اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

Beez5

إيقاف نزيف المليارات المنهوبة.. وليس النفخ بالقربة المثقوبة// محمود حمد

محمود حمد

 

عرض صفحة الكاتب 

إيقاف نزيف المليارات المنهوبة.. وليس النفخ بالقربة المثقوبة..

ايها المتحاصصون!

محمود حمد

 

يتابع العراقيون بقلق تدهور قيمة العملة المحلية (الدينار) وارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل خانق لملايين العراقيين...

ولصوص (إدارة الدولة) يطرقون الأبواب الامريكية والنوافذ العربية والكهوف الإيرانية بحثاً عن مغيث ينقذهم من انزلاقهم نحو الهاوية وانفضاح امرهم!

 

بعد ان بدأت (لعبة الدولار العاصفة!) تزيح ورقة التوت اليابسة عن عورتهم... وصاروا يتبادلون في العلن التهم ويلقون اللوم تارة على شركائهم في السرقة وأخرى يلومون انفسهم لذر الرماد في العيون...

بل صاروا يجاهرون بالاحتماء بأمريكا (الشيطان الأكبر!) من غضب الشعب، الذي يعدونه (الشيطان الأصغر) في عقيدتهم، بعد ان استباحوا الدماء والأموال والسيادة باسم (مقاومة الاحتلال الأمريكي)!

 

واليوم...

يتسابق (الاطاريون) والمتورطون معهم... الى كسب رضا العم سام...

فمنهم من تملق بإذلال للسفيرة (آلينـــا رومانوسكي) لائذاً في ظلها للاستقواء بها على شركائه...

وآخرون هرولوا لاهثين يحجون للخزانة الامريكية لاستباق غيرهم في تقديم ولاء الطاعة لسيد البيت الأبيض...

وآخرون ممن بحت أصواتهم في وسائل الاعلام (الموت لأمريكا!) ابتلعوا السنتهم...

وبعضهم ممن احترف استبدال قناع التزلف طالت السنتهم بسيل الذرائع المفضوحة... مرددين (هذا من مصلحة الشعب!) ...

 

وفي نفس الوقت يمسك (الرعاة الإيرانيون) بـ(صنائعهم من عراقيي الجنسية!) من حناجرهم، بعد ان مسخوا عقولهم، واستلبوا ارادتهم الوطنية منهم، واحالوهم الى مجرد (حرامية بيت!) ... ينهبون مئات مليارات الدولارات من افواه العراقيين ويهربونها الى ايران، ويشيعون الجوع في بطون العراقيين والخوف في قلوبهم واليأس في نفوسهم!

 

ويخرج علينا الناطقون باسم لصوص (دولة المحاصصة) في وسائل الاعلام، يبشرون العراقيين بـ(التفاهم!) السري (غير المفهوم!) مع الخزانة الامريكية، خلافاً لما تعلنه الخزانة الامريكية والبنك الفيدرالي الأمريكي والسفيرة (آلينـــا رومانوسكي) وهو:

     الزامية تجفيف منابع تمويل الإرهاب وغسيل الأموال التي تصب بمعظمها في خزائن ايران وجيوب حلفائها وصنائعها في المنطقة!

بل ان الأولوية التي اعلنها وزير الخارجية الأمريكي هي:

     اولاً: استخدام الطاقة في الصراع الاستراتيجي مع روسيا والصين، وخاصة في قطاع (الغاز المصاحب) بعد ان فُرِض الانسحاب على شركة توتال الفرنسية من هذا القطاع بما فيه صناعة الطاقة المتجددة!

     ثانياً: هو خطر (التغير المناخي في العراق) الذي ترافق الحديث عنه مع نشر وثيقة سرية صادرة من (المجلس الأمني الاستخباري الأمريكي) تتحدث عن خطر وجودي (في قطاعات الغذاء والصحة والمياه، مع انخفاض الحاجة للوقود الاحفوري "المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في العراق"!) مما يهدد الامن القومي العراقي نتيجة التغير المناخي بحلول عام 2040!

(حسب الوثيقة التي تلقتها وزارة الخارجية العراقية من السفارة العراقية بواشنطن).

ولم تظهر اية إشارة أمريكية الى تخفيف الضغط على سعر صرف الدولار الذي يدعي بها الناطقون باسم دولة المحاصصة...

 

ولكن... في هذه الظروف العصيبة:

فان اليأس عندما يكون خانقاً... يكون بعض الناس مستعدون للاستسلام لكل (وَهْمٍ) بانه الخلاص!

لهذا نجد عدد غير قليل ممن يوهمون النفس بان ما تقوم به حكومة (الاطار التنسيقي)، هو انقاذ من الغرق وتصويب للمسار، دون ان يدركوا ان تلك الإجراءات محض (رقعة صغيرة متهتكة لفتق كبير متسع!) ...

ويجب ان يدرك الجميع ان:

في (لعبة إدارة الدولار بالسوق العراقية) ان لا سلطة للحكومة العراقية عليها او دور لها... سوى الإذعان للإرادة الامريكية!

لان الدولار عملة امريكية وهو العمود الفقري للاقتصاد الرأسمالي الأمريكي والعالمي...

وان مئات مليات الدولارات المستحصلة من بيع النفط العراقي تُحْتَجز في البنك الفدرالي الأمريكي، وهو من يقرر كمية الدولارات التي ستُرسل للبنك المركزي العراق ولا سيادة للعراق عليها... وليس الحكومة العراقية!

فلذلك ان جميع (التفاهمات!) التي يروجون لها، لا تمس الإجراءات التي اتخذتها أمريكا في اطار صراعها الاستراتيجي مع روسيا والصين وايران وحلفائهم المشمولين بالعقوبات الاقتصادية الامريكية...

 

وقرار تخفيض قيمة الدولار من قبل الحكومة العراقية اجراء ينم عن تضليل للشعب، لان الفترة المقبلة ماتزال غامضة بشأن مستقبل سعر صرف الدولار اذا ما أبقى البنك الفيدرالي الأمريكي على نظام سويفت الذي يحد بالضرورة من حجم الدولارات المحولة للبنك المركزي العراقي، لان حجم الدولارات المحولة ستحدده الحاجة الفعلية للسوق العراقية وليس ما يقرره اللصوص الدوليون والمحليون!

وخاصة بعد ان تولى (مصرف جي بي مورغان) الأمريكي إدارة الأموال العراقية مع الصين!

كما جاء في بيان للمكتب الإعلامي للبنك المركزي العراقي:

     (تم الاتفاق على قيام مصرف جي بي مورغان بتسهيل المدفوعات من النظام المصرفي العراقي إلى جمهورية الصين الشعبية لتمويل استيرادات القطاع الخاص بشكل مباشر)!

وأشار إلى:

     أن (البنك المركزي العراقي ملتزم بتطبيق المعايير الدولية في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب)!

وهو نهج سيتبع مع المتعاملين الأساسيين بالدولار مع العراق...

 

ولكي نحلل هذه (الكارثة) البنيوية التاريخية يجب تحديدها اولاً... وتحديد (أسبابها) وتحديد (المسؤول) عن نشوئها وتناسلها وتفاقمها...

لهذا يجب منذ البدء ان يكون واضحا لنا وللشعب ولكم (أيها اللصوص المتحاصصون بالغنائم من قوت الشعب) ... إن:

     الأزمة من صناعة عقولكم المجوفة وايديكم الجشعة... وليس الشعب مسؤول عنها؟

لأن:

دولتكم (دولة المحاصصة) هي الفاشلة وليست الكفاءات الوطنية العراقية هي الفاشلة؟

ولأنكم:

1.   انتم من شرعتم (ومازلتم) نهب المليارات لعصاباتكم، باقتسام ثروات الشعب وموارده فيما بينكم منذ الغزو سنة 2003، كغنائم بين لصوص متحاصصين (منتصرين... لا على الدكتاتورية، بل على الشعب... تحت ظلال سيوف الغزاة!)

2.   انتم من أفسدتم (الوظيفة العامة) بالامتيازات (السلطانية!) لمواليكم الجهلة والاميين... وليس ملايين الموظفين الكفوئين والمخلصين الذين افنوا اعمارهم كي تتراكم دراهم الراتب الشحيح (في كل الانظمة) لسد إملاق عوائلهم؟

3.   انتم من كرستم فساد القضاء بتسييسه وجعله ذراعا جائرَ بيد كبار فاسديكم ومفسديكم!

4.   . انتم من أغلق أفق حياة العراقيين ومدنهم بـ(إمبراطوريات امرائكم اللصوص) المعشعشة في عروق ومفاصل الدولة والمجتمع والحياة... التي تستنزف لقمة عيش وموارد العراقيين وكرامتهم ... باسم الدين والإثنية؟

5.   انتم من عطلتم الحياة وكبلتم العقول بدولتكم المتخلفة الفاسدة (دولة المحاصصة) فاندثرت الموارد وشوهت العلاقات الاجتماعية بادران التخلف ونيران الكراهية... وليس نمط حياة العراقيين المتمدن وعقولهم التي تتألق حيثما تحط في أرض الوطن او ديار الغربة؟

6.   انتم من هدمتم اسوار الوطن لجيوش الإرهابيين من كل بقاع العالم، بذيليتكم للمحتلين من الافرنج والعجم... وليست قوى الشعب الوطنية الواعية التي توارثت مقاومة الاستعباد! 

7.   انتم من ألغى حواجز السوق العراقية كي تستبيحها أردأ البضائع من اسواق اسيادكم ... لتدمير المنتج الوطني العراقي (الصناعي والزراعي والتجاري والخدمي)! 

8.   انتم من رهنتم اقتصاد العراق لاقتصاديات وبنوك الدول الرأسمالية الإستحواذية والاقطاعية الاستلابية... وليست القوى المنتجة الوطنية العراقية التي تريدون استلاب ما إدخرته بعرق جبينها ودموع اطفالها على مدى عقود من الزمن! 

9.   انتم من أعاد هيمنة الشركات النفطية المستغلة على ثرواتنا النفطية في الحاضر ومَكَّنها من المستقبل... وليست أجيالنا التي يعصف بها الحر والقر في مدارس الطين بالعراء... او أجيالنا التي لم تولد بعد وتنتظرها ديون مفاسدكم لتبدد حياتهم بالعوز!

10.  انتم من ابتدعتم مافيات (محصنة من المساءلة القانونية ومدججة بالجشع والتخلف والتسلح والارهاب) ... لخنق الحريات ونهب الموارد العامة!

إضافة الى اختلاقكم (دستورياً!) لهيئات تشريعية وتنفيذية برواتبها الخيالية وامتيازاتها الفلكية واعدادها التي تفوق اعدادها اعداد مثيلاتها في الدول العظمى (مجلس النواب. مجالس المحافظات. المستشارين. وكلاء الوزارات. المدراء العامون. الخبراء. وغيرهم من الكيانات الطفيلية) ...

وليس الناخب الخائب الذي خدعتموه باسم الدين والعرق ... وندم على فعلته بعد فوات الاوان!

11.  انتم من كذبتم على الشعب بشعارات (اصلاحاتكم) الكاذبة المهلهلة، التي لم تطال كبار الفاسدين وناهبي مئات مليارات الدولارات ومغتصبي المباني والمنشآت والموارد الحكومية والخاصة...

والتي (لو صدقت!) واستعادت مئات المليارات لما اضطررتم الى هذه الخطوة الذليلة التي تهدد حياة الناس وتغلق افق مستقبلهم!

لأنكم (أيها الفاسدون المتحاصصون) لا تحسنون سوى نهب الموارد والكذب على الشعب والاذعان لأسيادكم... ومحاولاتكم البائسة للنفخ بالقربة المثقوبة لا تفضي سوى الى سماع أصوات كـ (...........)، لا ينتج عنها سوى الضجيج المخزي والرائحة العفنة!

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.