اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يا فقهاء إذلال المرأة .. طأطأوا رؤوسكم امام المرأة الكوردية// د. صادق إطيمش

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

يا فقهاء إذلال المرأة .. طأطأوا رؤوسكم امام المرأة الكوردية

د. صادق إطيمش

 

طالما سمعنا من فقهاء السلاطين وطالما قرأنا الكثير عنهم وهم ينشرون لغوهم عن دونية المرأة ونقص عقلها ودينها وبالتالي عدم قدرتها على ان تقوم بالمهام التي يقوم بها الرجل الذي جعل منه هؤلاء الفقهاء سيداً وآمراً على انسان مثله خلقه ربهم من نفس الطينة التي خلق منها المرأة التي أُريد لها ان تكون شريكة له في حياته لا جارية مُسخرة لخدمته اينما كان وكيفما كان. لقد جاء هؤلاء الفقهاء بكل ما بجعبتهم من قوانين العصور الغابرة ليجعلوا من المرأة لا تخرج من بيتها إلا مرتين في حياتها، المرة الأولى إلى بيت الزوجية والثانية إلى القبر. ما اسخف مقولاتكم هذه اليوم امام مَن خرجت من بيتها لتؤدي واجباً طالما ملأتم مساجدكم وجوامعكم وتكاياكم بالتبجح به جاعلين منه من فرائض دينكم وسميتموه جهاداً ودفاعاً عن الأرض والعِرض، ولم يرَ القاصي والداني، الذي كتب عليه سوء حظه ان يعيش زمانكم الرديئ هذا، سوى التفريط بالأرض وانتهاك العرض، وها هي القدس وقد يأست من فحولتكم الزائفة. وها هي عصابات الإسلام السياسي ومليشياتها، التي طالما طبلتم وكبرتم ورقصتم عراة لها، تنتهك اعراض بني دينكم وتعيد مع سبايا نساءكم اسواق الرقيق وبيع العبيد.

لقد خرجت المرأة الكوردية بالأمس وتخرج اليوم وستخرج غداً لتريكم ما تجود بها سوح نضالها من بطولات وتضحيات تجعلكم وتجعل كل مريديكم من اشباه الرجال، وتجعل كل تخريجاتكم الفقهية وتصوراتكم البدائية حول المرأة وموقعها ودورها في المجتمع، فقاعات متطايرة في مهب رياح النضال التحرري الذي لم تشارك به المرأة جنباً إلى جنب مع اخيها ورفيقها وزوجها وصديقها فقط، بل وقادته ايضاً من خلال التخطيط والتنفيذ لعمليات قتالية بطولية جعلت العالم كله، حتى اعداء الكورد والحاقدين على ثورتهم التحررية على كل اراضي كوردستان شمالآ وجنوباً وشرقاً وغرباً، ينظرون إلى هذه المرأة بعين اوسع عشرات المرات من تلك العيون التي تداري خجلها وبؤسها وهي تنظر إلى وجوهكم الكالحة وما يرتسم عليها من اكاذيب وهرطقات وما تخبئ وراء تجاعيدها من تخلف فكري وانحطاط اجتماعي.

المرأة الكوردية التي سجلت في كوباني اليوم وعلى كل ارض كوردستان بالأمس وما ستسجله من مفاخر وبطولات غداً هي مفخرة الإنسانية المتطلعة إلى الغد الواعد المشرق بانوار التحرر والتضامن الأممي والفكر الثوري الذي جعل من هذه المرأة اهزوجة التاريخ في القرن الحادي والعشرين هذا. المرأة الكوردية التي يتغنى العالم اليوم ببطولاتها وتضحياتها ومساهماتها في الدفاع عن ارضها جعلت خنازير حظائركم، ممن تتوسلون بالدعاء لهم من فوق منابركم ليستمروا بهدر مال الرعية على استجداءكم، عراة امام شعوبهم، تلاحقهم اللعنات الأبدية كما تلاحقكم انتم ايضاً، وتلاحق كل ما سممتم به عقول الناس بدونية المرأة والإنتقاص من وجودها في المجتمع الذي لم يكن لكم اي مكان فيه دون وجودها.

المرأة الكوردية التي تجبركم اليوم، يا فقهاء السلاطين ومن يتبعكم من المغفلين، وتجبر كل ما اتيتم به من اكاذيب وما نشرتموه من افكار بدائية حولها ان تتوارون انتم واكاذيبكم هذه في مزبلة التاريخ البشري، حيث انه المكان اللائق بكم وبهرطقاتكم حول المرأة التي يجب ان تكفوا عنها بعد اليوم وتكفوا عن نشر تصوراتك البدائية القبيحة عنها، وتلجموا افواهكم من اللهج بدونيتها ونقصها، بعد ان اثبتت هذه المرأة سموها وعظمتها ومدى وعيها واهليتها للدفاع عن ارضها واهلها، وبعد ان انجزت ملاحم كوباني النسائية البطولية اروع واسمى ما حققته البشرية التقدمية في نضالها الأممي. فاكملت كوباني بنسائها ورجالها ملاحم ستالينغراد وامتدت لتعانق كومونة باريس واتنصارات الفيتكونغ. ولا غرابة في ذلك إذا ما ارتبط مثل هذا النضال بالفكر النيِّر والتوجه الوطني العميق الجذور والإنتماء القومي الإنساني والإصطفاف الأممي التقدمي.

 

فغضوا الطرف، بعد اليوم، حين تتحدثون عن المرأة يا اعداء المرأة. فليس لكم بعد اليوم من احقية بالحديث عنها طالما لم تتحمل عقولكم الجوفاء بعد بانها خير منكم واشجع منكم واوثق ارتباطاً بارضها منكم واكثر استعداداً للتضحية في سبيل ما تؤمن به، دون ان يكون للتبجح، الذي تمارسونه في مجمل تصرفاتكم، اي موضع لديها في مسيرة حياتها. وهذا ما اثبتته اليوم المرأة الكوردية في كوباني وما ستثبته الأيام التي ستُعَلِّم الدنيا كيف يطأطأ اعداء المرأة رؤوسهم لها.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.