قامت ( رجاء ) بتأجير البسـتان إلى فلاح معروف ليعمل فيها ويأخذ نصف الوارد. اشـترت ( رجاء ) ماكنة خياطة وقامت بخياطة ألبسة نسـائية مقابل أجر تسـتفاد منه لدفع فواتير الكهرباء والماء وصيانة الدار والأمور الأخرى

 

      بعد عـقـدين من الزمان لم تستطع ( رجاء ) القيام باعمال  الخياطة لأنها كبرت وشب شعرها وقل بصرها ودرك الوهن جسمها وضعف بنيانها ونحل جسدها وأصبحت تسير مع عصاة تساعدها في مسيرها . بعد سنين أخرى أدركها المرض وقلل من حركتها كما انها اصبحت لاتستطيع السير الا    لمسافات قصيرة جدا وبصعوبة بالغة .   

 

      استنجدت   ( رجاء ) بأحد أقاربها التي لم تعرفهم في وقت مضى خوفا من ان تساعدهم  ماديا بعض الشىْ لأنهم كانوا من الفقراء في ذلك الوقت . قام صباح هو احد أقارب  ( رجاء ) بنقلها إلى داره  لتقوم زوجته وبناته بخدمتها  والسهر عليها لأنها متعبة جدا .

 

       في أحدى ليالي الشتاء الباردة كانت  ( رجاء ) تغط في نوم عميق وحلمت رجاء في نومها بأنها تلك الفتاة الرشيقة الجميلة  مثلما كانت في العشرين من العمر , رأت يونس شاب جميل وهو يعمل مدرسا جاء ليطلب يدها من والدها ؟وبعد حصول الموافقة تمت مراسيم الزواج فرأت رجاء نفسها في بدلة العرس البيضاء وعلى رأسها تاج العروس الذهبي .

 

       كانت تحلم بان يونس عريسها وهو يمسك بيدها ويقودها الى داره مع أناس كثيرون والموسيقى تعزف إلحان العرس وتغريد النساء. بعد وصولهم إلى دار يونس ادخلها يونس إلى غرفتها الخاصة بها والمليئة بالأخشاب والدواليب والسرير ذات الفراش الناعم. في المساء طلبت من يونس ان يغادر الغرفة ليسمح لها بتديل ثيابها ..

 

 

      قامت رجاء بتبديل ثيابها واخذت تنظر الى جسمها الطري وتقول كم أنا شابة جميلة وان هذا اليوم هو اسعد يوم في حياتي. قبل إن تلبس رجاء كل ثيابها  فجأة فتح يونس الباب من دون استأذن وهذا مالم تحبذه رجاء ولا تريد ان يرى يونس جسمها وهي شبه عارية ؟ وقامت تصيح وتصرخ  لا لا  لاتدخل يا يونس  لانني لم البس كل ثيابي وفي هذه الاثناء انتفضت رجاء من فراشها وهوت على الارض متكسرة العظام منخورة القوى . هرع صباح وافراد عائلته الى غرفة رجاء فراؤها مطروحة ارضا مكسور عظم ساقها وعظم حوضها ولا تستطيع الحراك .

 

        طلب صباح الإسعاف ولكن ما إن قصت عليهم حكاية الحلم الذي أفزعها وجعلها تسقط من فراشها  وقبل وصول الإسعاف فارقت رجاء الحياة  وحزن عليها صباح وإفراد عائلته  , دفنت رجاء بدون زواج  , كتب على قبرها لم تتزوج في هذه الدنيا  . وعندما تزوجت في الحلم ماتت  يا لسوء الحظ . ناس في النعيم وناس في الجحيم  . هكذا خلقت الدنيا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.