اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لحى ديمقراطية !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

لحى  ديمقراطية !

 

مثلما يستحيل على قوى الشر ان تنتج خيرا , مثلما تحرق النار أصابع موقدها لو اتسعت دائرتها , مثلما تحولت أحلام الألمان بصعود هتلر إلى سدة الحكم عن طريق الانتخابات  إلى كوارث دفعت  اغلب شعوب الأرض ثمنها , مثلما فرح الأفغان بدخول دبابات مقاتلي طالبان  إلى كابول. لقد ولدت حركة  طالبان من رحم الاستخبارات الباكستانية السعودية , وتربوا  في مدارس مناهجها الحقد والكره والتكفير والقتل.

انقلبت فرحة الأفغان بعد حين إلى مأتم وبكاء , كان تقدير الأفغان خاطئا حينما ظنوا ان خلاصهم  سيتم بيد طالبان من عراك عمائم الإخوة الأعداء , أو ما يعرفون بالمجاهدين الأفغان , الذين جمعتهم بالأمس المخابرات الأمريكية والسعودية والباكستانية على قتال السوفيت , وفرقتهم بعد خروج السوفيت شهوة السلطة وتدخلات الخارج . تمنوا لو ان الزمن يعود إلى الوراء , تمنى الأفغان ان يعود حكم الملك محمد ظاهر شاه , أو يعود نظام نجيب الله , آخر أمانيهم كانت ان تعود أيام معارك  عمائم الإخوة الأعداء , تمنوا ان لا يبقى من نظام طالبان لحية لم تحلق بأي شفرة كانت , حتى وان كانت الشفرة قادمة مع (بساطيل) وطائرات العم سام !!

هكذا كان ..وحلقت لحى طالبان  بفعل (البسطال) الأمريكي !.

كنت امني النفس بان أرى عروش الشر وأنظمة القمع تتهاوى في كل المنطقة العربية .فرحت بسقوط أولهم بن علي وآخرهم القذافي , الذي ما زال في رمقه الأخير , لكن قلقي بدأ يزداد وأنا أشاهد لقطات لأشخاص بلحى يشبهون لحى طالبان , وهم ينحرون الجنود والأهالي ويرمونهم من الجسر  إلى النهر في سوريا تحت صيحات التكبير , التي ابتدعها كبيرهم الملعون الزرقاوي  في العراق .

مشاهد أخرى من ليبيا لنفس اللحى , حيث قاد معركة تحرير طرابلس عبد الحكيم بلحاج أمير الجماعة الإسلامية المقاتلة المتطرفة ! وهذه الحركة  فرع من تنظيم القاعدة  , قاتل في أفغانستان في الثمانينات, وسجن في بلدان عدة , ثم تسلمته ليبيا وسجن وأفرج عنه سيف الإسلام القذافي في العام 2008 , هو قائد مجاميع قتلت في معركة طرابلس أكثر من مائتين من أصحاب البشرة السمراء دون محاكمات , أظهرت الفضائيات جثثهم وهي مكبلة الأيدي  في مستشفيات طرابلس !!

هل ينتظر الليبيون ان يبني لهم  شخص مثل عبد الحكيم  بلحاج  بكل تاريخه المثقل بالتطرف الديمقراطية !؟.

هذه المشاهد أفزعتني وجعلتني اقلق على مصير الثورات العربية , التي أشعلها الشباب الأحرار بصدورهم العارية , وقطف اغلب ثمارها للان أصحاب اللحى القذرة . كان المشهد مؤلما عندما اعتلى القرضاوي منصة الخطابة في أول جمعة نصر بعد الإطاحة بنظام حسني , وهو الذي احتفي به في منابر القاهرة الإعلامية والسياسية قبل حين عندما زار مصر في زمن حسني مبارك قبل سقوطه بأشهر قليلة. كان من حول القرضاوي في ميدان التحرير لحى من مشارب شتى, ابعد عن  منصة الخطابة وأهينوا  الشباب , الذين كانوا للامس قادة الثورة ووقودها . المشهد ألأكثر إيلاما هجوم رعاع السلفية الوهابية في مصر على الكنائس القبطية وإشعال النيران فيها , كما أوغلوا بإيذاء شيوخ الطريقة الصوفية في مصر مما استدعى تدخل الأزهر  للتنديد الرسمي  بجرائمهم , الأخطر من كل ذلك ان يتم الزواج السياسي بين السلفية والأخوان المسلمين في مصر , لينزلوا بتظاهرة مليونية رفعت  فيها إعلام بن لادن  !!!.

في تونس عادت الروح لحزب النهضة , عاد راشد الغنوشي بكل تاريخه المثقل بالتناقضات , حيث كان قد أدى ولاء الطاعة والشكر لسيف الإسلام القذافي , وشكره لموقف أبيه من الثورة التونسية !!!

دخل الغنوشي لتونس دخول الأبطال الفاتحين , لكنه كغيره من الطفيليين النفعيين , استخدم نيران أشعلها البو عزيزي لتكون وقودا يطبخ فيه الغنوشي متاعه السياسي تحضيرا للانتخابات التونسية!!.  كان لهيب نار البوعزيزي مباركا أضاء عتمة بلدان العرب , وأشعل في النفوس الخانعة وهج التمرد ورفض الظلم والعيش بكرامة , لكن لو علم البوعزيزي  ان من يسرق عنفوان شهادته لحى ابعد ما تكون عن التحضر والديمقراطية ومعاملة الآخرين بكرامة , لو علم بكل ذلك لما أقدم على الموت , الذي  وظفته اللحى لمصالحها الحزبية المتطرفة.

الأخطر من كل هذه المعطيات ان تكون الأنظمة القمعية الملكية والأسرية العربية هي المحرض والداعم المادي والإعلامي لكل هذه الثورات, وان  تظل هذه الأنظمة في منأى عن التغيير أو الحراك !!!!.

فهل تنتج الأنظمة القمعية نظاما ديمقراطيا في بلدان بعيده وهي نفسها ابعد ما تكون عن الديمقراطية !؟.

هل يصدق عاقل ان تدفع السعودية وقطر وكل مشايخ الخليج الأموال ويتفرغ إعلامهم كداعم  أساسي للثورات من اجل ان تعم الديمقراطية الوطن العربي ؟.

هذا الاستنتاج لا يقبله عاقل . مثلما لا تلد البغي إلا سفاحا , ما زلت أمل من الشعوب  الثائرة ان  تشخص من يريد ان يوظف ثوراتها لمصالح ضيقه بعيدة كل البعد عن الديمقراطية والتعدية والتسامح .

لا ابخس حق الشعوب الحرة وحق المنتفضين في كل البلدان  العربية في التغيير , لكن ان يكون رمح التغيير بيد قطعان السلفية , ومشايخ الخليج , واللحى الطلبانية , هذا ما أخشى  عواقبه على المستقبل  الذي أراه سيكون مظلما ان ظلت الشعوب المنتفضة  في الموقع الخلفي, مسلمة أمر قيادة ثوراتها إلى فصائل قتل ولحى مريبة !.

أخشى ان يلف الندم الشعوب بعد حين , ويأخذها الحنين لزمن حسني وبن علي والقذافي , حينها ستصبح الشعوب العربية مثل الشعب الأفغاني أيام حكم طالبان , حينها تتمنى الشعوب العربية ان تحلق تلك اللحى بأي (بسطال) قادم  , ونحلم بالاستعمار من جديد !!!!!!!.

بالأمس خنقت السعودية بالسلاح ثورة شعب البحرين , وقمعت بالمال والإعلام تحركات الشعب الأردني والشعب المغربي والشعب العماني. يقفز للذهن تساؤل مشروع .

لماذا تخنق السعودية الثورات في بلدان ملكية , أو ذات حكم اسري وتدعم هذه الثورات في الأنظمة الجمهورية !؟.

 

لماذا خف لهيب ثورة اليمن بتدخلات سعودية ؟.

لمن ينتظر من الشعوب العربية ان تبنى الديمقراطية بلحى  طالبانية مهما كانت هويتها فهو واهم . هذا اللحى اعجز من ان تلد نظاما ديمقراطيا . فلا يلد الفأر إلا فأرا.

(تغير الحية جلدها ولا تغير طباعها)

30-8-2011

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.