اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• عاصمة الخلافة يحكمها "الروافض" !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

 مقالات اخرى للكاتب

عاصمة  الخلافة يحكمها "الروافض" !

 

أول عهدي بالعرب والعروبة كان في العام 1958 .كان عمري آنذاك أربع سنوات , شاهدت حينها أمي –يرحمها الله- تبكي بحرقة وهي تستمع إلى الراديو , بعد حين عرفت إنها تبكي لان موعد تنفيذ حكم الإعدام  بالمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد قد اقترب .كان العرب وقتها صامتون ولا احد يفعل شيئا غير جعجعة إذاعة صوت العرب. هكذا عرفت منذ  طفولتي ان لنا إخوة نفرح لفرحهم ونبكي لحزنهم .

كان الزعيم عبد الكريم قاسم يساعد ثوار الجزائر , سمعت لاحقا انه خصص مليون دينار كبند ثابت في ميزانية العراق لمساعدة  الثورة الجزائرية !.

 

منذ ذلك التاريخ للان توالت أحداث , كان العراق والعراقيون يضحون ويدفعون , وإخوتنا العرب يقبضون ويستفيدون , كنا ومازلنا مثل السمك (ماكول مذموم) .

 

صحا الضمير العربي بشكل مفاجئ في العام 2003   ,  حينها خرجت تظاهرات مليونية في اغلب المدن  العربية, منددة بالولايات المتحدة التي  تنوي "غزو" العراق .

 

كنت أتمنى إطاحة نظام صدام , لكني فرحت بهبة الجماهير العربية ونخبها وهي تصحو من رقادها وتتظاهر. جرت  الأمور بخلاف مما يتمنى المتظاهرون .سقط صدام ودخل الجيش الأمريكي بغداد"عاصمة الخلافة" , شمر العرب عن سواعدهم وجاءوا قوافل وجماعات "للجهاد في عاصمة الخلافة".بدل ان "يجاهدوا" ضد  الجيش الأمريكي في العراق , توجهت بنادقهم وأصابت متفجراتهم العراقيين.

 

 أخيرا غادر الجيش الأمريكي العراق ,لكن القتلة العرب"المجاهدون"  لم يغادروها , لقد وجدوا لقتلنا مشروعا آخر سموه مقاتلة "عملاء المحتل", بعدها سيأتي الدور إلى أولاد وأحفاد عملاء المحتل وهكذا.

 

الانكى اننا لم نشاهد الجماهير العربية ولا نخبها ولا زعاماتها , وقد خرجت إلى شوارع مدنهم للتظاهر فرحا بخروج "جيش الاحتلال"  من بغداد , مثلما خرجوا بالأمس يستنكرون احتلالها .لم يحضروا  قادتهم وساستهم إلى بغداد للتهنئة  مثلما حضر اغلبهم ليهنئ صدام "بنصره"على إيران .لم تحضر قطط صدام السمان من المثقفين والنخب العربية , التي كان العراق لقمة بين فكيها , بين عطايا مرابد  للشعر ومهرجانات بابل للغناء (وين الهرجة ابيت العرجه) , هكذا كنا ننام ونصحوا على قمة ومؤتمر ومهرجان وندوة أبطالها عرب (تكرشوا حتى عادوا بلا رقاب) , من أموال عراقية مستباحة وموائد عامرة للئام من العرب .

 

لم نسمع من شيوخ الفضائيات ومطلقو "فتاوى الجهاد في العراق"

عن إطلاق فتاوي موديل 2012, تحرم قتل العراقيين بعد خروج قوات الاحتلال !.

 

(عرس يتيمة) هكذا وصفت جارتي احتفالنا بيوم العراق يوم خروج الجيش الأمريكي من العراق , لقد تركوا بغداد وحدها تحتفل , لقد ترك العرب و فضائياتهم الجزيرة والعربية وأخواتها بغداد يوم عرسها كسيرة دون ضجيج إعلامي .كانوا للامس يتفننون في نقل أخبار قتلنا على أيدي مجرميهم .

 

لقد راهن العراقيون على أنفسهم ووصلوا إلى نهاية السباق , على الرغم من الجراحات الغائرة في جسدهم التي تركها إخوة يوسف , ما على العراقيين إلا ان يكملوا المسيرة .

خلافا لجارتي أقول :لم تكن بغداد يتيمة يوما , لم ينتظر العراقيون خيرا من اغلب العرب وكل حكامهم . بغداد  احتفلت بقدوم العراقيين أليها من كل محافظات العراق , لقد كانت كل مدن العراق تحتفل وكل عواصم العرب صامتة لايهمها الحدث !!.

 

ولو ان غياب الساسة الأكراد والسنة كان واضحا , لكن المهم ان اغلب العراقيين احتفلوا.

العراقيون حضروا زفاف أختهم وعاصمتهم الحبيبة بغداد , لقد كانت بثوب عرس العام الجديد وعرس يوم العراق , لم يحضر أي غريب بين أهلها ليدنسوا فرحتها  .

 

هذا ما تختزنه الذاكرة عن اغلب إخوتنا العرب , بين دموع أمي وأنا صغير , و تركهم فرح شقيقتهم بغداد يوم  عرسها , وبين من قتلونا ومازالوا مستمرين بقتلنا , وقادتهم يتآمرون علينا .بين هؤلاء وأولئك.يبقى وطننا شامخا   نحن بحاجة فقط لتحديد موقف ,لندعم الوطنيين من ساستنا , بعدما أفرزت الأحداث من هو الوطني ومن هو الذي ينفذ أجندات الغير.

 

تحررنا و مازالت بعض بلدانهم محتلة بقواعد عسكرية , أو محاطة بقطعات بحرية , المفارقة ..ان عقول بعضهم محتلة ومليئة بأوهام اقلها أقامة دولة الخلافة  في العراق

 

أين سيقيمون دولة الخلافة وعاصمتها بغداد يحكمها "الروافض "؟

الذين جاءوا للحكم بانتخابات ديمقراطية ! تناضل اغلب الشعوب العربية لنيلها وتصل إلى ما وصلنا إليه .

((وإخوان حسبتهم دروعا  ..فكانوها ولكن للأعادي

وخلتهم سهام صائبات  ..فكانوها ولكن في فؤادي))

 

4-12-2012

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.