اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الذكرى الثالثة والخمسين لثورة الرابع عشر من تموز 1958

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
طارق عيسى طه  

 مقالات اخرى للكاتب

 

 

الذكرى الثالثة والخمسين

لثورة الرابع  عشر من تموز 1958

 

منذ ثلاثة وخمسين عاما قامت قطعات الجيش العراقي الباسل بدك مواقع الملكية المتأمرة مع ألأستعمار البريطاني والمسنودة من كبار رجال ألأقطاع في الداخل المتحالفة في جبهة مع القوى الرجعية التي وقفت ضد كل الحركات التحررية التي نادت بالسلام والتقدم والمساواة ان كانت حقوق المرأة أو الطبقة العاملة  وباقي فئات الشعب ومكوناته من الكادحين والفلاحين الذين كانوا يزرعون ألأرض التي يكون فيها نصيب ألاقطاعي حصة ألأسد ويكتفي الفلاح بالفضلات التي ترمى له مما كان السبب الرئيسي لفرار الفلاحين ونزوحهم الى المدن يسكنون الصرائف وخاصة خلف سدة ناظم باشا السدة التي كانت تحمي بغداد من الفيضانات حيث يجبر سكانها الى المغادرة  الى خارج السدة بعد ان يتم فتح المياه التي تغرق المنطقة بكاملها ويضطر المساكين الى ان ينصبوا صرائفهم قريبة من القصور ويبقى بقائهم الى جانب البيوت التي يملكها الأغنياء او ترحيلهم حسب رغبة اهل القصور الفارهة وتلفون واحد للشرطة كافي لترحيلهم لشد صرائفهم في مكان أخر.ان ثورة الرابع عشر من تموز هي تعبير عن أرادة الشعب العراقي وترجمة ألامه ومعاناته التي ناضل من أجلها وقدم الشهداء ودخل ابنائه السجون برحابة صدر ففي بغداد وباقي المحافظات كان الشارع يغلي بألأحتجاجات والمظاهرات وخاصة في انتفاضة عام 1952 ووثبة كانون 1948 ضد معاهدة بورتسموث, قدمت الجماهير الغاضبة شهداء في معركة الجسر وباب الشيخ والكاظمية  وفي عام 1954 خرجت مظاهرات كبيرة في بغداد وباقي المحافظات ضد المحاولات التي كانت تبذل لجر العراق الى الأحلاف العسكرية ( حلف بغداد ) وفي عام 1956 خرجت تظاهرات صاخبة واعتصامات داخل الكليات كما حصل في كلية ألأداب والعلوم تضامنا مع الشعب المصري في ابان العدوان الثلاثي بألأضافة الى المظاهرات الخاطفة في كل انحاء بغداد ان كانت المدارس او الكليات المختلفة  .ان النظام الملكي الذي يحب بعض الناس وصفه بالديمقراطي لم يكن كما يصفه هؤلاء  فبعد فوز المعارضة بحوالي اربعة عشر نائبا عام 1954 قام نوري السعيد بحل مجلس النواب وهذا دليل على انه لا يتحمل وجود معارضة حقيقية داخل البرلمان . وقد ارتكب النظام المذكور المجازر ان كان في قمع المظاهرات أو قتل السجناء السياسيين وخاصة الشيوعيين كما حصل في سجن بعقوبة وسجن بغداد ,لقد كانت الأحتجاجات وألأضرابات كثيرة منها اضراب عمال النفط في كاورباغي الذي سقط فيه شهداء ودخل ألأخرون من الذين اضربوا السجون  وتم التعامل معهم  بنفس الطريقة والاسلوب التي اتبعوها  مع العمال في شركة نفط البصرة وعمال السكك الحديدية, كانت هناك سجون مشهورة على سبيل المثال لا الحصر سجن نقرة السلمان وسجن الحلة وسجن بعقوبة وابو غريب وسجن بغداد .وقد حصلت تمردات كثيرة داخل الجيش وأنتفاضات قام بها الفلاحون في مناطق كثيرة من الوطن , كل هذه الأعمال  كانت مقدمات لثورة مجيدة قام بها ابناء العراق تم تتويجها بثورة الرابع عشر من تموز.لقد استقبل الشعب العراقي الثورة بتأييد كامل من قبل جميع فئاته وطبقاته المسحوقة التي كانت متشوقة الى عبير الحرية والسيادة الوطنية والكرامة ألأنسانية وسوف امر على منجزات الثورة بأختصار وذلك لأنني سبق وان اشرت في مقالة سابقة المنجزات بالتفصيل.يحاول البعض بان يذكر العهد الملكي بالعهد الذهبي والحقيقة ان العهد الذهبي هو القصير في العمر اذ لم يتعدى الخمسة سنوات والكثير من ألأنجازات ألأقتصادية والثقافية والعمرانية والتربوية شملت تخفيف معاناة الفقراء وخاصة وراء سدة ناظم باشا الذين بنى لهم الشهيد عبدالكريم قاسم مدينة الثورة ولم يهمل بناء الدور للضباط والمعلمين والمهندسين والخ وجامعة بغداد ,الخروج من حلف بغداد تقديم المساعدات السخية للثورات العربية بالسلاح والمال على سبيل المثال لا الحصر الجزائر وفلسطين . لقد اصطدم ألأستعمار بالثورة وتحركت قوات الجيش البريطاني الى ألأردن وقوات الجيش ألأمريكي الى لبنان وتحركت جيوش تركيا وايران الى الحدود الشمالية والشرقية من العراق ,وقد قام الجيش السوفييتي باكبر مناورات عسكرية شهدتها المنطقة على الحدود التركية حيث انقلب الليل نهارا تضامنا مع ثورة العراق الحرة ,لم يكن بمقدور امريكا وبريطانيا في حينها التدخل العسكري فقامت بتحريك اذنابها في الداخل من قوى اليمين القومي وحزب البعث ودفعتهم للقيام بتخبيث العلاقة بين القوى التقدمية الديمقراطية والشيوعيين وحكومة الثورة وقام عبدالناصر بمساندة هذه القوى العروبية التي رفعت شعار الوحدة للانضمام الى الجمهورية العربية المتحدة ورفعت القوى الديمقراطية شعار اتحاد فيدرالي صداقة سوفييتية . لقد كان الحزب الشيوعي يستطيع ان يسير مظاهرة مليونية وحصل ذلك بالفعل في واحد ايار عيد العمال العالمي  ورفع شعار( حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيم) أسوة ببقية ألأحزاب المشاركة في السلطة الا ان قوى الأقطاع والرجعية والعروبية اليمينية ويمين الحزب الوطني الديمقراطي تخوفت من الوضع وكذلك الزعيم عبدالكريم قاسم الذي كان قد تم ابلاغه برغبة الحزب الشيوعي لأستلام السلطة قبل هذه المظاهرة . لقد استطاعت قوى ألأستعمار والرجعية عمل فجوة وفرقة بين الجماهير والسلطة الثورية . وقد قام الشهيد عبدالكريم قاسم بأتباع سياسة التوازن بين اليمين واليسار وقام بنزع سلاح المقاومة الشعبية وحتى يوم ألأنقلاب الفاشي رفض تسليح الشعب وقال اذهبوا الى بيوتكم . لقد كان المفروض من جميع ألأحزاب الديمقراطية ان تقدر بان الزعيم رجل عسكري وليس برجل سياسة وتحسب حسابا أكبر للاخطار الجاثمة على الوطن فالعراق بلد غني بثرواته النفطية والمعدنية وكان يحتل مكانة كبيرة في خطط واستراتيجية ألأستعمار , وكان الشهيد عبدالكريم قاسم بسياسة العفو عند المقدرة قد فاق كل التوقعات فقد كان رجال ألأنقلاب كلهم محكوم عليهم من قبل محكمة الشعب  بألأعدام , لتكن ثورة اربعة تموز وانتكاستها درسا لأحزاب العراق الوطنية اليوم من اجل تحقيق المصالحة الوطنية والقضاء على الطائفية البغيضة وحليفتها الشوفينية والعمل من اجل كرامة المواطن وأبعاد شبح الحروب وتنمية روح المودة والحب من اجل مستقبل زاهر وشعب سعيد

طارق عيسى طه                 

Reply to:

Reply to: Tarek Taha All

Reply to Tarek Taha

Send

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.