حسن الخفاجي

من سيتزوج العانس العربية مهند أم أوردغان ؟

لان العانس لا تحلم بغير العريس ، ولان فاقد القوة والإرادة لا يحلم إلا بامتلاكهما، ولان (الكَرعة تزامط بشعر بنت عمها) كما يقول المثل العراقي ، لذلك ركض كل العرب الرسميون وغير الرسمين خلف اوردغان ، مثلما هامت قبلهم اغلبيه بنات ونساء الأمة العربية بالممثل التركي الوسيم مهند ، وتحسر رجال الأمة على الممثلة التركية الحسناء لميس !.

فمن سيصبح زوجا شرعيا للأمة العربية ولعوانسها من القادة العرب ؟ الذين فقدوا ذكورتهم وإرادتهم ، وفوضوا أمرهم لمن يتكلم بصوت عالي بالإنابة عنهم ، وأصبحت الحكومات العربية كالعوانس اللائي لا يفكرن إلا بمن سيدق باب إسرائيل نيابة عنهم!. قبل اوردغان كانت إيران ونجاد وشافيز ومن بعد اوردغان ننتظر من ؟.

هل سننتظر صلاح الدين الأيوبي ليولد من جديد ؟.

وعاظ السلاطين جهزوا الفتاوى، وأفتوا: بضرورة توجه السياح العرب إلى تركيا مكافئة لها ،ولصنيعها ،ولتحركها نيابة عن امة الحكام المعاقين!

قبل ذلك كانت السياحة خارج بورصة الفتاوى ،لذلك نفقت نصف أموال النفط العربي في شوارع وملاهي وصالات القمار والرذيلة حول العالم ، ولم يصب تركيا منها إلا النزر القليل.

لاشيء يشغل العرب ألان غير أخبار السفينة التركية وأوردغان .

لا يفكر العرب كأمة ان تنجب و تجد من بينها قادة يقودوا شعوبهم نحو التطوروالتنمية، وبعدها سيكون الحصول على الحق السليب يسيرا، بعدما تتوفر أسباب القوة الداخلية. لايمكن للعرب كشعوب ان يأخذوا حقوقهم المغتصبة وهم مغتصبون من قبل حكوماتهم!.

الإنسان المهان مهدور الكرامة والعزة لايمكن ان يكون حرا ، ولن يستطع حتى ان يدافع عن نفسه. فكيف نطلب منه المستحيل؟

لأننا ظاهرة صوتية ، ولان زمن القادة الذين ناكفوا إسرائيل ولو على مستوى التهديد بالإعلام قد ولى ،ولا شيء يوحي ببروز شبيه لجمال عبد الناصر، أو صدام بالأفق المنظور لذلك ابتعدت آمال الأمة بعيدا عن الواقع ، وظنوا في اوردغان وتركيا أسباب القوة التي ستعيد كل الأراضي الفلسطينية المحتلة دون عناء، لذلك راهن قسم من العرب والفلسطينيين على وجه الخصوص على اوردغان ، ونسوا ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين وأطلق فلسطيني اسم اوردغان على وليده ،مثلما أطلق بعضهم من قبل اسم صدام على أولادهم عندما ضرب صدام إسرائيل ب39 صاروخ ذات رؤوس إسمنتية ،لم تقتل أحدا ، ولم تضرب معسكرا ، أو منشاة حيوية ،وعوض العراق إسرائيل بمئات الملايين من الدولارات. العرب ما زالوا يذكرون صدام بخير ، والعراقيون من دفع وسيدفع التعويضات لإسرائيل.

لأننا امة تجيد الانتظار، ولأننا تعايشنا مع: الخرافات، والأساطير،والقصص القديمة وتعلمنا منها: ان المنقذ الذي نأمل قدموه مثل كودو سوف يأتي من البحر محملا بالذهب والهدايا ، فعلينا ان ننهي حالة الانتظار في الصحارى أولا، وعلينا ان نعمل لنجعل من احدنا كودو، لا ان نظل بحالة الانتظار .

كودوا لن يأتي أبدا حتى من جهة البحر! لأنه لم يبحر للان ، وهو مثلنا مخدر: بالوعود ،والاعتماد على أكتاف الغرباء لانجاز واجباته.

مهند التركي ألهب قلوب العذارى قبل ان يلهب مشاعر بعض المتزوجات ،وطلق بعض العرب زوجاتهم غيرة من مهند ،لكن مهند ظل على حبيبته التركية ، وهكذا سيعود اوردغان لحضن أمته التركية بعدما حصد رضا العرب ولاشيء جوهري سيحصل للأراضي الفلسطينية المحتلة لكنه حرّك المياه الأسنة منذ سنوات !!.

تركيا لن تضحي بمستقبل انضمامها للاتحاد الأوربي، ولن تتراجع عن عضويتها بحلف الناتو ،ولن تضحي بعلاقاتها مع أمريكا ، ولن تنهي علاقاتها الإستراتيجية بإسرائيل، فمتى يعي العرب هذه الحقيقة ويكفوا عن الأماني الفارغة ؟

لانحّمل السفينة التركية أكثر مما تحتمل ،ولا نعقد الآمال الكبار عليها ،لأنها كانت وستبقى سفينة ،حملت بالآمال والوعود التي تحقق البسيط منها ولم يتحقق الجزء الأكبر .

لا أمل للعوانس العربيات (الحكومات وبعضا من الشعوب العربية) بالخلاص لان مهند واوردغان لا يبدلوا النساء التركيات بنساء عربيات ولا يقاتلون بالإنابة عنا .

ماحك جلد غير ظفرك

 حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.