اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

بغـــــداد // أديبة جلو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

بغـــــداد

أديبة جلو

 

سأبدأ بالأعتذار ان قبلت اعتذاري، واسكت منحنية امامك ان رفضت، فلقد ترددت كثيرا قبل ان احكي ، هل يمكن ان احكي بهمي لأرتاح ، ولكن سأؤلم امي ! أم اسكت فيقتلني همي ، كيف يكون اللقاء بعد طول الفراق ..؟ وكيف لكلمة سامحيني ان تلفظ من دون قرار وخجل . علميني .. علميني يا عارفة بما فينا وان غبنا عنك ، فانا قد أهواني حلمٌ ... فصار مرفاً أميناً لديار أفكاري الخائفة ، وصار الشاطئ أمنية صعبة المنال ... وما شعرت الا ونفسي تطير وتطير ، راحلةً عنك ، والحلم قد تمرد على الأرض بعد عراك طويل ... وحلقت .. في كل تحليقة كنتُ ارتفع بها ، كنت انفض عن ثوبي سنة . طرت كثيرا وفقدت من سنيني كثيرا ، وحينما شعرت بخطورة الحال وبساطة اكثر ، خفت على نفسي من فراقك ، فقررت الهبوط ، ولا أدري ... ان نزلتُ بلبلاً مسلوب الصوت ، بكم يشترونه الناس ..؟ لان ما يحاد هناك من يعرف الطرب ، وايّ بلبل يقاوم بصوته ترنيمة المزامير ، واية مزامير تتبارى في حضرة أصوات القنابل والصواريخ ، عيناك يا بغداد عيون امي .. ام انت كحل الأمهات ، تبكين عليّ وأبكي عليك ، وتنذرين ظفائر شيبك ، لخيط فجر ابتسم فيه .. فما اقسى البشر يا غالية . سأعود .. سأعود وأمضي ، مخلفة ورائي أسمي ، واحلى كلمة عرفتها وحفظتها ورافقت نموي ، حتى صارت اكبر من قلبي .. ماذا اقول .. وقد جفت دموع عيوني لهول ما رأيت ، وصعقت بفكرة ان عليّ أن أعطي .. أأعطيه النهرين الصافيين أم بابل عشتار .؟ أعطيه شلالات شمالنا العذبة ..؟ وهل سيرضى بتاج سمير شميرام ..؟ ترى ما قول سرّ  من رأى بهذا ..؟ وهل سترى نينوى ما فعلوا .؟ . يا ويلي بلادي العزيزة .. أأعطي ما جنيت من الثمار ، فأفرغ سلتي في فم وحشٍ ، لا يميز بين الحلو والمر ، هل أعطي هدايا مذ طفولتي حفظتها ، ام كتابا قرأت فيه ابسط كلمات العربية ( دار دور ) وهل اخلع عن ذهني ذكرياتي ن ا وان يطفىء قنديلاً ، انار لنا العتمة لندرس ، أو أن يسرق ثوباً ، خاطته لي جارتي لألبسه في العيد .. ماذا أعطيه يا أمي ..؟ أيه يا حسرتي على ماصار ويصير . صراخك صار كالدم المسفوك على غصن شبابي .. وا حسرتي على بلد الرشيد ، الذي ينادي من القبر .. كفى .. كفى ، لا تحرقوا بيوت الحكمة ، وا حسرتي على الشعراء ، وا حسرتي على ام تلد وتهب ، وتلد ويموت أولادها هكذا بلمح البصر ، وأيّ ألم يفيض بروحي حين اقول : خذي يا بغداد سنين عمري ، الذي لا فرح فيه من دونك هدية لصبرك ، وخذي ظفيرة شعري ، حزاماً لبندقية طفلٍ ، قتل الوحش أباه ، حين ذهب يشتري الخبز . سيبقى جرحي يا بغداد ينزف ما دام شهريار يبكي شهرزاد العليلة .. وما دامت دموع امي تنزل ، كلما حكت الحكاية من جديد . سأحمل حبك يا بغداد في القلب ، وسأضم الجرح وسط صبري ، وسأرفع رؤوس الصغار عالياً ، علىو علمنا المخضب بالدماء ، وسأقول لهم : لنا العراق برغم النفاق ، وسيتسع لنا الطريق مهما بعد ومهما ضاق ، وقوافلنا ستمضي برغم انوف العدا ، وسنهديه ما فينا من ارق وقلق . غنحب بعضنا أكثر مما فات .. حتى المسمات .

من ذا أصابك يا بغداد بالعين        ألم تكوني قديماً قرة العين

ألم يكن فيك ناسٌ كان مسكنهم       وكان قربهم زيناً من الزين

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.