اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• كلمات رثاء إلى راحل قبل الأوان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

باسل شامايا

مقالات اخرى للكاتب

كلمات رثاء إلى راحل قبل الأوان

 

 (( قبل ان ابدأ رثائي أود ان اكتب في مستهله عن حياة الراحل العزيز بعض الأسطر لتعريف القارئ به .. سيفان نعمان متي ابونا من مواليد القوش 1984 شقيق لأخوين وأربع أخوات .. درس في مدارسها ثم حصل على دبلوم فني من المعهد التقني  قسم السكرتارية في جامعة الموصل ، وبعد جهد جهيد تعين في شعبة زراعة شيخان فكان دءوبا ومواظبا في مواعيد عمله والتزاماته الوظيفية وبينما كان ذاهبا بصحبة زملائه الى عمله تعرض الى حادث مروع أودى بحياته القصيرة وذلك في طريقه الى قضاء عين سفني حيث توقف قلبه الحنون عن الخفقان وغادرنا الى دون رجعة .....)) .

           لا أدري كيف أبدأ وبأية كلمات استهل رثائي إليك يا سيفان.. هل انطلق كما اعتدنا بالرثاء التقليدي أم أتجول في قاموس مفرداتي لعلي أجد ما يناسبك من الكلمات  نعم أيها الغصن اليانع البديع لقد عصر حزن رحيلك المفاجئ ضلوع محبيك وخفقت قلوبهم ألما وكمدا .. فبكيناك بدموع فاجعة .. بكاك الصغير والكبير ، القريب والبعيد ، بكتك أمك الثكلى بحرقة قلب وأبوك الذي لم يتوقف عن ذرف الدموع .. لقد أصيبا في الصميم ونكبا بعزيز غادرهما وهو ما تبقى لهما من ذكريات شقيقيه وشقيقته الذين ابتلعتهم الهجرة الى حيث محطة الانتظار الى ارض الغربة .. بكتك شقيقاتك اللواتي افجعن بفراقك الأبدي وشقيقيك اللذين وقع خبر رحيلك كصعقة في الصميم ، وأعمامك وأخوالك وأصدقاءك ومحبيك الكثر وبلدتك التي كانت تفتخر بعطائك اللامتناهي .. فابكي أيتها العين واذرفي الدمع على ثمرة يانعة من ثمار شجرة القوش الوارفة ، أذبلها القدر اللعين وباتت مجرد ذكرى .. ابكي أيتها العين على من كان يكحلك .. يا لك من قاس أيها الموت .. نعم أنت حق على البشر علينا ان نؤمن ونقتنع بأنك حقيقة لا بد منها ، لكنك جئت كالبرق في غير أوانك ، جئت مهرعا في يوم قاتم السواد ، وسرقت بلمحة البصر شاب طموح توه بدأ حياته العملية  ، كان دوما تواقا لتأدية واجبه الوظيفي ، منطلقا من مبدأ الإخلاص للعمل وهذا ما توارثه من الآباء والأجداد ولكن قاده ذلك الى حتفه.. فاجعة وقعت كالصاعقة على كل حي وزقاق في القوش ... شاب في مقتبل العمر تتوسم فيه شعلة المثابرة ونكران الذات .. كان من البراعم المتوقدة بحب الحياة متفائلا يحب الخير للإنسان .. كان يتمنى دوما ان يعيش حياة زاخرة بالأفراح والمسرات بين أهله ومحبيه ، لم تفارق الابتسامة محياه .. أما الطيبة التي كان ينطوي عليها قلبه المحب فإنها كانت ملتهبة بتقديم العون والمساعدة مع جميع الناس ، فكل ما كان يحتفظ به من النقاء وروحية التعاون وطيبة المعشر جعلته محبوبا عند كل من عرفه وذرف الدمع برحيله .. يا لها من فاجعة أدمت قلوب أهلك وذويك وأصدقاءك الذين افتقدوا ابتسامتك الخجلة وتضحياتك وإيثارك المتواصل لخدمة بلدتك التي كنت لها دوما ابنا محبا وفيا لأرثها وتقاليدها .. ان فقدانك ليس إلا خسارة لنا جميعا ستبقى آثارها في قلوبنا بليغة لا تندمل وداعا أيها المتفائل بحب الحياة .. وداعا أيها المتواصل في العطاء,, وداعا أيها البرعم اليانع في جنينة القوش وداعا وأنت المغادر جسدا والحي روحا بين اهلك ومحبيك .   

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.