حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

فاتحتك واصلة

يبدو ان اغلب البرلمانيين العراقيين بحاجة الى مصباح علاء الدين السحري. يلامسوه وقت حاجتهم ليخرج منه (جني) , يوفر لهم الباقي من احتياجاتهم , التي لم (يخمطوها ) من الدولة . 

جواد المصلوخ شخصية عراقية ظريفة محب للتواصل الاجتماعي, لقب  بالمصلوخ لضعف بنيته وخلو جيبه ويده من الأموال في اغلب الأوقات .يحضر مناسبات الآخرين الأفراح والمناسبات دون دعوات رسمية , يزور المرضى في المستشفيات والبيوت ويذهب إلى أماكن العزاء ليقدم واجب العزاء , مشكلة جواد الدائمة مع كل هذه المناسبات ان جواد لايملك المال ليقدم ما يسميه العراقيون واجبا اجتماعيا , يتم بموجبه دفع المال والهدايا  في الأفراح والأحزان والمناسبات. من يعرف إمكانيات جواد المالية  يسهل عليه الوضع ويعذره عن محاولة الدفع , ولو مبلغ بسيط  .كثيرا ما سمع جواد من أصحاب العزاء عبارة (جواد فاتحتك واصلة ) , أي المبلغ الذي تريد دفعه كواجب قد وصل .

قابل المصلوخ في حياته الكثير من المواقف المثيرة والمحرجة , لكن أكثرها حرجا , كان حينما حضر جواد مناسبة وفاة والد احد اشد جيرانه بخلا وطمعا .ذهب لمجلس العزاء مفلسا كعادته, وكان يعرف بطمع وبخل جاره , الذي لا تنفع معه الأعذار !!.

جلس بجانب اليابس جارهم الشاب المرح نافع , تبادلا أطراف الحديث,  شكا اليابس لنافع من حرجة موقفه , وبين له حساسية ظرفه مع جاره البخيل .لم يسمع جواد من نافع غير كلمة (مو مشكلة ولا يهمك) , في الآخر استأذن نافع وودع اليابس .ألا ان المفاجئة المثيرة وقعت حينما صاح نافع بأعلى صوته من مسافة بعيدة:(جواد لا تدفع فاتحتك واصلة)!, هذا ما لم يعتاده العراقيون .

ما ذكرني بهذه القصة جملة مواقف وأشياء أهمها ما قالته إحدى النائبات لمراسل احد الفضائيات الأجنبية , حين طلبت توفير المال الكافي للنائب لمساعدته في توفير مستلزمات من بينها قضاء واجباته الاجتماعية , كي تقبل بتخفيض الرواتب .يبدوا ان الدولة ملزمة بالتفكير جديا بان تدفع الواجبات الاجتماعية للأهالي المحيطين بالنائب,  كي يقر أعضاء مجلس النواب ان  رواتبهم  أضعافا مضاعفة  لما يقبضه العراقيون من رواتب .

على العراقيين التفكير جديا بتكريم النواب !!.يكفي ان اغلب النواب تعبوا فعلا وهم يرفعون أيدهم طويلا , كي يقفوا ضد الشعب ويصوتوا لبقاء الفاسدين !!.علينا ان نمنحهم مزيدا من الأموال والامتيازات كمكافأة , وأن نبارك لهم  وللمفوضية فوزها بثقتهم , بتصويت سيدخل تاريخ العجائب , لأنها تكاد تكون المرة الأولى في التاريخ , التي يصوت فيها برلمان منتخب شرعيا ضد إرادة شعبه يا للتوقيت الغريب ان التصويت سبق شهر رمضان بأيام

هل سيصوم من صوتوا لبقاء اللصوص في مفوضية الانتخابات؟.

هل يفكروا بدفع كفارة جرمهم بحق الشعب ؟.

 لم يبق شيء لم يقدم به أعضاء مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات فواتير .دفع العراقيون فواتير هواتفهم , سندفع لهم لاحقا فواتير الماء والكهرباء , ونصادق على صرف فواتير شراء اللحوم والرز والكلينكس وشفرات الحلاقة. بعد شهر رمضان سيحل العيد السعيد , بعد شهر قضوه بالبر والتقوى !!.

سيذهب اغلبهم في آخر الشهر إلى صالونات الحلاقة النسائية والرجالية , علينا ان نقبل وصولات الحلاقة والتجميل , التي سيجلبونها أو ان نرسل شخصا مثل نافع , ليقول لأعضاء مفوضية الانتخابات ومن صوتوا لبقائهم: (زيانك واصل على حساب الشعب العراقي)

حالنا مع الكوميديا السوداء , التي نعيشها يوميا كحال..

 (الطير يرقص مذبوحا من الألم )

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.