اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• طنطل وسعلوة الانتخابات العراقية !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 حسن الخفاجي

طنطل وسعلوة الانتخابات العراقية !

 

كم واحد منا لم ترهبه أمه في طفولته (بالطنطل والسعلوة)؟.

 

كم واحد منا نام خائفا ، وحلم أحلاما مرعبة سببها تربية خاطئة وممارسة مغلوطة ؟ .

 

كم واحد منا تخلص من أوهام الطفولة وتحرر منها ، ولم يرهب أطفاله بما أرهبوه به سابقا ؟ .

 

اغلب أبناء العراق هم خريجو مدارس الخوف ، مدارس (الطنطل والسعلوة) حيث أن (الطنطل والسعلوة) من الأشياء التي لم يختلفوا فيها ، وهي قاسما مشتركا لمعظم العراقيين . لذلك استمر (الطنطل والسعلوة) معنا حين كبرنا وساعدا الطغاة على استعبادنا ، حين تحولا من وهم إلى (حقيقة) ، لأنهما أصبحا جزءا من واقع عاشه إسلافنا وتوارثناه !.

 

الأم والأب العراقيين عندما يعجزان عن إقناع ولدهما بالذهاب إلى النوم ويستمر الطفل في البكاء، ربما لأنه متألم من شيء ويرهبانه حتى ينام ، لذلك أدمن اغلبنا النوم تحت تأثير الخوف والتهديد ، وأدمن بعضنا الوجع والسكوت خوفاً!

 

من منا لم يسمع بطفولته "اتنام لو اصيحلك الطنطل ". من امتلك شجاعة بسيطة وقاوم التهديد (بالطنطل) يردفان له (الطنطل بالسعلوة) كي ينام ،أو يسكت ،أو يخرس !.

 

لذلك ورث العرب الخوف وتوارثوه .

 

كم فارس شجاع وكريم في تاريخنا العربي مثل علي وعنترة ؟

 

كم جبان هرب من المعارك أو مات خائفا ؟

 

لم نفكر بالهدايا ونحن أطفال ، ولم يفكر الإباء بها ، هديتنا الوحيدة كانت إبعاد أذى التهديد اليومي (بالطنطل والسعلوة) عنا .

 

اغلبنا تمنى مغادرة الطفولة بسرعة ، وبعضنا حلق شاربه ، أو شرب سيجارة خلسة وهو في عمر العاشرة ، كي يكبر بسرعة ، لنتعرف على (الطنطل) الذي كنا نعتقد انه صديق الوالد حين كان يرعبنا به ، أو نتعرف على السعلوة صديقة الوالدة !.

 

ومع إننا لم نرهما ، إلا إننا أخذنا ادوار آباءنا ، وأخفنا أطفالنا بهما .

 

كيف يفسر البعض تحذيرنا من عودة البعث ، أو الحذر من عودته وهما ؟.

 

الم يكن البعث الطنطل الحقيقي وليس طنطل الوهم طنطل الطفولة .

 

(اجاك الواوي ،اجاك الذيب ،اجوك الامن ،اجاك الجيش الشعبي ،اجوك جيش القدس ،اجوك الفدائيين ،اجوك الجلاب ولد لد الجلاب .الم يكن الواحد من هؤلاء بمثابة طنطل وسعلوة ؟

 

الم تكن معارك صدام وسجونه ،ومقابره ودوائره الأمنية سعلوة حقيقية ، خطفت شبابنا وحتى كهولنا ونساءنا .

 

كيف لهم ان يطمئنونا على المستقبل ، وكيف لهم إقناعنا ؟

 

هل المثل العراقي الشهير الذي أصبح أغنية (التكرصة الحية بيده يخاف من جرة الحبل) وهما أم حقيقة ؟ لقد لدغتنا ثعابين ، وعقارب البعث طوال 35 سنة .

 

هل هذه العقد سببها فقط التربية الخاطئة ، أم هي نتاج تربية سلبية وممارسة حاكم طاغية ؟

 

من تصور تحذيراتنا المستمرة من عودة البعث دعاية انتخابية ، أو (فوبيا) نشرتها الأحزاب الدينية .

 

نتمنى أن يفسروا لنا نحن من لا ننتمي إلى أحزاب إسلامية ، ولم نشارك في الانتخابات كمرشحين ، وليس لنا قريب مرشح ، ولم ندعم مرشح على حساب آخر ، ولم نشارك بحفلات التسقيط ، أو حفلات الزفاف الانتخابية ، ولا ناقة لنا في هذه الانتخابات ، ولا... (مطي) ... نحن ضحايا البعث ، الذي لبس حتى بعض الكتاب من اللبراليين العرب والعراقيين ، بردة الدفاع عنه لأسباب طائفية بغيضة .

 

مازلنا عند موقفنا السابق من البعث ، الذي يحاول العودة مغلفا بمسميات جديدة عبر وجوه لها تاريخ.. (سافل) . وأرث في البعث ، عبر الدعم العربي ، والضغط الغربي ، و(الرخاوة) العراقية .

 

لنفترض شيئا قد يراه البعض ساذجا : أن احدنا لديه أختا أو بنتا جميلة . تقدم لخطبتها التاجر الثري الكاذب ، الذي يريد أن يشتريها منا بماله ، وتقدم لها من له سوابق إجرامية أخلاقية وجنائية ، وتقدم لها المتدين الدرويش ، الذي لا يفقه من دنياه غير الحلال والحرام ، وتقدم لها الفقير الملتزم الصادق .

أي من هؤلاء نستبعد ؟

بمن ستنحصر المنافسة؟

 

إذا كنت تبحث عن عريس لأختك أو بنتك ، وإذا كنت ستشارك في الانتخابات فان مهمتك واحدة وواضحة : انك حتما ستبعد من خياراتك الأثرياء الكذابين، وستبعد قبلهم أصحاب السوابق الإجرامية ، أو من يؤمنون بها ويدافعون عنها للان ، وتحصر المنافسة بين:.. الفقراء الصادقين .. وتبحث عمن له مزايا أخرى إضافية حميدة .

 

العراق أمانة: كابنتك ،أو أختك بين يديك ، فأحسن اختيار العريس المناسب لها، في الانتخابات : أحسن اختيار من يضمن مستقبل العراق ، ويصون الأمانة.

 

لنصوت لعراق خالي من البعث ،وجيفه ، وجرائمه .

 

"إذا نسيت انك أسد، فلن ينسوا أنهم كلاب"

 

حسن الخفاجي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.