اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• تظاهرة مسرحية في القوش

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

باسل شامايا

 

مقالات اخرى للكاتب

تظاهرة مسرحية في القوش

ان تكاتف الجهود والمواظبة والإصرار هي إحدى أسباب النجاح لكل منجزٍ ، فنيا كان أم أدبيا أم اجتماعيا فإذا ، ما أهمل عنصر من هذه العناصر سيشكل خللا في عملية الانجاز ، أما ان كانت المحصلة النهائية تحقيق الهدف المنشود فذلك يعني هناك من ثابر وتواصل وآمن بالهدف الذي اجتمع مع أقرانه ليقطفوا معا ثمار النجاح . لقد اعتادت بلدتنا المعطاءة القوش ومنذ سنين طوال وبالرغم من إهمال الأنظمة الدكتاتورية لها أن تزخر بالمبدعين الذين حفروا على صخرة الإبداع أروع النتاجات وبقت عطاءاتهم في اتقاد مستمر حتى يومنا هذا .. في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها شعبنا الصابر عزمت نخبة من أبناء وبنات القوش لتحقيق منجزا مسرحيا معتمدين على تلك العناصر الآنفة الذكر ، وقبل أن ألج الى موضوع المنجز أود ان أتحدث بعض الشيء عن المسرح ، حاضنة المبدعين الذي حينما يجتمع هؤلاء تحت ظلاله يخططوا من خلاله كيف يرسمون البسمة على شفاه المحرومين .. المسرح هذا القنديل الذي يضيء بعطائه طريق المحبة والأمل ، ويجسد على خشبته حرية الإنسان وانعتاقه من ظلام العبودية ويرسم بمعالجاته آفاق السعادة ، لقد كان له وما زال دورا مؤثرا وفاعلا في رفد الحركة الثقافية وفي كافة أرجاء المعمورة، لذلك يستوجب إعطاءه أهمية كبيرة ليأخذ مكانته المتميزة في اغناء الوعي لكافة شرائح مجتمعنا العراقي .. وبما انه يهدف الى إدخال عنصر البهجة والانشراح الى أعماق المتلقي ، ويعمل على تحرر الإنسان من هيمنة التخلف واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان فبالتأكيد يكون هدفه بناء هذا الإنسان وتطوير توجهاته الفكرية والاجتماعية والنفسية ، وتغيير وعيه نحو الأفضل . لقد وظفّه المخرجون سبيلاً لمعالجة الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع الإنساني ، فكل من يسعى لتحقيق مثل هذا الهدف عليه بالتواصل والاستمرار لانجاز المزيد من النشاطات التي نحن بأمّس الحاجة اليها في ظرفنا العصيب ، ليس فقط من اجل التنفيس او المتعة بل من اجل تشخيص الخطأ والعمل على احتوائه مستقبلا كما فعل بريخت بمعالجاته الآنية والمستقبلية ، بحيث يكون هناك معادلا موضوعيا أو فهما مشتركا للثيمة المعتمدة التي يراد بها معالجة ما يعاني منه المجتمع . فمنذ سنين والناس تنتظر انطلاقة المسرح وعودته الى الحياة بعد سباته الطويل ، فتحققت أمنيتهم حينما استيقظ من ذلك السبات وعقد العزم لتقديم ما يبعد الناس عن همومهم ومعاناتهم في ظل هذه الحياة التي يلفها القلق والخوف من المجهول ، فجاءت مسرحية ( بسا بختا ) الاجتماعية والكوميدية الهادفة لإخراجه من شرنقة الخمول والتقاعس وبتوحيد جهود الغيارى من مبدعي القوش وتآلف قلوبهم والتفاف سواعدهم بأيادي موحدة وخلال سقف زمني لم يتجاوز أكثر من سبعة أسابيع تمكن هؤلاء من تهيئة المسرحية ليضيفوا بها منجزا جديدا إلى أرشيف القوش العامر بالإبداعات . فكان طاقم العمل يفرش أرضية خصبة ليبث من خلالها ممكنات الفرح والمتعة في قلوب الحاضرين من محبي المسرح .. وراحت جهودهم تتضافر ، كل من موقع المسؤولية التي ألقيت على عاتقه وبهمة عالية وصل صيتها الى كافة الأسماع وكان للدعاية الإعلامية على مواقع الانترنيت والبوسترات التي علقت على جدران العديد من أحياء القوش فضل كبير في نجاح المسرحية جماهيريا وبالرغم من الحادث المفجع الذي أودى بحياة الراحل العزيز ( آيسن ) وبعده رحيل الصديق باسل توما قاشا الذي كان شقيقه بشار احد كوادر المسرحية لكننا تمكنا من معالجة الموقف حينما اخترنا بديله الفنان رائد ججو وخلال فترة قصيرة تمكن من تقمص الشخصية .. هكذا تم تذليل كافة الصعاب وأعلنا استعدادنا لمواجهة الجمهور وذلك يوم الأربعاء الموافق 25/4/2012 . عصر هذا اليوم شهد العرض اقبالا جماهيريا واسعا حيث تهافتت الجموع الغفيرة الى منتدى شباب القوش لمشاهدة ماذا اعده المبدعون بعد هذا الرقاد الطويل ، وفي اقل من ساعة اكتظت قاعة العرض بالحضور الجماهيري المتميز بحيث لم يعد فيها مكانا حتى للوقوف ، وقبل إعلان العرض المسرحي ارتقى مخرج العمل مسؤول فرقة شيرا في القوش المسرح ورحب بالحاضرين وشكرهم على تجشمهم عناء الطريق لقضاء وقتا ممتعا بمشاهدة أحداث مسرحية ( بسا بختا ) ثم ألقى الأستاذ سعيد شامايا مسؤول مركز كلكامش للثقافة والفنون كلمة بالمناسبة حيث أشاد فيها بالجهد المبذول من قبل المخرج والكاست ( الممثلون ) .. لقد كان الجمهور ينتظر بشغف ولهفة انطفاء إنارة الصالة لأعلان بدء المسرحية وعيونهم شاخصة نحو المسرح لفتح الستار وانطلاقة الأحداث .. وهكذا أطفأت الأنوار وخيم الصمت أرجاء الصالة حتى راحت الموسيقى تبعث الانتشاء والفرحة الى قلوب الحاضرين ، فكانت الضربة الأولى للعرض قوية بحيث تفاعل الجمهور مع الحدث منذ الوهلة الأولى وراح عنصر الانسجام يلف المتلقي حتى نهاية المسرحية .. لقد غمر الحضور الذين قدموا متلهفين لمشاهدة العرض شعورا بالسعادة بعد قضائهم أكثر من ساعة ونصف الساعة من المتابعة الشيقة دون ان ينتابهم الملل من الإطالة بل جعلهم المخرج واداء الممثلين يعيشوا الحدث وكأنهم ضمنه .. حيث ابدعوا في تجسيد أحداث المسرحية بالشكل الذي جعل صالة العرض تزخر بالحضور لأربعة أيام متتالية وبسبب الإقبال تم تمديد اليوم الأخير تلبية لرغبة الجمهور . لقد دغدغت المسرحية مشاعر الناس لان أحداثها كانت من صلب الواقع حيث تناولت نقدا ورسالة لكل ما هو سلبي في حياتنا الاجتماعية وتشخيص السلوك والممارسة الحمقاء وبمعالجات كوميدية ساخرة فترجمت معانات الإنسان الذي يعيش في داخله وحش الغيرة والحسد فتقوده عناصر الشر للتخطيط ضد اخيه الانسان لتحقيق نار الغيرة والإيقاع به.. هكذا فعلت (ريجو) زوجة حنا التي قادتها تلك الغيرة والحسد حينما خططت للإيقاع بجارتها الطيبة سعاد ، لكنها قطفت ثمار ذلك المخطط عندما دفع ثمنه ابنها الصغير فانقلب السحر على الساحر وتجسد المثل الشعبي القائل : ( من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ) كما تم تشخيص ظاهرة الهجرة التي تنخر في جسدنا العراقي فتسرق مناّ طاقاتنا الشابة التي تغادر الوطن

الى مصير مجهول .. كما تناول العرض أيضا بروز الكثير من الممارسات الخاطئة للبعض من الأطفال واليافعين وحتى الشباب كلجوئهم لتوظيف الأجهزة الالكترونية والانترنيت لأغراض لا تجلب لهم ولعوائلهم الا الويلات ، كما تناول العرض مشكلة البطالة المتفشية والتي يبرر المهاجر هروبه الى بلاد الغربة مكرها للبحث عن المستقبل الآمن ،هكذا خاطبت المسرحية مشاعر الناس مباشرة بلغة تتسم بالوضوح . في ختام مقالي اود ان اقول دون مجاملة او تحيز إن نجاح مسرحية (بسا بختا) لم يتحدد فقط بعدد الحاضرين من الجمهور الغفير الى قاعة العرض وإنما بتلك الأعداد التي غادرت القاعة وهي مفعمة بنشوة المسرحية وأحداثها الواقعية المشوقة ،والتي استنبطها المؤلف من صلب الواقع ووظفها المخرج لتشخيص الخطا والسلبية التي احيانا تشكل عائقا امام تطور ورقي المجتمع .. املي ان تتواصل هذه الانجازات والابداعات لتبقى القوش متميزة دوما بعطائاتها التي اعتادت ان تتحف بها جمهورنا العزيز .

الممثلون :

1// زياد خوشو بدور حنا

2// غزالة شمعون بدور ريجو

3 // ناهض زرا بدور يوسب

4 // ريتا كجوجا بدور ريتا

5// هيثم جلو بدور جرجيس

6// زاهي خوشو بدور ديفد

7 // هدار سعيد بدور الجارة سعاد

8 // دانا كجوجا بدور الشبح

9 // لورين سعيد بدور نونو

10 // سارة سمير بدور مريم

12 / ديفد خالد بدور فادي

الموسيقى والمؤثر الصوتي سلفر تومكا

طباعة واستنساخ فرقد بولا

تصوير فديو ريمان قودا

تأليف واخراج باسل شامايا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.