اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد. !!!..23

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي،

 والانشداد إلى تأبيد الاستبداد. !!!..23

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى

 

كل من تحرر من أدلجة الدين.

كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.

الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.

العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.

من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.

من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.

محمد الحنفي

 

علاقة تكوين الحزبوسلامي بتنظيم الهجوم على اليسار:.....9

 

وما علاقة الاتجار في المخدرات، وتهريب السلع، وتهريب الأموال بعولمة اقتصاد السوق من جهة، وقوة الحزبوسلامي من جهة أخرى، وضرورة محارة اليسار من جهة ثالثة؟

 

إن مظاهر عولمة اقتصاد السوق، وقوة الحزبوسلامي، ومحاربة اليسار، ظواهر ثلاثة جاءت متزامنة مع بعضها البعض، وعمت جميع أنحاء العالم، وازدهرت بكثافة في البلدان ذات الأنظمة التابعة.

 

فالاتجار في المخدرات يستهدف شغل قطاع عريض من المجتمع بهذه الآفة، التي صارت داء عضالا، يؤدي إلى نتيجتين أساسيتين:

 

1) فهي تساهم في إحداث تراكم هائل للثروات في أيدي من يقف وراء الاتجار في المخدرات من جهة.

 

2) ومن جهة أخرى فهي تنخر كيان الشباب، وتوهن قواه المادية، والمعنوية، والجسدية، والعقلية، وتصبح اللامبالاة بما يجري حوله هي السائدة.

 

وفي المقابل نجد ظاهرة تهريب السلع، التي تؤدي بدورها إلى نتيجتين أساسيتين:

 

النتيجة الاولى: جعل الثروات الهائلة تهرب إلى الخارج ،بواسطة السلع المهربة، لصالح الجهات المنتجة لتلك السلع، إلى جانب ما يتجمع لدى الفئة التي تقف وراء التهريب.

 

والنتيجة الثانية: نخر الاقتصاد  الوطني، وإضعافه، وجعله مفلسا، ومتسببا في انتشار البطالة بين قطاعات عريضة من المواطنين، مما يؤدي إلى انتشار اليأس بينهم، من إمكانية قيام اقتصاد وطني متحرر، يساعد على التخفيف من حدة البطالة، والقضاء عليها.

 

وفي ظل انتشار المخدرات، وتكثيف تهريب السلع، ينمو الحزبوسلامي الذي يلعب المنتمون إليه دورا رائدا في جعل الجماهير الشعبية تنصرف عن واقعها، وتنشغل بأمور الدين الإسلامي المؤدلج، وتسعى إلى إقامة "الدولة الإسلامية"، القادرة، وحدها، على محاربة المخدرات، ومحاربة تهريب السلع إلى بلدان المسلمين، بتطبيق ما يسمونه ب"الشريعة الإسلامية"، التي ليست إلا تأويلا إيديولوجيا للمنتمين إلى الحزبوسلامي، الذي قد يشرف على توجيهه، وتمويله، نشاط من يقف وراء الاتجار في المخدرات، ووراء التهريب.

 

وبذلك يظهر أن العلاقة بين هذا الثالوث:

 

1) الاتجار في المخدرات.

 

2) وتهريب السلع.

 

3) وظهور الحزبوسلامي.

 

هي علاقة عضوية متلازمة، ومتزامنة مع بعضها البعض. وبالتالي فلا يمكن فصلها عن الواقع إلا بالتغيير الجذري لذلك الواقع، لاستنبات ممارسة اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، تؤدي إلى نتائج التحرر، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

 

وهذه الممارسة لا يمكن أن يعمل على إنتاجها إلا اليسار الحقيقي، الذي يعمل على سيادة إرادة الشعب المغربي، وبقية الشعوب الأخرى.

 

ولذلك نجد أن اليسار يواجه بالعداء المطلق من ثالوث الاتجار في المخدرات، والتهريب، والحزبوسلامي، ومحاربته، بلا هوادة، إلى درجة اغتيال قادته، والمنتمين إليه، لمحاربة اليساريين بدعم من جهات مختلفة، ومشبوهة أحيانا.

 

ونجد أنه من حقنا أن نطرح السؤال:

 

أي واقع للحركة اليسارية في ظل سيطرة الحزبوسلامي على وجدان الجماهير الشعبية الكادحة؟

 

إن الحزبوسلامي، الذي يستغل الدين الإسلامي، الذي يمكنه من وجدان الجماهير التي تتحول عن الدين الإسلامي، كمعتقد صحيح، إلى الاعتقاد بأدلجة الدين الإسلامي، على أنها هي الدين الإسلامي الحقيقي. وهو اعتقاد يحمل في بنيانه العداء المطلق لليسار، باعتباره كافرا، وملحدا. وهو ما يعتبر عقبة كأداء، تحول دون نفاذ اليسار إلى وجدان الجماهير الشعبية الكادحة.

 

وبتاء على ذلك، سيستمر اليسار في التقوقع، والانحسار إلى حين. وفي أفق خروج اليسار من ذلك التقوقع، والانحسار، فإ على اليسار، واليساريين، أن يعملوا على تفكيك أدلجة الدين الإسلامي، بإبراز مظاهر تلك الأدلجة، والخلفيات التي تحكمها، والغاية من تلك الأدلجة، واستغلال كل الوسائط الممكنة من أجل وصول ذلك التفكيك إلى وجدان الجماهير الشعبية الكادحة، داعمين ما يذهبون إليه بالحجج، والبراهين، التي تنفذ إلى أعماق الجماهير الشعبية الكادحة، حتى تلتفت إلى ما يمارسه مؤدلجو الدين الإسلامي، المشكلون للحزبوسلامي، في أفق تموقفها منه، والعمل على مقاومته، حتى تتحرر، وبصفة نهائية، من سيطرة أدلجته.

 

وفي حالة عزوف الجماهير الشعبية الكادحة عن اتباع الحزبوسلامي:

 

أي واقع لهذا الحزب، في حالة انكشاف مؤامرة استغلاله للدين الإسلامي، في محاربة اليسار الحقيقي؟

 

إن الجماهير الشعبية الكادحة، هي، وحدها، القادرة على كشف مؤامرة استغلال الدين الإسلامي، الذي هو دينها، لمحاربة اليسار، الذي يناضل من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وأن استغلال الدين من أجل تغييب الجماهير عن حقيقة الأهداف التي يسعى اليسار إلى تحقيقها، باعتبارها أهدافا شعبية، تنشغل عنها الجماهير الشعبية، بالانسياق وراء أدلجة الدين الإسلامي، والانشغال بتحقيق "الدولة الإسلامية"، التي ليست إلا دولة الحزبوسلامي، التي تطبق "الشريعة الإسلامية"، التي ليست إلا تأويلا حزبوسلاميا، لما يجب أن يكون عليه المجتمع، الذي يستبد به الحزبوسلامي.

 

وموقف الجماهير الشعبية، لا يمكن أن يكون صحيحا، إلا إذا كان نتيجة للتفاعل مع موقف اليسار الناتج عن تفعيل أدلجة الحزبوسلامي للدين الإسلامي.

 

وإلا فإن الجماهير الشعبية الكادحة، ستعرف ردة تدخلها عمق ذاتها، لتبقى، بذلك، مجالا لمختلف أشكال الاستغلال دون مقاومة تذكر. وهو ما يسعى إليه الحزبوسلامي.

 

وعندما تمتلك الجماهير الشعبية الكادحة وعيها الحقيقي، وتشرع في مقاومة مخططات الحزبوسلامي:

 

فما مصير الحزبوسلامي بعد تخلي الطبقة الحاكمة، والأحزاب الرجعية، وأحزاب البورجوازية الصغرى، عن دعمه، بسبب تملق تلك الأحزاب للجماهير الشعبية الكادحة؟

 

وهل يستمر في أدلجته للدين الإسلامي؟

 

وهل يستمر في تخدير الجماهير الشعبية الكادحة؟

 

وهل يستمر في طموحه إلى فرض الاستبداد بالمجتمع؟

 

إن الحزبوسلامي وحمولته من البشر الذين انخدعوا بأدلجته للدين الإسلامي، الذي سوف يكتشفون بأنفسهم خطورة هذه الأدلجة، وسيعانون من مواجهة الشعب لها، وسيتوقفون، في البداية عن ترويجها، ثم عن إنتاجها، ليجمدوا أنفسهم في النهاية، ويذوبوا في ثنايا الجماهير الشعبية الكادحة، حاملين اليأس، باكين على مجد الحزبوسلامي، كما حصل عدة مرات في تاريخ المسلمين.

 

وبذلك نصل إلى أن مصير الحزبوسلامي سيكون محكوما بالتراجع، والذوبان، إذا افتقد الدعم اللازم، والاستمرار في أدلجة الدين الإسلامي، من طرف الذين يستفيدون من تلك الأدلجة بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، في حالة تحولها إلى عمل يضر بمصالح الطبقة الحاكمة، والأحزاب الرجعية، والأحزاب البورجوازية الصغرى، كما يحصل الآن، وعلى المستوى العالمي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.