اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• التظاهرات ليست هدفا بل وسيلة لتحقيق الهدف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
طارق عيسى طه

     التظاهرات ليست هدفا بل وسيلة لتحقيق الهدف

 

ظاهرة جميلة جلبتها لنا العولمة بدون قصد حيث اصبح العالم قرية يتجمع فيها رأس المال في المكان المناسب حيث يمتص دماء الفقراء وبنفس الوقت تصعد ناطحات السحاب وتزدهر صناعة ادوات القتل الجماعي من طائرات الى قنابل يتم تجربتها في بلدان محتلة خانها قادتها وبنفس الوقت استغنى عنهم الاستعمار لانهم اصبحوا عديمي الصلاحية كما هو الوضع في العراق .ان ظاهرة انتقال افكار الحرية والتحرر من العبودية والاستغلال الداخلي والخارجي انتشرت في القرن الواحد والعشرين وابتداء منذ عام 2011,ففي يناير هذا العام انبثقت ثورة الشعب التونسي واستطاعت ان تطرد زين العابدين بن علي المستبد الذي حكم ثلاثة وعشرون عاما , سلب الشعب كرامته وثرواته واعتدى على مقدساته بكل انواعها واشكالها.وفي 25 يناير هذا العام انطلقت ثورة ورثة الحضارة الفرعونية واستطاعت ان تقضي على ديكتاتور اكثر احترافا وبطشا من سابقه بن علي ,ولا زالت الثورتان تمشيان الى الامام من اجل القضاء على بقايا النظام في كل منهما وقطع الطريق امام تحركات الثورة المضادة ,وقد انتقلت الافكار التقدمية التي تسعى الى التغيير ووصلت العراق والبحرين واليمن وليبيا والكويت,وقد كانت الاجابة على التظاهرات واحدة وفي جميع هذه البلدان قوبلت التظاهرات السلمية بالهراوات والبلطجية ورجال الامن بملابس مدنية وسقوط قتلى وجرحى حسب المنطقة التي جرت فيها , وقد انتقد الرئيس الامريكي اوباما العنف المفرط الذي قوبلت به هذه الحركات المطالبة بحرية التظاهر وابداء الراي ومحاربة الفساد المالي والاداري, اليوم دخلت مملكة الاردن هذه الرياح الداعية الى الاصلاح والحرية وتحويل الملكية الى ملكية دستورية. وقد صرح حكام العراق وعلى راسهم رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي بانه لا يمانع في اقامة التظاهرات على شرط ان ترتبط بالقانون ولا تكون مسيسة ولا تسمح بدخول المخربين من البعثيين والقاعدة ولا تاتمر باجندات خارجية .والعجيب ان يصرح رئيس وزراء دولة جاءت بعد زوال الديكتاتورية موعودة بحياة ديمقراطية , بمثل هذه التصريحات وينسب الى المتظاهرين تهما كبيرة كما فعل ذلك تجاه عشرين مواطنا من اهالي الكوت , حيث ادعى بانه يملك معلومات عن تورطهم بالارتباط بجهات اجنبية وداخلية لا يذكر اسماء احد منهم حتى لا يحرجهم ,واضاف الى ان هناك بين المتظاهرين من فشل في الانتخابات. ليعلم السيد نوري المالكي بان هؤلاء الذين خرجوا في التظاهرات يطالبون بالعمل وتقديم الخدمات بكل انواعها والتي يفتقد اليها اهالي الكوت من كهرباء ومياه صالحة للشرب والمدارس والمستشفيات والكوادر الطبية والامن  ثم ان  المفروض ان يتكلم عن اتخاذ اجراءات ضد الذين اطلقوا الرصاص الحي على المواطنين وسقط ثلاثة شهداء وجرح اكثر من ستين مواطنا , لا ان يبدأ خطابه بالتهديد والوعيد فهذه الاساليب تؤدي الى زيادة الفرقة بين الحاكم والمحكوم . المفروض ان يكون رئيس الوزراء الاب الحنون الذي يفكر ويسال نفسه لماذا تقوم سيدة كبيرة في السن بتمزيق وثيقة الجنسية امام الملأ ؟ وتبعها رجل مسن بنفس العملية وهم يصرخون الله اكبر بانفعال ؟  ثم ان السيد المالكي يقول بانه لم يسمع عن تظاهرة سوف تخرج يوم 25-2-2011 ولا يخاف من هذه التظاهرة ,لماذا الخوف ولماذا التفكير باتجاه العداء لهذه التظاهرة ؟ انها تظاهرة سلمية لا تحمل العصي والهراوات والمسدسات الكاتمة للصوت ,هل يشعر السيد نوري المالكي وحكومته بالتقصير ؟ لقد صرح السيد نوري المالكي بانهم كانوا على عجل في تشكيل الحكومة ولم يتم انتقاء الوزراء بعناية ولكنهم سوف يقومون بانتقاء الوزراء الباقون بعناية وفحص وتمحيص قبل تسليمهم كراسي الوزارة , فهل يعتقد السيد رئيس الوزراء بان حكومته ستكون قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها في اعادة البناء الاقتصادي والامني والسياسي والاجتماعي والصحي والتعليمي بوزراء تم تعيينهم بسرعة وبلا تريث ؟

 

19-2-2011

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.