اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• البصرة بندقية العراق وخزانته

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

البصرة بندقية العراق وخزانته

 

لا يحتاج سكان البصرة والباحثون عن الحقيقة إلى النبش في أعماق الأرض , أو في كتب التاريخ والجغرافية ليعرفوا: عظمة ورفعة ومكانة البصرة .

لن نجهد أنفسنا كثيرا لنعرف سبب العداء والحقد , الذي يضمره بدو الصحارى المجاورة للبصرة على مدينة الماء والنخيل والنفط والطيبة, انه حقد الجفاف والتصحر على ضفاف الأنهار , حقد الرمال على الأشجار الباسقة والنخيل , حقد البداوة والترحال على المدنية و حواضر المدن التاريخية.

كانت مدنهم وموانيهم تخضع لوالي البصرة , بعد ان أغرقهم طوفان النفط , طافوا مع طوفان أمواله , أغرقنا صدامهم - بعد تشجيعهم ومساندتهم له - بطيشه وحروبه بعدها :علت الأقدام  على الرؤوس , وناطحت الخرفان الأسود, ونافست السلاحف غزلان البراري .انقلبت الموازين , طبيعي  جدا ما يحصل للبصرة وعلى أطرافها البحرية .

البصرة بندقية العراق , التي قاتلت جيوش الغزاة  على مر العصور دفاعا عن مدن العراق ,التي كانت تغط بنوم عميق مطمئنة حينما تعلم ان البصرة ساهرة يقظة تحرس الحدود!

أوقات محنها عندما تدمرها  آلة الحروب , تظل باسمة شامخة تتوجع بصمت !.   لم تحسد أخواتها  في الوطن - المحافظات الأخرى - , التي كانت تنعم بالسلام وبحملات بناء وتعمير وينشط  فيها التجار والسماسرة ,  والبصرة تئن من القصف , مع إنها عنوان للصمود لكنها لم تسلم من أذى بعض من حكموا العراق !!.

البصرة خزينة العراق: من أرضها تؤتي جل واردات العراق النفطية ومن خيرات أرضها ومياهها أكل العراقيون الرطب الشهي و(الصبور) تلك الأسماك اللذيذة !.

تركها صدام مرات عدة تدفع ضريبة حماقاته وتسدد فواتير حروبه وهزائمه , لم تتعود جلد الذات .صبرت طويلا وردت الصفعة قوية إلى وجهة صدام  وحكومته , حينما انتفضت ثائرة وهي تنزف وتئن من جراح الهزائم  لكبريائها .لقد سجلت البصرة أول انتفاضة عارمة حطمت أسطورة سلطة القمع الصدامية وأسقطت هيبة النظام في انتفاضتي العام 91 و العام 97 .

البصرة: بندقية العراق , وخزانته , ورئته التي يتنفس من خلالها هواء الخليج والمحيط .وهبت التاريخ أجمل فصوله ومنحها التاريخ أوسمة المجد والعزة , من تاريخها نشم رائحة المسك والثورات , ومن ترابها  تفوح روائح الكبرياء , ومن مدارسها  تعلمنا الفلسفة و العلم والفكر والشعر , ومن أمسيتها عرفنا (الهيوه وعمي عمي يا بو مركب) وفؤاد سالم والسياب .عند أبوابها انحنت عكَل ورؤوس مشايخ بدو الصحراء. التاريخ يقول ذلك وما من منصف يتنكر لذلك التاريخ .

البصرة تؤم مدينة البندقية الايطالية:بكل ما يوجد فيها من ثروات , وما ينطوي عليه موقعها الجغرافي من أهمية , وما يملكه سكانها من علم وأدب وطيبة .

بعدما قرر أبناء العراق إنشاء ميناء الفاو ليعيدوا للبصرة مكانتها, التي تستحقها , ويعيد لأهل البصرة مكانتهم وهيبتهم التاريخية بين مدن الموانئ.. تناخا اغلب مشايخ الخليج ليجهضوا حلم أهل البصرة والعراق بالمستقبل .لان ميناء الفاو إذا قام وعُمرت البصرة من خلاله ستصبح  البصرة مدينة البندقية الشرقية , التي ستتفوق حتما على  مدينة البندقية الايطالية لما فيها من ثروات , حينها سيكون نفط الصحارى المجاورة قد نضب أو في طريقه إلى النضوب, عندها ستكون البصرة  عاصمة الخليج والمحيط ودرة  الدنيا النفيسة... هذا ما لا يرضاه حكام الخليج الطائفيون .

لهذا السبب قام ميناء مبارك كسكين حادة ستغرز في خاصرة البصرة ورحم العراق , كي لا ينجب مدينة عصرية تنافس مدن الصحارى, كي يستمر البريق ملازما لواحاتهم الصناعية ومدنهم الصحراوية,

لكي يظل الغبار يغطي وجه البصرة والعراق .. البعد الطائفي لتفكير مشايخ الخليج محركهم الرئيسي لعزل البصرة  عن الإطلالة على الخليج بميناء عصري , كي يسهل عزل العراق الديمقراطي , الذي استطاعت فيه الأكثرية المظلومة ان تنال حقوقها للمرة الأولى منذ قيام الدولة العراقية في التاريخ الحديث .هذا هو سبب عداؤهم الأول لثغر العراق

تركت تأثيرات ميناء مبارك على الموانئ العراقية للعارفين بشؤون البحر من البحارة والعاملون في الموانئ من العراقيين النجباء , الذين تسيل من بين صيحاتهم وحروفهم دماء جراح العراقيين على مستقبل عراقهم .لقد قالوا كلمتهم في تأثيرات ميناء مبارك السلبية على البصرة والعراق , لكن صيحات من يتنفسون من أوكسجين الأمراء والملوك الخليجيين , ممن جلس بعضهم على كراسي المسؤولية في العراق , علت فوق صيحاتهم , اتهم هؤلاء الإخوة ظلما مثلما اتهمنا بشتى التهم. آخر ما قالوه عنا إننا نريد للأوضاع  ان تتأزم ونزعج جارتنا الصغيرة المدللة الكويت , التي فطمت من صدر العراق وتنكرت لما رضعته من حليب !.

لان قلب العراق حنون , من اتهمنا ما انفكوا يغنون الدلول أمام مهد صغيرتنا المدللة الكويت !!.

أراد الكويتيون: بناء مفاعل  ذري في جزيرة بوبيان , بعدها تراجعوا  شرعوا ببناء ميناء  مبارك , يفكرون جديا  الآن ببناء معامل ألمنيوم   كي تلوث مياهنا .إذا لم تكن كل هذه المشاريع من باب التحرش بالعراق وإيذائه فماذا نسمي ذلك !؟.

الغريب ان قادة الكويت لم يفكروا يوما بالتحرش بنظام صدام بعد ان غزاهم وأذلهم , بل انصب جل أذاهم على العراقيين بعد إطاحة صدام. هل من عاقل من الكويتيين أو أنصارهم من اللوبي العراقي الرسمي والإعلامي ان يشرحوا لنا سبب هذا العداء ؟.

عندما تتناسل الأحقاد تعمى البصائر

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

23- 10- 2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.