اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الكويت نقاش هادئ

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

 مقالات اخرى للكاتب

الكويت نقاش هادئ

 

بعد احتلال صدام للكويت , صدرت عن السيد أبو القاسم الخوئي مرجع الشيعة الأعلى في العراق والعالم حينها فتوى , حرّم بموجبها الصلاة في الكويت على غير المقيمين فيها , ومن يضطر إلى أداء الصلاة يعود ليصليها قضاء خارج الكويت , على اعتبار ان الكويت ارض مغتصبه .

اعرف أسرا عراقية كثيرة جدا حرمت أولادها من شراء الحلويات والألعاب والملابس , التي جلبت من أسواق الكويت والتي دفع اغلب التجار العراقيين ثمنها لتجار الكويت , وقبض التجار الكويتيون أثمانها مضاعفة من لجنة التعويضات !!.

أن من نهبوا الكويت هم وزارات حكومة صدام وعصابات تابعة لرؤوس النظام , لا دخل لعموم الشعب العراقي في قضية سرقة الكويت

بعد ان عادت الكويت إلى الكويتيين بقوة أمريكا , كنا نظن  ان الكويت ستفرق بين نظام صدام وبين الشعب العراقي , لكن خاب ظننا ولم يحصل ما كنا نتمناه من الكويتيين, بل حصل العكس . 

بعد تحرير الكويت شن الإعلام الكويتي حملة ظالمة ضد العراق , نذكر منها ما كتبه احدهم قائلا:(اللهم لا تبقي فيها حجرا على حجر)!.

بعد ان أطاح الأمريكيون صداما بمساعدة الكويتيين اللوجستية , لم نلمس من "الأخوة الكويتيين" كما يحلو للبعض ان يسميهم أي استجابة تنسجم مع التغيير الذي حصل , وظلت الملفات العالقة كما هي !.

الخلاف مع الكويت ألان ليس خلافا برلمانيا وسياسيا , بل ان جوهره خلاف حكومي وشعبي بين إرادتين , إرادة الشعب العراقي الذي يتطلع لبناء علاقات طيبة , تكون ركيزتها الجيرة الحسنة  ونسيان الماضي بعد الاستفادة من دروسه , وبين أرادة لا ترغب بمغادرة أحداث الغزو الصدامي وربط  كل العلاقات المستقبلية بما افرزه الغزو من نتائج .

لم نجد في الكويت رجل دين كيس دعا الحكومة الكويتية والشعب والصحافة إلى التعقل ,وعدم السماح بالتجاوز على الحقوق العراقية مثلما أفتى السيد أبو القاسم الخوئي سابقا , ومثلما يؤكد اغلب رجال الدين العراقيين حاليا من كل الطوائف والأديان على احترام الجيرة مع الكويت !.

لم نجد  من بين الكويتيين جماعة ضغط  تؤيد العراق , وتدعو إلى التعقل , وتتهم كل كويتي يحاول إثارة المشاكل والنزاعات مع العراق بأنه لا يريد الخير للكويت , مثلما برز عندنا لوبي كويتي قوامه ساسة وإعلاميون  عراقيون بارزون .

يعتقد الكثير من العراقيين وأنا منهم , ان ميناء مبارك وجل أزمات العلاقة مع الكويت موضوع وطني قابل للنقاش والأخذ والرد وإبداء الرأي . لدى اللوبي العراقي المؤيد للكويت وجهة نظر واحده لا يغادرونها وهي: تعميم التهم والشبهات على كل من يقترب بالنقد الصريح للموقف الكويتي الرسمي والشعبي من العراق الجديد . نحن بنظر هؤلاء "الإخوة" , أما جنود ومرتزقة لإيران , أو بعثيون صداميون من أتباع علي كيمياوي !!.

مثلما لا يجوز لنا ان  نرمي كل اللوبي العراقي المؤيد للكويت بتهمة الارتزاق وبيع الوطن بثمن بخس ,لان من بينهم  حسنو النية , منهم من يفكر بالمستقبل مثلما يعتقد أكثر مما يفكر بالحاضر , ويبني قناعاته على ذلك التفكير . مثلما نراعي وجهات نظرهم عليهم أيضا احترام وجهة نظرنا , والكف عن وصفنا بأوصاف لا تليق .

إذا تركنا كل الذي قاله البرلمانيون الكويتيون بحق العراق جانبا,  ومسحنا من ذاكرتنا كل ما كتبه كتابهم بحق العراق والعراقيين , لو أخذنا موقف حكومة الكويت الرسمي , وتساءلنا تساؤلا بريئا ....

هل من أمر ببناء ميناء مبارك هو صحفي كويتي , شتمنا وتمنى عودة الحجاج لحكمنا , أم ان الحكومة الكويتية متمثلة بالأسرة الحاكمة هي من أمرت ببناء ذلك الميناء ؟.

 

التجاوزات الكويتية على الحدود العراقية ..هل من قام بهذا التجاوزات مواطن كويتي , أم كاتب كتب يحرض على احتلال الفاو , أم ان الحكومة الكويتية هي من أمرت بذلك ؟ .

من المسؤول عن المماطلة المستمرة منذ ثماني سنوات في ملف الديون  التي دفعوها كمساهمة كويتية في حرب حرضوا فيها صدام ليطيح بإيران الخميني؟. كنا نتمنى ان يكون الكويت هو المبادر الأول بتخفيض الديون أو إلغائها باعتباره المتضرر الثاني بعد العراقيين من صدام  , لكن الذي حصل ان أفقر بلدان العالم وأبعدها جغرافية عن العراق مثل بلغاريا وصربيا ,خفضت ديونها على العراق لغاية 90%  أو ألغتها , ولم تبادر الكويت "الجارة والشقيقة" , كما يسميها البعض, والغنية بالتنازل عن دولار واحد من الديون للان !.

من الذي يصر على اخذ التعويضات لحرب لا ناقة للشعب العراقي فيها ولا بغل؟.

من الذي يصر على بقاء العراق تحت الفصل السابع ؟.

من الذي يعطي الأوامر لخفر السواحل الكويتية للإساءة المتكررة للصيادين العراقيين؟.

من الذي لم يسمح للان للمطربين العراقيين في إقامة الحفلات الغنائية في الكويت ؟ .

من أعطى الضوء الأخضر لقرود الكويت من الكتاب ليرمونا في قاذوراتهم  , وينظموا حملة متواصلة لرمي أوساخهم علينا ؟.

حتى وصلت الوقاحة بأحدهم بوصفه كل العراقيين "بالكلاب المربوطة".

الذي فعل كل هذا هي الأسرة الحاكمة متمثلة في حكومة الكويت , التي لم تتجاوب  إلى ألان مع كل المبادرات العراقية. ذهب السيد الطالباني بعدة زيارات للكويت , لحقه السيدان الجعفري وعلاوي حينما كانا رئيسين لوزراء العراق , بعدهم ذهب السيد المالكي , قام السيدان عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي بزيارات متكررة للكويت , زار السادة رؤساء البرلمان العراقي الثلاثة الكويت , كما زارها زعماء دينيون ورؤساء كتل ووزراء وشخصيات عراقية مهمة , كانت ومازالت تجمعها مع الأسرة الحاكمة أواصر صداقة وروابط مشتركة , كل هؤلاء حاولوا ان يخرجوا بنتيجة , وان يحركوا المياه الأسنة المخضرة بيننا وبينهم , ولم ينجحوا بسبب التعنت والصلف الكويتي الرسمي !!.

كل هؤلاء لم يغيروا شيئا من موقف الأسرة الحاكمة , الذي يلقي كل مرة بالكرة في مرمى البرلمان الكويتي , ويعود البرلمان ليلقيها في مرمى أمير الكويت , هكذا يستمر الضحك على الذقون العراقية الرسمية لأعوام .

نقاط الخلاف مع الكويت لا يمكن فصل بعضها عن البعض الآخر,  نقاشها يتطلب نوايا صادقة يجب توفرها لدى الطرفين , هي متوفرة لدى الجانب العراقي , لكنها غير متوفرة لدى الجانب الكويتي .

لقد انطلت الخدعة الكويتية على الكثير من الساسة والمثقفين العراقيين, الذين أصبح كل همهم الرد على الحملة الإعلامية الكويتية المسعورة ضد العراق. لم يفكروا بأخذ موقف جدي  من  قضايا الخلاف الشائكة وأهمها ألان بناء ميناء مبارك .

ان حشد الرأي العام العراقي , وتحريك الجمهور للقيام باحتجاجات شعبية وتظاهرات , ضد  صمت اغلب الساسة من قضية الميناء أكثر من ضرورية لإدامة الضغط والزخم لقضية تهم كل العراقيين ومستقبلهم الاقتصادي , وتضغط بالتالي على الجانب الكويتي لمراعاة مشاعر ملايين العراقيين .

ثمة مسألة مهمة يجب الوقوف عندها..  وهي ان الأسرة الحاكمة في الكويت  تعود لأصول بدوية , المعروف عن البدوي انه لا يمكن ان يعيش دون عادات تطبع عليها ومن أهمها الثأر . الثأر عند البدوي عمل مقدس. لقد ساعدت الكويت البعثيين , الذين تأمروا على عبد الكريم قاسم بدواعي الثأر والانتقام من الزعيم الذي حاول استعادة الكويت . لقد ساعدت الحكومة الكويتية الأمريكان للإطاحة بصدام أخذا للثأر وانتقاما منه لا حبا بالشعب العراقي مثلما يدعي البعض منهم , ومن مؤيديهم من اللوبي العراقي.

التعقل , وعودة الروح , والوعي لحكام الكويت , هو وحده الكفيل بتجاوز الأزمة الحالية والأزمات المزمنة .. غير ذلك سيكون الخيار مع مرور الوقت  صعبا ومؤلما للطرفين , لان أجيالا تتربى على: الحقد , والثار  , وهضم الحقوق.. تنجب: ألف صدام ومليون هتلر.

 ملاحظة مهمة : لقد حكم هتلر ألمانيا بعد فوزه في الانتخابات ليكون مستشارا لألمانيا..

 في كل مقالاتي السابقة التي كتبتها عن الخلاف العراقي الكويتي ذكرت الكويتيين بحكمة عربية قديمة تقول..

(إذا سلمت من الأسد فلا تطمع في صيده) 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.