اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الأكثرية هم أولاد الأفاعي// ناظم قودا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الأكثرية هم أولاد الأفاعي

ناظم قودا

 

أستهل مقالي بسؤال أوجهه إلى العديد من شرائح المجتمع البشري عموما ومجتمعنا العراقي خصوصا ((هل تمكن الشر في هذا الزمن الغريب من التغلب على الخير ..؟ ))

سأبدأ بالسادة أصحاب العقول النيرة من حملة الشهادات العليا لكونهم الشريحة التي يعتمدها الوطن في بنائه وتقدمه أو هدمه من الجانب الآخر.. لأنه من اجل عملية البناء الفعلي لمجتمعهم كان يفترض ان يقتصر عملهم في مجال اختصاصهم والابتعاد عن التدخل في مجالات اخرى لا تمت بصلة باختصاصاتهم، هذا هو منطق الحق، لكننا نلاحظ في هذه الأيام ما هو مستغرب وعجيب فالقسم الكبير منهم يدسون أنوفهم في مجالات أخرى كالمجال السياسي والإعلامي وباتوا يتسارعون للقيام بأدوار ليس لها اية علاقة في مجال اختصاصاتهم لا من قريب ولا من بعيد لهذا أقول ان تراجع المجتمع بقيمه الإنسانية له أسباب عدة منها ما نحن بصددهم حيث يشكلون المرتبة الأولى للأسباب لهذا اقول: ايها السادة ان كنتم من أصحاب العقول والفكر النير الخلاق اتركوا هذا المجال لأصحابه واهتموا فقط بما هو من شأنكم واسمحوا لي ان اضرب على ذلك مثلا: لم تتطور المجتمعات الغربية الا حينما أخذت كل شريحة المهمة الملقاة على عاتقها فالأستاذ الجامعي لم يهتم سوى بمجاله التعليمي لانه يبدو جاهلا في المجال السياسي حتى في معرفة أسماء الأحزاب والوزراء.. لذلك لم يتدخل فيها، عكس حملة الشهادات في مجتمعنا حيث يتركون اختصاصاتهم وينغمسون في العمل السياسي من اجل أهداف غير نبيلة.

اما الشريحة الثانية التي ارغب في الحديث عنها او عن بعضها فهي شريحة الأحزاب السياسية فالجميع يعلم ان نشأة الأحزاب كان من اجل نصرة القيم الانسانية النبيلة ، والوقوف الى جانب الإنسان ونصرة الحق ومحاربة الظلم والاضطهاد والاستبداد وذلك من خلال حملها لمبادئ وعقيدة ، وهذا ما يتجلى في أنظمتها الداخلية، والذي بالإمكان أن نختزل أهدافها في مبادئ سامية كالتضحية ونكران الذات والنضال في سبيل تحقيق العدالة والحرية للجميع وما الى ذلك من قيم اخرى تصب في صالح الانسانية.  لكننا نلاحظ في واقعنا الحالي ان الصورة مغايرة بل قد تكون معكوسة في القسم الكبير عند البعض من الإخوة في الأحزاب الذين تغيرت عندهم المبادئ التي كان يجسدها النضال من اجل المجموع الى التفاني لاجل المصالح الذاتية والفئوية ، كما تحول العمل من اجل الآخرين الى البحث عن أساليب تحقيق مصلحة الأفراد. فيا إخوتي حاملي المبادئ ومعتنقي العقائد عودوا الى ما ارتضيتموه لأنفسكم وأقسمتم عليه والذي كان النضال من اجل الآخرين ، واتركوا كل ما من شأنه ان يقودكم للسير ضد ذلك، والذي يبعدكم عن المسار الصائب لمبادئكم وعقائدكم ، فاجعلوا مبادئكم تنير دروبكم التي ما من شك انها لنصرة الحق ومقارعة الظلم وإحقاق الحق والعدل والمساواة بين الجميع .

 

الفئة الثالثة (رجال الدين) ومن مختلف الأديان والمذاهب أقول: انتم العاملون في الجانب الروحي فقد انغمس البعض منكم في الشؤون الدنيوية ومنها السياسية. اعلموا ان تدخلكم هذا في الشؤون التي تخص الدنيويات فانها حقا ستؤدي بكم الى الابتعاد عن القيم الروحية والايمانية التي هي واجباتكم الأساسية، انتم مسؤولون عن كل ما يخص الجانب الروحي للإنسان ان كنتم صادقين في إيمانكم وتحملون عقيدتكم بحق وصدق، ولا شأن لكم بما يجري، فتدخلكم في الشؤون الدنيوية هو ما من شأنه ان يؤجج الصراعات وينمي الأحقاد، والأخوة ان كانوا أحبة سينقلبون الى أعداء، وان كانوا على خصام فان تدخلاتكم ستزيد من شدة الخصام، واعلموا انكم مثل ذاك الذي يصب الزيت على النار حتى وان كانت النيات سليمة، فالنتيجة هي واحدة في كل الأحوال. في نهاية مقالتي اود ان أقول: لا تفكروا فقط في ملء جيوبكم وتطبيق القول القائل: (أنا وأنا فقط وليذهب الآخرين الى الجحيم) ولا تكونوا مثل أولئك الذين يتبعون المبدأ القائل (الغاية تبرر الوسيلة) لأن ذلك يجعلكم تسلكون شتى الطرق من اجل تحقيق غايات ومآرب غيرنزيهة ولكن اعلموا: ان كل ما ستبلغوه من جاه وسلطان ومال لن يدوم فقد قيل: (لو دامت لغيرك ما وصلت اليك) عودوا الى رشدكم وفكروا في الآخرين واعملوا لما هو خير الناس وكونوا كأعضاء أصحاء في جسم الانسانية ، فأن أصابت العلّة عضواً في الجسم تداعت له سائر الأعضاء، اتخذوا عظماء البشرية قدوة لكم، واعملوا للآخرين كما تحبون ان يعملوا لكم، فإننا جميعا نمتاز بامتلاكنا الخصال الانسانية الحميدة التي يجب ان نجسدها في الشدائد والصعاب ولكن هناك من يحاول ويعمل جاهدا لزرع الفتنة والتفرقة فهؤلاء هم أعداء القيم النبيلة وأصحاب الشر فانتبهوا أعزائي واعملوا من خلال خصالكم الأصيلة ولا تعيروا أهمية لما تبثه وسائل الإعلام فهي أبواق لهذه الجهة او لجهة أخرى، لذا فكل ما تقوله أكاذيب وتلفيقات . فلا تجعلوا من هذا الزمن زمناً تنقلب فيه الموازين ولا تكونوا عونا للشر على الخير ففي الغد القريب سينتصر الخير على الشر وينال كل واحد استحقاقه من ثواب او عقاب. وفي الختام لا تكونوا كالمرائين الذين يظهرون للآخرين ودعاء كالحمام من الخارج وفي دواخلهم ذئاب كاسرة كما وصفهم سيدنا المسيح له المجد وشكرا لكل من يقرأ كلماتي .

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.