اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• جكليت علوان والمجلس الوطني للسياسات

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

·        جكليت علوان والمجلس الوطني للسياسات

 

العودة إلى الماضي فيها فائدة كبيرة ودروس  قيمة , ربما يصبح التاريخ عكازا يستند عليه من هم بحاجة إلى السير القويم , وهو عند آخرين عينا ثالثة لمعاينة واقع اليوم بخبرة ودراية  مستخلصة من دروس الأمس .

تنكر البعثيون لجهاز حنين , الذي انطلق ليكون نواة لأعنف أجهزة المخابرات في العالم , وهو جهاز المخابرات العراقي , بشعبه المتخصصة في كتم أنفاس المعارضين على اختلاف  توجهاتهم , وضمان  بقاء حزب البعث في السلطة .

قال صلاح عمر العلي: "ان جهاز حنين كان جهاز  استعلامات لضمان امن أعضاء القيادة" أما  الاسم الصحيح للجهاز الذي بنى نواة المخابرات فهو (مكتب العلاقات العامة)!.

سواء كان اسمه جهاز حنين , أم مكتب العلاقات العامة ما يهمنا منه , ما قام به هذا الجهاز. يذكر صلاح عمر العلي: "ان صدام حسين هو الوحيد من بين أعضاء القيادة وافق على استلام مسئولية هذا الجهاز"  فيما رفضه الأعضاء الآخرون لأنه لا يتناسب مع وضعهم كساسة , لا يقبلوا ان ينظر إليهم (كشرطة) !!!.

لكن النتيجة النهائية التي يعرفها اغلب العراقيين : ان صدام حسين عمل  من خلال الجهاز إلى بتر المعارضين له من داخل وخارج حزبه , وحوّل هذا الجهاز ليكون من أقذر أجهزة القمع التي عرفها التاريخ , وتسلق بواسطته إلى هرم السلطة !.

كل هذا جرى في الأمس  القريب , الذي يود البعض نسيان ما جرى فيه من جرائم .

أما اليوم فان البعض يرغب في ان يعيد تجربة صدام لكن بصيغ أخرى .

لا اعرف بشكل دقيق صلاحيات وواجبات , (المجلس الوطني للسياسات العليا الإستراتيجية) المقترح تشكيله , والذي يصر من يريد رئاسته ان تكون الرئاسة بصلاحيات مطلقة .

صحيح ان عراق اليوم هو  ليس عراق الأمس , عراق صدام والبعث , لكن التجاوز على الدستور , وتشكيل هيئات ودوائر تقلص من صلاحيات مجلس النواب , وتتجاوز ما  نص عليه الدستور يعد خرقا دستوريا , يعود بنا الى ذكريات الماضي القريب .

الدستور العراقي الحالي حدد عمل  السلطات "التشريعية والتنفيذية والقضائية", اي تداخل أو نزع لصلاحيات أي سلطة من السلطات ومنحها لدوائر مقترحة يتعارض مع الدستور , يجب ان يتم عبر تعديل دستوري , غير ذلك هو تجاوز واضح على قيم الديمقراطية والدستور.

ان أسلوب الترضية , واستحداث الدوائر والمناصب وتقاسمها , وإعطاء المزيد من التنازلات على حساب الدستور عاقبته غير محسوبة النتائج ,  هذا الحال ذكرني  بقصة معمل (جكليت) علوان المتزوج من أربع نساء .

أراد علوان عندما أقام مصنعه ان ينافس شركة ماكنتوش العالمية لصناعة الشكولاته لكن : كيف وأين انتهى  الحال بعلوان ؟.

رغب علوان بإرضاء كل زوجاته , فقسم المناصب الإدارية في المعمل بين أولاده من زوجاته بالتساوي . لم يستمر الحال طويلا , إذ وقف الدائنون على أبواب المصنع , كان  العم علوان أول الهاربين , حيث ترك زوجاته وأولادهم وهرب خارج العراق .

العراقيون الهاربون واللاجئون إلى الخارج أعدادهم كبيرة جدا , ولا يرغب أي عراقي غيور ان يترك أو يهرب أي عراقي آخر لآي سبب جديد .

لا احد منا يرغب بان يعيد ساسة العراق الجديد تجربة العم علوان و"الخال صدام" .

لا احد يريد ولادة طاغية جديد عبر تسميات جديدة تعطي للسم طعم العسل ليعود ألينا من يقول :(ان لله جنودا من عسل).

بإمكان جميع  الغيارى من العراقيين من  جميع الشرائح العمل من اجل ان يبقى العراق خاليا من  الطغاة القدامى  والجدد

 

"القليلون منا يستطيعون القيام بأشياء عظيمة ,لكننا جميعا نستطيع القيام بأشياء صغيرة ونحن نشعر بحب عظيم" الأم تريزا

 حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.