اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دربونة بيت السيد الخميني والخطيب د.أحمد الوائلي// ذياب مهدي آل غلآم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

دربونة بيت السيد الخميني والخطيب د.أحمد الوائلي

ذياب مهدي آل غلآم

 

من كتاب مخطوط ( درابين وعكود الاطراف الاربعة النجف 1916/2016 )

حينما وصل السيد الخميني في اواسط الستينات من القرن الماضي حطّ رحاله في مدينتنا النجف قادما من تركيا التي لفظتْه بتحريض من الشاه الذي كان ذا نفوذ وسطوة في منطقة الشرق الأوسط باعتباره احد الأذرع الرئيسية التي تردع امتداد النفوذ السوفياتي وقتذاك

كان بصحبته ولداه محمد (المشهور بلقبه مصطفى) ويُنادى به حتى يكاد صحبه والمقرّبون منه ان ينسوا اسمه الأصلي محمد، والآخر اسمه "احمد" الأقل حظوةً من أخيه؛ اذ كان مصطفى الساعد الأيمن لأبيه .. حصلت تجاذبات وتضاربات في الحوزة وعلى كل طبقاتها. كان أحد الإجراءات غير المرئية!! أن يعزل السيد الخميني ورهطه عن الحوزة ومنتسبيها وتعرض بعضهم إلى تهديد بقطع راتبه الشهري إذا زار السيد الخميني ولهذا حديث طويل يأتي في حينه .. لأن الحوزة ومراجعها بأستثناء ثلاثة فقط!؟ كانوا في خط المهادنة مع شاه إيران على الأقل. كنّا فتية في الصفوف الثانوية وكانا محمد الخميني (مصطفى لقبا) يكبراننا ببضع سنين وغالبا ما نلتقي في باحة المسجد في نقاشات متفرعة أقلها النقاشات السياسية خصوصا في اول عهدهما حين أقاما وعائلتهما في النجف .

بدأ الوعي يدبّ في عقولنا؛ وعلمْنا ان هذا "الشيوعي العنيد" كما كانوا يطلقون على الأب الخميني وأكاد اجزم انه كان من أكثر وأشد معارضي الإمبراطورية البهلوية التي نمقتها نحن الشباب الصغار بسبب كونها أصبحت الشرطي الذي كلّفته أميركا لإيقاف المدّ الماركسي الآخذ بالاتساع ليس في هذه المنطقة بالذات بل في العالم كله وبالأخص عالم المسحوقين في الشرق وفي أميركا اللاتينية والأقطار المبتلية بالدكتاتوريات وانقلابات العسكريتاريا، اذ كنّا نتعاطف بشكل كبير مع الاتحاد السوفياتي وخصوصا دعمه الذي كان يتزايد لحركات التحرر الوطني حتى لو كانت اتجاهاتها قومية وقد تكون شوفينية ضيقة الافق، وهو المعروف بأمميته. انضممنا نحن الفتية الناضجون حوله لاننا ببساطة كنا نتلهف ونسعد بايّ انبعاث ثوريّ مهما كان مصدره سواء ماركسيا أو إثنيا وكنا نزوره ونصلّي خلفه في احد جوامع النجف الشهيرة المسمّى "جامع الهندي" ومن ثم في "المدرسة البروجردية" قريبا جدا من الصحن العلوي في بداية  محلّة وسوق الحويش الشهير بمكتباته العامة ومحلات بيع الكتب وحالما نفرغ من الصلاة نتوزع؛ كلٌ الى هدفه فهذا الى المكتبة الشهيرة التي كانت قابعة وسط السوق وذاك الى دكاكين باعة الكتب؛ اذ

لامسرح ولا سينما ولا فنون ترفيهية فبقي الكتاب وحده هو الملاذ الاخير لنا.

لم تكن هناك اية نشاطات او حلقات درس او مناقشات في الجامع من قبل السيد الخميني والمتحلقين حوله منذ استقراره في النجف واستئجاره بيتا متواضعا شرقيا ضمن أزقّة المحلّة "الحويش" نفسها القريبة من الجامع الهندي لغاية عام /1968 حتى بتنا لا نأمل فائدة او خيرا او استزادةً في المعلومات، مثلما كنّا نترقب منه نحن الشباب في اول وعينا ونضوجنا. والحقّ انه كان انطوائيا معتكفاً الاّ من جماعته وخاصّته وكم حاولنا استدراجه وإثارة التساؤلات ذات الدلالات السياسية لكنه لم يردّ عليها مقتصرا في إجاباته على الإشكالات الفقهية فيما يخص العبادات والطهارات وما شابهها ....!!؟ 

 واعود لإجراءات الحوزة وبقيادة محسن الحكيم في سياق عزل السيد الخميني ومناصرية ومريديه من الوصول له او حضور محاضراته ودروسه. تم تحذير الخطباء العراقيين العرب في النجف من زيارة السيد الخميني والاتصال به. وكانت الشكوك تثار بهذا الشكل. إن طاقم السيد الخميني هم يساريون أو شيوعيون وأمثال هذه الشبهات. وأحجام الخطباء العراقيين العرب النجفيون عن زيارته لكن الذي كسر الطوق هذا وشجع الآخرين هو الخطيب الشيخ د. أحمد الوائلي، فقد قام بزيارة إلى السيد الخميني ومن المصادفة أني كنت من الحاضرين في تلك العصرية وكان هناك شيخ جليل يترجم كلام السيد الخميني نلقبه بالسيد الكشميري ولقد استأنس السيد الخميني بسلوكية الشيخ الوائلي وثقافته العالية ووعيه. اتذكر ان الشيخ الوائلي اقام مأدبة غداء للسيد الخميني وتأكدت أن السيد الخميني هو الذي طلب بزيارة الشيخ الوائلي لبيته .. لبى الوائلي وكانت فرصة نادرة لبعض الذين لم يتمكونوا من لقاء السيد الخميني قبل ذلك وكان الحُضار من خيرة الشخصيات العلمائية والمنبرية، ومنهم السيد محمد باقر الصدر والسيد مصطفى جمال الدين والسيد هادي فياض والسيد صالح الخرسان وغيرهم وقبيل وضع المائدة ألقي الشيخ الوائلي كلمة ترحيبية وكان يقف عند باب الغرفة وهو يخاطب السيد الخميني ويصفه بأنه (حسين العصر) تعجبنا انا ورفيقي الشهيد سمير أحمد الوائلي الذي غيبه النظام الساقط البعثفاشستي، من سماعنا هذه الصفة للسيد الخميني أول مرة ورغم إن البعض نسبها لأشخاص آخرين!؟ وحسب ما متأكد لدي ان الشيخ الوائلي بقي مواكب على لقائاته مع السيد الخميني حتى هاجر من العراق إلى الكويت ثم سوريا. مايجدر ذكره هو ان البعض كان يردد أن الوائلي (رحمه الله) كان مخالفاً بشدة لبعض مواقف السيد الخميني فلا صحة لذلك بل كانت حملة مضادة قادتها ادوات حكيمية وسافاكية وربما حتى السلطة البعثية وعملئها كانت تبث هكذا تشويشات. بعد ذلك سمعنا لغط كثير عن علاقة الشيخ الوائلي بالسيد الخميني بعد الثورة الآيرانية الكبرى ولماذا لا يزور آيران الجديدة وقائدها السيد الخميني؟؟ وهنا اوضح بأنه قرر ذلك مراراً ولكنه خشي على اولاده وعائلته في العراق. حيث كانوا تحت رحمة الطاغية "إن كانت له رحمة أحيانا" ؟. ونحن نتذكر في وقت معركة القادسية الثانية حرب العراق مع آيران ومئاسيها كيف استمرت إذاعة طهران وإذاعة الأهواز تبث محاضراته بانتظام لغرض تغذية الشعب العراقي الذي يصغي بكل محبة وفكر الى محاضرات الشيخ الوائلي .. وكما سمعت من بعض الاشخاص الثقات ان السيد الخميني قائد الثورة الآيرانية وجه دعوة للشيخ أحمد الوائلي لزيارة آيران عدة مرات، وقيل عن لسان بعضهم كانت الدعوة بواسطة العلامة التسخيري، وقيل حتى ان سفير الجمهورية الآيرانية في دمشق في حينها (الشيخ اختري) نقل هذه الدعوة للوائلي بنفسه. لكنه رحمه الله كان يخشى على سلامة أولاده وعائلته الذين استشهد رفيقي وصديقي سمير أحمد الوائلي بعدما أعدمه الطاغية بتهمة انتمائه للحزب الشيوعي العراقي ...واستغفر لكم ولي ...

ملاحظة : استفدت من مقال للشاعر جواد كاظم غلوم شكري له .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.