اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة(الأخوين الحاج جعفر والحاج حميد الكعبي)

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

نبيل عبد الأمير الربيعي

مقالات اخرى للكاتب

من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة

(الأخوين الحاج جعفر والحاج حميد الكعبي)

 

      

 (( لا أخالف وجداني إذا قلت إن الديوانية ملأت قلبي, أفرح لسماع أسمها وأبتهج هذه الأيام إذ تجولت في طرقها, أمتليء سروراً لو قابلت أهلها وتحديداً الذين أعرف منهم , أرقص طرباً إذا أمر على زقاق لبت في الكرة والدعبل وحتى التوكي مع الفتيات الصغيرات من أقراني  في العمر والادراك, كانت الريح  تداعبنا بلطف النسائم فتحملنا على بساطها وكأننا بقية حلم سيكتمل.))   كلام ..يحيى الطعان .. أوراق من ذاكرة مدينة الديوانية للقاضي زهير كاظم عبود

    ذكر السيد عبد الرزاق الحسني في كتاب ( العراق قديماً وحديثاً) إن مدينة الديوانية في الأصل كانت  دار ضيافة أنشأها رؤساء عشائر الخزاعل أيام أشهر شيوخهم الشيخ حمد آل حمود  , الذي ابتدأت  رئاستهُ حوالي سنة 1747 م ليقيم فيها كاتبهم الذي يعهد اليه أمور الجباية  ولينام  فيها ضيوفهم المدنيون الذين كانوا يترددون عليهم).

 

    هنالك بيوت لأهالي الديوانية شاركت في التعازي الحسينية وقضاء حوائج أهل المدينة  والتزاور في الأفراح والمسرات والعزاء , ولهم أهمية في المدينة إذ هجًروا من قبل النظام السابق إلى إيران بحجة التبعية الايرانية , ولكن لا زالت المدينة تتذكرهم   ومواقفهم شاهدة على ذلك,منهم الأخوين الراحلين الحاج جعفر  والحاج حميد الكعبي  وقد سكن جدهم الاول  محمد صادق الديوانية عام 1280 هـ وهما صاحبا أكبر مخزن عطارة في المدينة ويعدان من أغنياء الديوانية ودارهما كبيرة جداً ذات باحة واسعة وفي هذه الباحة تسقف بالقماش ويعقد فيها العزاء الحسيني يوم عاشوراء  في الليالي العشرة الأولى من شهر محرم الحرام , كان الحاج جعفر كريماً جداً حيث كان يقدم العشاء لكل من يحضر مجلس العزاء , ويقدر عددهم بالمئات , وأيام السبعينات من القرن الماضي كنت أزور الدار الواقعة في شارع العلاوي وسط المدينة أيام عاشوراء , حيث تعرض المفروشات على حائط الدار من الداخل فيها رسومات تمثل ما قام به المختار بن يوسف الثقفي  باعمال بقتلة الحسين(ع) يوم العاشر من محرم, كما تخرج من هذا الدار السبايات وهي مواكب العزاء الحسيني كما مر ذكرة, وهي لا تختلف عن مثيلاتها في الأحياء الاخرى من المدينة إذ السيد علي السيد راضي أيضاً يخرج التعازي من دارة  الأيام الأولى من محرم, وكذلك في الألوية الجنوبية من العراق.

    كان هنالك قاريء هو (الشيخ عزيز الشيخ كاظم السلامي)وهو المنافس للحاج جعفر الكعبي , له مجلس خاص به تابع لحزب الأخاء حسب ما يذكر الاستاذ عبد الكريم قطان في مذكراته, والشيخ عزيز هذا ذو شخصية جبارة , إذ مجالس التعازي عامرة بالرواد على الرغم من عدم أطعامه للحضور , إذ كان أتباعه يلطمون في عزائه ولكن يأكلون في بيت الحاج جعفر الكعبي , لقد عين  الشيخ عزيز في نهاية عام1946 رئيساً لبلدية الديوانية, وكان حازماً في ادارتها , أما الحاج جعفر الكعبي كان يتحمل القسم الأكبر من مصاريف ومواكب العزاء الحسيني , أما القسم الآخر فيغطى بجزء من حصيلة صناديق المواكب الحسينية التي تجمع من الأهالي , ويستعمل  المتبقي من الحصيلة لتمويل مواكب الأنصار التي تسافر إلى كربلاء عند حلول  موعد زيارة أربعين الامام الحسين(ع).

    وهنالك أصحاب عطارة كان لهم دور في حفظ أموال أهالي الديوانية كأمانات,  إذ لم يأتمنوا البعض من أهالي الديوانية على أموالهم لدى  المصارف الحكومية , ومنهم  الحاج قربون صاحب دكان كبير للعطارة, إذ يسجل أسم صاحب الأمانة من الأموال النقدية أو المصوغات الذهبية  في سجل خاص وتحفظ في (قاصة) حديدية لحين المطالبة  صاحبها بها وبدون مقابل , الحاج قربون أو نسميه(قربن) يتحمل تكاليف تعازي التطبير ( ضرب الرؤوس ) في فترة الأربعينات من أكفان  بيضاء وأجرة السياف الذي يضرب رؤوس شباب الموكب ونافخ البوق والطبال , والفطور والغداء وغير ذلك , لكن هذه العملية منعت بفتاوي من قبل رجال الدين الشيعة الكبار ومنهم السيد محسن الأمين, عالم ديار بلاد الشام.

    لكن مع تهجير بعض العوائل الخيرة من أهالي الديوانية من قبل السلطات الحاكمة ترك حزناً عميقاً في نفوس أبناء الديوانية لما لهم من دور في انتعاش الجانب الاقتصادي في المدينة, ووقوفهم في السراء والضراء مع أبناء المدينة, فقد هجروا   بحجة ( التبعية الايرانية) كما شملت القومية الكردية من الأكراد الفيلية , هدف السلطات الأول لابعاد  ذوي  الامكانات المادية الكبيرة ومن المناوئين للسلطة من الذين يحملون التوجهات اليسارية والمعادية للسلطة البعثية , ومصادرت ا موالهم واملاكهم من العقارات, إذ رحلوا بطريقة مأساوية إلى القصبات الايرانية بعد نقلهم بالسيارات إلى الحدود ثم السير مشياً على الاقدام إلى القصبات الايرانية .

    التعسف والقهر الذي الحقتهُ السلطات المتعاقبة بالمواطن العراقي تحت طائلة القانون بكل أدوارها وعهودها , بسبب الميراث  القديم لهذه الحكومات واستخدام الجنسية العراقية لابعاد المناوئين لها ولاسباب عدة كانت الدوافع الدينية والقومية , سبب من أسباب اسقاط الجنسية العراقية بحجة التبعية الايرانية, فثمة العديد من عراقيي المولد وربما حتى الجد الخامس يصنفون اليوم في عداد عديمي الجنسية , بعد أن أبعدوا عن البلاد برحلة صعبة عبر الجبال والوديان سيراً على الأقدام لحين الوصول ,ويذكر الدكتور جمال حميد الكعبي : (الديوانية التى ظلموااهلها  قهرا وجورا من نظام البعثى والان لا تزال الظليمة من هؤلاء الذين اوصلناهم للسلطة

ولكن لم نكون فى يوم من الايام من الانتهازية وكان هدفنا هو اسقاط الطاغوت وقضاء حوائج الناس الى انا اعتبرة نعمة,ولكن اهل ولايتنا الشرفاء الطيبين  والذين يسعون فى رفع هذة المظلومية من عزيزي قوم ,  وكنى وكانت الديوانية مجموعة بيوتات وعائلة معروفة متصاهرة متحابة ليس غريب بيننا ).

بعثت لك بعض الصور الموجودة  وبالنسبة الى والدى توفى سنة 1984 فى طهران ودفن فى مقبرة جنة الزهراء فى طهرانهؤلاء أكبر نموذج لسياسة الحكام السابقين اتجاه أبناء جلدتهم

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.