حسن الخفاجي

 مقالات اخرى للكاتب

مطلوب رئيس وزراء عراقي دون كرامة !

على الرغم من ان العراق لم يتدخل في تنصيب رئيس أو رئيس وزراء أو وزير أو حتى أمين عاصمة في أي دولة عربية , حتى وان كانت تلك الدولة الصومال أيام كان رئيسها الأسبق الراحل محمد سياد بري (يلهف) الملايين من صدام .

إلا إننا ابتلينا بتدخل الأنظمة العربية و أنظمة دول الجوار  في شئننا الداخلي , من خلال ساسة أذلاء ينفذون أجنداتهم .تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع تجدونها في مقالي (لماذا كفر العراقيون بالعروبة).

في تاريخنا الحديث جدا انزعج القوميون العرب من رئيس وزراء  جاء لحكم العراق بأجندة عراقية خالصة , فتأمروا وأجهزوا عليه وعلى حكمه بمؤازرة خونة من الداخل . كان الشهيد عبد الكريم قاسم لا يقبل القسمة إلا على العراق.كان أول من رفع عمليا شعار (العراقي أولا) , لقد كتب الشهيد قاسم بأفعاله لا بأقواله  على جباه العراقيين يافطة خط عليها: (ارفع راسك انته عراقي) , ذلك الشعار الذي لم يسبق ان خطه خطاط  أو قاله مذيع أو كتبه صحفي .

كان قاسم مستقلا لا يقبل بمشاركة  عربي أو أجنبي للعراقيين بقرارهم الوطني أو  بثرواتهم . منذ استشهاد قاسم على يد زمرة ضالة وسيل الدم العراقي كالطوفان .

في زمن الديمقراطية , تحديدا في الانتخابات السابقة أعيد انتخاب الجعفري لولاية ثانية , لكن الأجندات العربية رافقتها طموحات البعض لتولي المنصب , وطموحات آخرين باقتطاع أجزاء من الكعكة العراقية صاحبتها تدخلات إقليمية  , كل تلك  الظروف حالت دون تولي الجعفري لولاية ثانية , حينها ضُرَبَ بإرادة الأكثرية عرض الحائط  تنفيذا لرغبة أقلية برلمانية ! , باقي  القصة معروفة.. تنازل الجعفري للمالكي .كان ذلك خيار وطلب  وإصرار القائمة العراقية ومن تحالف معها , عادت الآن نفس الأطراف تطالب وتعمل على إزاحة المالكي وعودة الجعفري أو ألجلبي.

ترى ما الذي تغيير ؟ .

إذا جاء الجلبي ولم يحقق طموحات البعض  وينفذ أجندات الآخرين  الإقليمية يصبح مكروها , وهكذا سنعيد اسطوانة مشروخة ذاتها.

المطلوب الآن عند تلك الأطراف , رئيس وزراء عراقي بمواصفات سعودية , ورضا إيراني , ومباركة تركية , وتوافق أمريكي وغربي.

هل سيجدون رئيس وزراء عراقي غيرة سز بكل هذه المواصفات ؟.

رئيس وزراء دون  غيرة وكرامة لايقبل به اغلب العراقيين .

يبحثون عن سياسي شيعي نافذ , يكون مقبولا عند قصير الأردن,  ومباركا من ال ثاني والصباح , صديقا لال خليفة والنهيان والمكتوم وقابوس , يحظى بقبول الجامعة العربية ومشير مصر طنطاوي.

رئيس وزراء يقبل عنه القرضاوي ورهطه , وتباركه  فضائيات الجزيرة والعربية و صحافة ال سعود رئيس وزراء بالمواصفات , التي ذكرناها يكون مقبولا عند ساسة عراقيين تعلو طموحاتهم الشخصية وهواهم والأجندات المكلفين بتنفيذها فوق مصلحة الوطن.

شعبيا مطلوب رئيس وزراء بمواصفات وطنية عراقية خالصة  سيكون معه اغلب العراقيين الشرفاء وهم الأكثرية الصامتة .رئيس وزراء بمواصفات عبد الكريم قاسم , الذي فدته جباه العراقيين وصدورهم , حينما نزلوا للشوارع بأسلحة بيضاء قاوموا بها انقلابيي شباط.

رئيس وزراء يضع العراق والعراقيين الفقراء نصب عينيه , ستركع أمامه كل قوى الشر , لأنه محروس بصدور شباب العراقيين ودعاء شيوخهم .

رئيس وزراء يأخذ بحق الضحايا من قاتليهم , لا تأخذه في تطبيق القانون لومة لائم , ينهي المحاصصة والتوافق بقوة القانون ومساندة الأكثرية , رئيس وزراء يتخذ القرارات المستقلة والجريئة دون تأثير أو ضغط من دول الجوار وغيرها .رئيس وزراء يحاسب بشدة من تسببوا في سفك الدم العراقي . رئيس وزراء  بكل هذه المواصفات يفتديه العراقيين بأرواحهم .

ان تحرك بقايا من قتلوا قاسم  ضده , سيكون كل العراقيين لهم بالمرصاد , لان العراق اليوم ليس عراق عام 1963 , إذا كان  مقربونا ومن نعرفهم قد نزلوا في العام 1963 للشوارع بأعداد غفيرة لمناصرة قاسم  والدفاع عنه بصدورهم العارية , فان العراقيين سينزلون بإعداد هائلة لا قبل لمن يريد حرف مسيرة الديمقراطية بها.

(اخطر أنواع الباطل حقيقة محرّفة باعتدال) ليبزك

27-12-2011

رابط مقال لماذا كفر العراقيون بالعروبة ؟

http://www.akhbaar.org/home/2011/01/103604.html