اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ورد الشوارع// وفاء القناوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتبة

ورد الشوارع

بقلم وفاء القناوي

 

.... ورد الشوارع وزهورها عند قراءتها قد يتجه فكرنا وخيالنا الى الورد والأزهار التى فى الأحواض أو على الجنبات فى الطرقات, هكذا يجب أن يكونوا وهكذا يجب أن يزينوا لنا الدنيا لإنهم زينتها, ألم يقل الله عز وجل المال والبنون زينةُ الحياة الدنيا؟؟ جاءوا إلى الدنيا بدون إرادتهم ِمثلَهم مثل باقى المخلوقات ولكنهم لم يكونوا ِمثلَهم بل أقل وأدنى فى كل شئ, حيث لامأوى ولا ملبس ولا حتى مايسدُ رمقهم, لاأمان ولا حنان ولا إهتمام فى الوجود ولا يشعر لوجودِهم أحد, يرقدون على الأرض ويلتحفون السماء , مشردين فى الشوارع هائمين على وجوههم لا يعرفون لهم هدف غير أن ينتهى يومَهم والسلام , قد يلتقطوا قطعة خبز من القمامة أو أى شئ صالح للأكل من القاذورات ولكنه لايصلح للاستهلاك الآدمى ,قد يشفقُ عليهِم قلبُ ويرق لحالِهم ولكنها شفقةٌ وقتية  لحظة رؤيتهم فقط ,ونعود إلى بيوتِنا وننسى من ليس لهم بيوت, نحتضن أطفالنا  ونتفنن فى إطعامهم وإسعادهم وتدفئتهم وهؤلاء عرايا لاحضن يضمهم ولا مأوى لهم, ولا أكل نظيف ينعموا به, ماهو الذنب الذى إقترفوه هل لأن أبويهم  فقراء ومعدومى الدخل مما جعلهم ينسوا طفولتهم ويدفعوا بِهم إلى الشارع, أم كان ذنبَهم هو أنه لا يوجد سكن طبيعى وصحى فى العشوائيات التى ولدوا بها , أم أنهم لم يجدوا مَن يُعلّمهم ويهتم بمستقبلهم ففشلوا دراسيا ووصل ِبهم  الحال الى الشارع, سواء ليعملوا باعة جائلين بين إشارات المرور أو متسولين أو لصوص صِغار, أوصبية لتوزيع المخدرات أو مدمنيها فكُله سواء ,أم أنهم وجدوا راحتهم فى الشارع حيث الحرية وحيث اللا قيود, ظاهرة أصبحت مزمنة تنخر فى نسيج المجتمع لم يتحرك لعلاجها أحد ولو تحرك يكون بدون فاعلية , ظاهرة على قدر إساءتها للشكل العام لبلدنا أمام الغرباء إلا أن الأهم إنها تُوجِع قلوبنا, متى نفكر فى حلول جذرية لتلك المشكلة ونجتثها من حياتنا, متى نرى هؤلاء الأطفال يعيشون حياة طبيعية  ليرسِموا بوجودهم لوحة مستقبل مصر , هؤلاء الأطفال محتاجين تعليم حِرفى فنى ليكونوا منتجين فى المجتمع , وتوفير رعاية صحية  لهم وتوفير كوادر ماهرة قادرة على التعامل معهم, والعمل على عدم تفريخ مشردين جُدد للشوارع وذلك برعاية الاسر الفقيرة والقضاء على العشوائيات وتحسين الدخل , والعمل على التوعية الفكرية لهم وإنشاء مراكز لإيواء هؤلاء واستيعابهم مع متابعتهم نفسيا وتربويا  لإعادة دمجَهم مرة أخرى فى المجتمع , وإذا كان أطفال الشوارع إتسرقت طفولتهم فلا يجب أن يُسرق مستقبلهِم حتى نحِد من العنف ونقلل من معدلات الجريمة , وحتى لايكونوا قنبلة موقوتة جاهزة للإنفجار فى أى ثانية , نحلم بالقضاء على ظاهرة الأطفال المشردين وأطفال الشوارع نحلم بأن يكونوا ورود وزهور الشوارع 

 

بقلم وفاء القناوى

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.