اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• خل ياكلون بصاية خالهم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 حسن الخفاجي

خل ياكلون بصاية خالهم

 

قال احد الحكماء : "العاري من الفضيلة لا يستره شيء" هذا القول ينطبق على بعض المرشحين للانتخابات النيابية !.

 

سافر جاري اللبناني )الحافي( إلى لبنان برحلة على الدرجة الأولى بعد أن تعذر عليه الحصول على تذكرة سفر على الدرجة السياحية. كان ذلك قبل الانتخابات اللبنانية الأخيرة بأيام، صارحني جاري قائلا: ان جهة  معينة دفعت له ثمن التذكرة ، ومصرف جيب ، ومبلغ يفوق ما يحصل علية من راتب للأيام التي سيترك  العمل فيها . عاد جاري ، اقسم انه لم ينتخب من دفعوا له النقود بل انتخب جهة أخرى !!.

 

 هذا السيناريو الذي سيحصل في العراق حتما ، لان العراقيين أصحاب غيرة ووجدان ، ولم يكن معهم لحظة الانتخاب من رقيب غير الله ووجدانهم  وضميرهم . ضمائر العراقيين حية ، لمست ذلك من تجربة شخصية .

 

في سبعينات القرن الماضي كانت فرقة المسرح الفن الحديث ، التي كانت تمثل نسبيا الخط المعارض للبعث ،تقدم عروضها على مسرح بغداد الضيق والمتعب والخالي من وسائل الراحة .كانت عروض الفرقة مزدحمة ،ويستمر عرض المسرحيات  أشهرا ،بينما تعرض فرقة الحكومة: الفرقة القومية للتمثيل مسرحياتها على المسرح الوطني بإمكانياته الكبيرة ،وكانت تحظى بدعاية  كبيرة من قبل أجهزة الإعلام الحكومية الرسمية ،ومع ذلك لم تستمر   عروض الفرقة لأكثر من أيام ،أو أسابيع لأبعد تقدير .

 

لماذا حصل ذلك؟.

 

لان  العراقي يبحث دائما عن ضميره في أوقات راحته و شدته ، ضميره الذي سلبه منه الحاكم ، أو الظرف ، أو النزعة للكسب المؤقت غير المشروع .

 

من منا لم يسمع بالمثل العراقي (خل يأكلون بصاية خالهم) ؟.

 

ما قصة هذا المثل؟ "دخل لص محترف بيوت احد الأرامل بعد منتصف الليل سمع  اللص صراخ الطفل ،سمعت الأم وقع أقدام اللص، قالت الأم  لطفلها:  تريد إسماع اللص :يمه اسكت انه اعرف انته تبجي من الجوع ، هسه خالك الطب علينه يزورنه ، يروح أيجيب  ألنه أكل ويرجع .خرج اللص . عاد  صباحا وهو محملا بالأكل والهدايا، طرق الباب ،قال للأم دون أن يعّرف عن نفسه:(خل ياكلون بصاية خالهم)"

 

لقد أيقظت كلمات بسيطة وجدان لص : لكونه عراقي ...صاحب غيره ،تحول لحظة الحسم من لص إلى خال  من أراد سرقتهم .

 

من هذه  الأمثلة البسيطة  نبني قناعة على الآتي: سوف لن تنجح الأموال التي ضخت بالتأثير على قناعات العراقيين ،لان العراقي...... صاحب غيرة.......

 

والدليل الآخر على ذلك:لم تنفع الأموال التي وزعها صدام لشراء ذمم  العراقيين ،وهبوا في الانتفاضة الشعبانية وأسقطوا 14 محافظة ،في العام 2003 تركوا نظامه يسقط ،لم نسمع عن احد من قادته ،أو ممن اشتراهم قتل أو اسر بالدفاع عن نظامه  وتركوه يسقط .

 

ولو أن البعض متخوف من ضخامة الأموال والدعايات ،لكنني مطمئن.. لضمير شعبنا ...الجائع الكريم عر مر عصور!. إن تجربة فشل المناضل دانييل اورتيغا في نيكاراغوا في انتخابات العام 1990  حين اخفق المناضل أورتيغا وفازت  فيوليتا باريوس دي تشامور  التي دعمها الغرب خرج أورتيغا خائبا ليقول للصحفيين "لقد اختار الناخبون بطونهم" لكنه  فاز في انتخابات 2006 .

 

أنا اجزم أن الجياع العراقيين  الكرماء سوف لن ينتخبوا بطونهم ،بل سينتخبوا مستقبلهم الذي يؤمن لهم ولأولادهم شبع دائم ،حلال ،بكرامة ،وليس شبعا مؤقتا جاءت به المصلحة .

 

اجزم أيضا ان تجربة لبنان وسعد الحريري: لن تعاد في العراق، عندما انتصر المال السعودي على المال الإيراني ...وظل الخيار الوطني اللبناني ......... خارج التغطية !!!!!!!!.

 

أنا أعجب ممن ربطوا مصيرهم بهذا الطرف ، أو ذاك: ألا يشعروا بالخزي وهم  يصبحون ذيولا لسمكة (خاس رأسها) ، وانتشرت رائحتها .

 

هل يتعظوا من تجربة سعد الحريري الذي أجبرته السعودية على بيع دم والده وتخليه عن خطابه المتشدد السابق ضد سوريا  وتصالحه معها وذهابه صاغرا لزيارة الأسد في قصره لان مصلحة السعودية بالتقارب مع سوريا لخلق محور ضد ايران جعل من سعد الحريري دمية تحركها  السعودية وقتما تشاء.

 

أعجب من بعض المسؤولين العراقيين الذين سيكونون خدما لمن استلموا منه أموالا  لحملتهم الانتخابية.  كيف سيوفقون بين المطالب الوطنية وأجندات أسيادهم ومن زودهم بالسحت !؟.

 

منذ الآن كشر الإعلام السعودي عن أنيابه : بثت قناة العربية في نشرتها المسائية ليوم الأربعاء الموافق 24|2| 2010 تقريرا صحفيا عن المال وتأثيره في الانتخابات في برنامج (من العراق). قالت المقدمة نقلا عن : (لسان بعض العراقيين) "الحكيم ، والجعفري ، وجماعة الائتلاف يستلمون أموالهم من إيران ، ويستلم البولاني ، واياد جمال الدين ، واياد علاوي أموالهم من الدول الخليجية"

 

انتهى خبر العربية .

 

العربية لم تشر للسعودية بالاسم ، جميع الذين قالت العربية عن استلامهم أموال خليجية هم من الساسة الشيعة ، لم تذكر العربية أي من الساسة السنة وتتهمه باستلام أموال ، (كَرة عينكم من هسه بينت)

 

أن الإعلان بغير وسائل الإعلام العراقية سيأتي بنتائج عكسية ، وخصوصا وسائل الإعلام العربية ،لان العراقي: يعرف القنوات التي ظلت تكذب وتعادي تجربة العراق الديمقراطية ، فكيف لهم ان يصدقوها ؟.

 

جعل قناة العربية مكان للتسقيط ونشر الفضائح والإساءة لباقي المرشحين ، أو جعلها الحكم ينطبق عليه قول الشاعر: (فيك الخصام وأنت الخصم والحكم)!.

 

ما زلت أراهن على: غيرة ، ووجدان ، وشرف العراقيين المجرب، في إفشال أجندات المرشحين الذين يوزعون الأموال الحرام . ستفوز بإذن الله قوائم العراقيين الشرفاء الفقيرة ، وهي معروفة ، لا ارغب ان اجعل من قلمي مادة دعائية حتى لمن يستحق ، لاحتفظ باستقلالية قلمي .

 

من لم يعرف معاناة الناس وهو محكوم، كيف يعرفها وهو حاكم ؟

 

حسن الخفاجي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.