اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• فتوى: تخدير الشعوب حلال

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

حسن الخفاجي

مقالات اخرى للكاتب

          فتوى: تخدير الشعوب حلال

 

في امريكا بورصة نيويورك ومؤشرها داوجونز, في اليابان بورصة طوكيو ومؤشرها نكاي , في انجلتر في بورصة لندن ومؤشرها فتسي, في فرنسا بورصة باريس ومؤشرها سي أسي وفي المانيا بورصة فرانكفورت ومؤشرها داكس,وفي اليمن بورصة القات ومؤشرها علي عبد الله صالح , وفي السعودية بورصة الفتاوى ومؤشرها عبد العزيز ال الشيخ .كل شيء جائز في العالم المادي الذي نعيشه , لكن ما لم نعرفه ولم نتعلمه أن يصبح الدين  ببعده الروحي خاضع لمضاربات البورصة وقوانين السوق في العرض والطلب. اشتد في الأيام الأخيرة ضغط  الشعوب العربية على الحكام العرب الطغاة , بعدما دفع الإحباط الشباب العربي إلى الاحتجاج  بحرق أنفسهم .قطف شعب تونس ثمار الكستانه التي أنضجتها نيران محمد البوعزيزي , بعدها تطوع خط الدفاع الأول عن الحكام وهم وعاظ السلاطين. وأصدروا فتاوى لتخدير الشعوب , مجمل فتاواهم تشير إلى حرمة الانتحار حرقا ,  وأوصوا الشعوب بالصبر أي(تتخدر) إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا!!.

الأغرب ان كبير علماء الفضائيات وأشهرهم القرضاوي طلب من المسلمين:بان يدعوا الله ليغفر لمحمد البو عزيزي لأنه ارتكب أثما عندما أحرق نفسه!.

إذا كان الله سبحانه وتعالى لا يغفر لمحمد البو عزيزي - الذي حررت النيران التي أشعلها بجسده شعب تونس من الطغيان والظلم وأنقذ بفعلته شعبا كاملا - ترى لمن سيغفر الله؟.

 هل يغفر الله للقرضاوي؟ الذي قدّرت داره السكنية في الدوحة بعشرات الملايين من الدولارات , في حين يموت فقراء المسلمين جوعا , أم بزواجه من امرأة اصغر من بنته وتركه لها بعد ان اخذ مراده منها !. 

هل يغفر الله لشيوخ دين أعانوا الطغاة على شعوبهم؟.

لست فقيها ولا ضليعا بالإحكام الفقهية , لكن دعاوى عدم الخروج على الحاكم الجائر مقيدة بشروط في الفقه السني , حتى أن علماء الأزهر أفتوا ملزمين الحكام (بعدم مخالفة أوامر الله تعالى وتوفير الحياة الكريمة وحفظ كرامة الرعية).

هل تتوفر هذه الشروط بأي من الحكام العرب الحاليين ؟.

لنراجع جانبا من فتاوى التخدير التي تطوع مشايخ السلاطين بإصدارها  قالوا:(على  من يوقعون الظلم في شعوبهم اتقاء الله ,ودعوا الشعوب إلى الابتعاد عن إغضاب الله ب(الانتحار!), لكونهم شيوخ سلاطين لم يسموّا من هم الذين يوقعون الظلم في شعوبهم. 

هل يوجد احد غير الحكام يوقعون الظلم بشعوبهم؟ .

كيف تغضب شعوب كاملة مظلومة الله؟.

كيف لا يغضب الحكام الله وهم يظلمون شعوبهم ؟.

 مفتى السعودية قال (قتل النفس حرام.. والصبر والاحتساب علاج الظلم)

لا اعرف كيف سيتهاوى الطغاة لو طبقنا الوصفة(الفتوى) السعودية على الطغاة المزمنين ؟. أردف المفتي قائلا: (محرم قتل النفس احتجاجاً ومن يطبلون لمحرقي أنفسهم ضعفاء نفوس)

من هو قوي النفس ياحضرة المفتي ,هل هو الذي يطبل للحاكم الظالم ويحميه؟.

 عندما انهزم أول الطغاة أصبح الانتحار حراما , ويدخل من يحرق نفسه النار,

كل هذا نعرفه وله وجه شرعي , لكن أين الوجه الشرعي في فتوى مفتي السعودية حينما طالب الشعوب الثائرة الرافضة للظلم بالصبر(التخدير)؟.

أي دين وأي شرع وأي مذهب غير المذهب الوهابي يجيز الرضوخ للظالم ؟

عجيل النشمي واحمد الكوس وبدر الحجرف متعاملون في بورصة الفتاوى اجمعوا على( ان حرق النفس انتحار صريح وذنب عظيم)!.

أوى ليس ذنبا أو حراما في شرع  المتعاملين ببورصة الفتاوى حينما تسيطر أسرة على مقدرات وخيرات بلد كالسعودية؟.

عندما كان الانتحاريون يفجرون أنفسهم في العراقيين لم يسارع  العاملون ببورصة الفتاوى بإطلاق فتاواهم التي تمنع وتحرم الانتحار,  لان مصلحة الحكام كانت تشجع المغفلين ليبعدوا شرورهم وينتحروا خارج بلدان طويلي العمر.

كان موت العراقيين لا يهمهم , البعض منهم أفتى:(بان من يفجرون أنفسهم في العراق يقاومون المحتل ويدخلون الجنة)  !.

 مصلحة الحكام اقتضت ان يشجع الانتحاريون على الذهاب إلى العراق لينتحروا فيها ليعرقلوا بناء الديمقراطية , التي يخاف الحكام الطغاة انتقال شعلتها إلى ديارهم المعتمة , ليوحوا لشعوبهم: ان من يريد الديمقراطية ويرغب الإطاحة بالحكام عليه ان يدفع الثمن , مثلما دفعه ويدفعه العراقيون باستمرار!.

المصريون والتونسيون والجزائريون والأردنيون واليمنيون شعوب خرجت تريد الحرية . أليس من المعيب ان تسمي كل هذه الشعوب غيرة ملتزمة بتعاليم الدين لأنها خرجت على الحكام الطغاة

وتصبح الشعوب الخانعة والمخدرة والملتزمة بتعاليم شيوخ السلاطين هي من تعرف الدين!

هؤلاء شيوخ وكهنة للاستبداد والظلم , صمتوا ولم يطلقوا الفتاوى التي تحرم قتل العراقيين , ولم يدينوا ظلم الحكام, وفسادهم , واستبدادهم , وقتلهم شعوبهم .شاهدوا بعدسات مكبرة من احرقوا أنفسهم احتجاجا على الظلم , لكنهم كانوا وما زالوا يغمضون أعينهم عن فجور الحكام وحاشياتهم .

حكم المنتحر تعرفه العامة ولا حاجة لمفتي السعودية , أو تونس , أو  الجزائر, وغيرهم الكثير لتبيان الحلال والحرام

 هؤلاء  جزء من السلطة وهم أدواتها في قمع الشعب. فكيف نتوقع خروج الحكمة منهم

ابتعد المسيحيون الغربيون عن سلطة الكنيسة , لأنها شرّعت قوانين لا تقبلها سلطة العقل مثل صكوك الغفران , ولأنها ساهمت عبر محاكم التفتيش بإيذاء أتباعها .

شيوخ الدين , الذين يفتون من اجل ان يدوم ظلم الحكام , سيسهمون بابتعاد الناس عن سلطتهم الدينية الزائفة , وستسقط الحكومات وستسقط معها المنظمات الدينية التي حمتها ..

هل سيستقيل عقيد اليمن لو حرق مليون يمني نفسه؟.

هل سيتنحى بشار الأسد لو أشعلت مدن سوريا كاملة النار في بيوتها ؟.

هل سيذرف مبارك دمعا على ملايين المصريين لو انتحروا محتجين على حكمه؟.

 سمعتم كيف سفّه التافه القذافي ثورة تونس ,كيف أشاد بابن على.

هل سيبكي  القذافي لو احرق ملايين الليبيين أنفسهم؟ .

هل سيندم خادم الحرمين على انتحار شعبه , وسيفعل مثله ملك الأردن أو أمير قطر أو ملك البحرين وكلهم أشباه بعض .

اعرف ان ليس كل البلدان العربية كتونس ولا كل الحكام كابن علي ولا كل الجيوش العربية كجيش تونس الوطني , واعرف أيضا أن لا مستحيل أمام إرادة الشعوب.

للشباب العربي المنتفض أقول: صموا آذانكم عن فتاوى شيوخ السلاطين ووعاظهم .

 كفوا عن ممارسة الاحتجاج حرقا, لان الطغاة العرب بحاجة لمن يحرقهم وعروشهم وكراسي حكمهم , بدلا من ان يضرم الشاب العربي النار في نفسه , عليه ان يحرق تماثيل وصور الرؤساء , ويكسر شوكة كلاب حراسة الزعماء لتهب الجموع منتفضة وتتهاوى السلاطين الطغاة .

بعدها ستحترق لحى وعاظ السلاطين بفعل هبتكم الشريفة .

(مصدر القوة للأمم شعورها بأنها على حق وإنها عازمة على العيش الحر) جبران خليل جبران

(لا معنى للحضارة مع الاستبداد) عباس محمود العقاد

العنوان على الفيس بوك الكاتب حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.