اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• القذافي وصدام أوجه شبه أم تطابق؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

القذافي وصدام أوجه شبه أم تطابق؟

 

لم أر مثلا عربيا شعبيا أصبح محط إجماع , حتى أن العرب حوّروه إلى لهجاتهم المحلية , يقول المثل: (ما أنجس من زيد إلا عبيد) , أهل الخليج يقولون: (ما أردى من زيد إلا عبيد ) , أهل المغرب العربي يقولون: (زيد وعبيد كيف كيف) تعني متساوون .العراقيون يقولون:

(ما أتعس من زيد إلا عبيد).

لشمولية معنى هذا المثل وأهدافه فانه ينطبق على اغلب الحكام العرب الحاليين . الحكام العرب فريقان: فريق يمثل زيد وفريق يمثل عبيد.

الثورات العربية كشفت لنا حقيقة ليست بخافية عن إدراك اللبيب,  لكنها تجلت بصورة واضحة مما رشح من نتائج على الأرض بسبب هذه الثورات .

كل الطغاة العرب لا يتعظون  من تجارب غيرهم , لو أنهم اتعظوا لكانوا قد تداركوا أمرهم بعدما شاهدوا ما حل بصاحبهم صدام ونظامه.

الشيء الآخر أنهم جميعا أنفقوا  اغلب ثروات الشعوب على حماية أنظمتهم , فأحاطوا أنفسهم بدوائر أمنية ومخابراتيه وجيش من الحاميات , لكن كل هذه المسميات وما صرف عليها من أموال لم تضمن لهم البقاء , حين كشفت ثورات الشعوب عورات أطقم حمايتهم وجيوشهم ومخابراتهم  , وتبينوا انهم  ممن ينتهزون فرصة التقرب الى الحاكم للفائدة والإثراء  .أثبتت  الثورات ان هؤلاء لا انتماء لديهم لوطن ولا ولاء لقائد أو زعيم  , ولاؤهم الأول والأخير لأنفسهم ومصالحهم. مجريات الثورات أثبتت أن المقربين من الحكام هم جيوش من المنتفعين  الوصوليين لا يمكن الركون إليهم , وهم اضعف من ان يقفوا بوجه أي قوه , واجبن من ان يواجهوا خصما , لكنهم  يصبحون كالأسود حينما يواجهون العزل من أفراد الشعب.

(ما أتعس من زيد إلا عبيد ) ,ينطبق تماما على صدام والقذافي , كلاهما أحمقان بددا ثروات شعبيهما بحروب خاسرة ومغامرات طائشة. يشترك الاثنان بأنهما مصابان بنفس المرض (جنون العظمة).  هناك أوجه شبه كبيرة بين الشخصيتين  , وأوجه شبه أكثر بين النظامين , لا وجود لنظام وقانون وسلطان لدستور ودوائر وتشريعات بوجود صدام والقذافي , كل واحدا منهم كان حاكما بأمره دون ان يسمع أحدا .كل شيء في ليبيا والعراق كان يخضع لرغبتيهما ولسلكوهما المرضي  , حتى أن الغيرة كانت واضحة على تصرفاتهم,   كان  الواحد منهم يغار من الآخر ويشابهه في الكثير من التصرفات. غدر القذافي برفاق دربه , الذين شاركوه الانقلاب على نظام الملك إدريس السنوسي , مثله تماما فعل صدام بعد حين .كتب القذافي الكتاب الأخضر و وأصبح روائيا ونظم شعرا , شاركه صدام الهواية ذاتها فكتب الكراريس الثورية , وأصبح  على حين غرة كاتبا وروائيا !!.

قرّبا الوصوليين من الأدباء والمثقفين العرب لتلميع صورتهم , وأقاما المهرجانات والندوات, واستلذا بما يطلقه هؤلاء الأدباء والساسة عليهم من ألقاب , القذافي "ملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب" , "صدام سيف العرب وحارس البوابة الشرقية" . أقاما صلات ببعض الساسة الغربيين الذين لا تأثير لهم على الساحة الدولية .حتى أولادهم تقاسموا نفس الأمراض , سيف الإسلام أصبح دكتورا في الهندسة ولعب دور المصلح والمنتقد لنظام أبيه .عدي عمل الشيء ذاته حين أصبح  مهندسا  وحصل على الدكتوراه في العلوم العسكرية !.

تسلم قصي ارفع المراكز الأمنية , كان قائدا ومشرفا لكل فرق الحماية والأمن والعسكر المسؤولة عن تامين حماية للنظام , كذلك فعل أولاد  القذافي خميس والساعدي , كان الاثنان قادة للكتائب الأمنية التي تحرس النظام .

ليست نبوءة ان يتوقع القذافي في كلمته في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في العام 2008 في دمشق ان يكون مصير جميع الحكام العرب مثل مصير صدام ونظامه. ان هذا المصير هو نتيجة طبيعية لأنظمة حكم قمعية , لكن غريبة الغرائب ان تتشابه ظروف إسقاط النظامين. الفارق الوحيد بين الحالتين دخول وحدات عسكرية أمريكية على ارض العراق هي, التي أطاحت صداما , في حين استخدمت أمريكا والغرب ضربات جوية  وصاروخية مكثفة و سخّرت معلوماتها الاستخبارية وخططها العسكرية وتقنيتها الفنية للإطاحة بنظام القذافي.  ثورة الشعب الليبي فضحت النفاق والكذب والدجل العربي , وكذب المؤسسة الدينية العربية الرسمية , حين ساهمت أمريكا والغرب بمساعدة الشعب الليبي للإطاحة بالقذافي   كان ذلك حلال حسب فتاوى القرضاوي وشلة حسب الله للفتاوى,  إما عندما استعان  العراقيون بأمريكا والغرب للمساعدة بالإطاحة بصدام فكانت الفتاوي القرضاوية وفتاوى شلة حسب الله للفتاوى جاهزة حين أفتوا ب"تحريم  الاستعانة بالكفار على المسلمين" بربكم  اوجدوا لي الفرق بين الحالتين الليبية والعراقية , وبين القذافي وصدام , وبين الأمريكان والغرب ومشاركتهم في إسقاط القذافي وصدام .

عبر الفضائيات  شاهدنا كيف خلع الحرس الخاص بصدام بدلاتهم العسكرية وهم يفرون من المواجهة مع الجيش الأمريكي , حينما اقتحمت دبابتان فقط القصور الرئاسية , الشيء ذاته حدث لكتائب القذافي حينما خلعوا بزاتهم العسكرية وانسلوا بين الجماهير الغاضبة  , التي هاجمت باب العزيزية حيث مقر القذافي .

هرب وتبخر أقارب صدام وقادته العسكريون  , ومثلهم فعل أقارب القذافي  وقادته .سقط نظام الحكم  في بغداد لكن صدام ظهر بعد يومين في الاعظمية يحيطه جمهور قليل , كذلك فعل سيف الإسلام  حينما ظهر على الفضائيات ليقول للناس" أننا كسرنا  العمود الفقري للعملاء" يقصد الثوار ومعظم طرابلس  كانت بيد الثوار!.

اندفعت جماهير العراق  بعد إطاحة صدام صوب صور ونصب صدام تمزقها وتضربها بالنعل والأحذية , الشيء ذاته حصل مع صور وتماثيل القذافي .

حتى الحواسم العراقيين قابلهم حواسم ليبيون , سرقوا ما موجود من مقتنيات في بيت القذافي وأولاده ومقربيه !.

خطاب القذافي الأخير يشبه خطابات صدام بعد هروبه من حيث رداءة الصوت وترديده للعبارات الفارغة نفسها  , التي لاتسمن ولا تغني من جوع!.

الفارق الوحيد ان القذافي حافظ على تماسك أسرته وبعضا من مقربيه للان , في حين تفرقت أسرة صدام ومقربيه , الفارق الآخر ان القذافي لم يتعرض للخيانة للان من احد اقرب أقاربه , مثلما فعل أقارب صدام حينما خانوه مرات عدة :حين سلموا بغداد وتكريت  والانبار دون قتال وحينما وشوا بولديه عدي وقصي وحينما وشوا به  وقادوا الأمريكان الى مكان اختبائه

الدروس المستخلصة من تجربة النظامين ان المصير نفسه ينتظر كل الأنظمة القمعية سواء كانت ملكية أم جمهورية ومن يفرح من الأنظمة  العربية  خصوصا الخليجية منها بسقوط القذافي اليوم  سيكون مصيرهم أتعس من مصير القذافي ولكن بعد حين وسينطبق عليهم جميعا المثل القائل:(ما أتعس من زيد إلا عبيد)

(ان غدا لناظره قريب) 

26-8-2011

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.