كـتـاب ألموقع

قرع الاجراس// علي الجاف

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: علي إسماعيل الجاف

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 18 تشرين2/نوفمبر 2016 19:06

كتب بواسطة: علي الجاف

الزيارات: 2305

الموقع الفرعي للكاتب

قرع الاجراس

علي الجاف

باحث علمي

بات واضحا الهدف الحقيقي من قيام الجهات التكفيرية بتحطيم الكنائس والجوامع والحسينيات والاماكن الدينية والعبادية، قد نتصور يوما قريبا قيامهم بتغيير شكل البلدان العربية لان راس الفتة ومخطط البرنامج هم ليسوا من يرتدي الملابس بل اكبر من ذلك الحديث والتفسير فقد نرى حيوانا يتجدد لون جلديه بصورة طبيعية كون تركيبته محددة بهذا، لكن ان نرتدي لباسا وثوبا طائفيا وارهابيا يكون في الغالب دفه هو تمزيق النسيج الاجتماعي والتنوع الموجود داخل البلدان في لبنان وسوريا والعراق وغيرها من الامم التي نشئت نشأة قديمة اعتمدت على التراث والتاريخ والحضارة ومارست افضل الطقوس والاديان دون تميز او منع او تدخل من طرف ضد طرف اخر. التاريخ ليس بعيد ليروي لنا مأساة امم خاضت تجارب الاضطهاد والتعسف والقتل والتشريد والمرض والفقر والجوع، وهناك تجارب اخرى في بلدان متطورة اليوم مثل اليابان وامريكا وبريطانيا والمانيا؛ لكن السؤال الاهم هو: هل عادت الهجمات البربرية لتلك البلدان؟ كيف نجحت في صد الازمات والتدخلات الخارجية والحروب العارمة؟ من يفكر لهم ويقود مستقبلهم؟ متى نعي اللعبة التي رسموها؟

نحتاج كمواطنين ان نجيب على هذه الاسئلة الطويلة التفسير والمحيرة في نفس الوقت، كنا نسمع عن اضطهاد السود ورعاة البقر والشخص الاحمر اقصد شعر رأسه احمرا والتناقضات والمناوشات بين كوريا واليابان، ونرى ان الجميع سيتقاتل في لحظة ما، ونروي القصص الى المقربين حائرين وخائفين من مصيرا مجهولا لانعرفه لاننا بالواقع نفتقر الى التخطيط السياسي والاجتماعي المستقبلي! لم نعد يومنا مؤمنين بالمراحل السابقة كتجارب لنا او ملاحظات عظيمة مر بها الاخر وعلينا الاستفادة ، لنعترف اننا شعوب تسعى الى التقليد والانتظار والتخلي الحقيقي عن المسار ، فما هي البرامج القادمة لدينا لمنع الارهاب من التقدم الى لبنان او دولة عربية جارة او السعي الجدي لايقافه لدينا. نتمازح فرحين ونتشاور خلسة لعل احدا يقدم رؤية لنا فنقول له : اسكت انت لم تعد مجديا؟ ونستسلم بقوانا العقلية الى مساعدات خارجية من استشارات بائسة وكلاسيكية وقديمة من حيث المضمون والمحتوى تشبه تعليم الانسان اللغة الانجليزية باسبوع كما تنشر الاعلانات على التلفاز فيتوهم الجميع ويسعى جاهدا لتسجيل اسمه!

لسنا كما توعنا ولعل الخلل مشخصا والبرامج بالية والمشاريع المنقذة تكون بعقول الاخرين، فاليوم المسيحين لم يكونوا هدفا في العراق فحسب بل في كل بقعة عربية ، وسيتذكرون مقالاي هذا كونهم في امان مؤقت في بلداننا الاخرى، والسبب لان الهدف الحقيقي ليس قتل انسان او اخرق جثته او سرقه امواله او نهب ممتلاكاته، بل العكس من ذلك، الغرب يريد اليوم خلق الازمات بفعل الانقاذ والمساهمة في الحل حتى تكون الجغرافيا هدفا له، والمشاريع المصلحية مؤمنة من خلاله، نحن شعوب تموت تدريجيا بجرعات بطيئة، قبلها كان الشيعة هدفا والاكراد يضربون بقنابل امريكا والغرب واليوم السنة ينادون بالتهميش في لبنان وغيرها من الاماكن! لكن لم نرى مركزا استراتيجيا او بحثيا يسعى الى بنائنا وانقاذنا من الازمات المتتالية كون اليهود وامريكا كقادة وانظمة تخطط لجديد يستهدفنا غير داعش والقاعدة والارهاب ، من منا يستطيع ان يفسر ما يجري لنا في غزة يقتلون والعرب تتطلع لما يجري كون المتحدث الاول مخفي والمخطط للبرامج مجهول لدينا. الاجراس سكتت والجوامع تهدم والكنائس تستهدف بمخططات وبرامج مدروسة والتراث اصبح في عدم والتاريخ يسجل لهم انجازا بمفاهيم ارهابية وشنيعة. اذن، الهدف هو التاريخ والتراث والجغرافيا يعني سيكون هناك بلدا قادما لان المال توفر لديهم والتجنيد مستمر عندهم، فهم يجندون الاطفال ببرامج مخطط لها مسبقا ويستخدمون المال وسيلة للاغراء لان بلداننا لم تعي احتضان مواردنا البشرية بصورة صحيحة !

• < السابق
• التالي >