اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الإجتثاث والإجتثاث المقابل مشروع الرفيق أنور الحمداني// محمد الجاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الإجتثاث والإجتثاث المقابل مشروع الرفيق أنور الحمداني

محمد الجاسم

ألمانيا

 

 


في أواسط التسعينات من القرن المنصرم إشتغلت مشرفاً لغوياً في إذاعة صوت الجماهير في بغداد ثم طردت من العمل بسبب عدم إنتسابي الى حزب السلطة في ذلك الوقت.. وأثناء وجودي في الإذاعة تم إختبار مجموعة من الشباب المتقدمين للعمل كمذيعين ومقدمي برامج وكان من بين الذين إجتازوا الإختبار بنجاح الصديق الإعلامي المتألق الحالي المهلهل حميد.. ومقدم البرامج السابق في قناة السومرية الصديق وليد منعم وثالثهم شاب طويل القامة يمشي الهوينى بسبب قصر في ساقه اليسرى وضمور في ساعده الأيسر، كان يدخل للإذاعة يومياً صيفاً وشتاءً مرتدياً إما القاط وربطة العنق وإما البدلة الزيتوني التي كانت تميز الرفاق البعثيين آنذاك وفي كلتا الحالتين يحمل حقيبة دبلوماسية سوداء وهو لما يزل طالباً جامعياً.. وكأن الشاب لايريد أن يتعايش مع حالته الخَلْقية فبدا شعوره بالنقص واضحاً عليه. وبسبب نشاطه الحزبي في الإذاعة وإندفاعه في الإندماج في الوسط الإعلامي للطغمة البعثية الحاكمة، وربما ساعدته درجته الحزبية فيما بعد، إنتقل الى تلفزيون الشباب الذي يشرف عليه المقبور عدي ابن الطاغية.. فيبدع من تلك الشاشة القميئة في تمجيد الطاغية وتفعيل آلته الدعائية. إنه الإعلامي أنور الحمداني.

منذ ذلك الوقت والى يومنا هذا لم يعرف أحد من هو هذا الرجل بالضبط.. ومن أية عشيرة عراقية ومن هي عائلته.. ومن أية محافظة هو رغم أنه من سكنة بغداد.. وهل هو عراقي قبل كل شيء..؟ كتب عنه الشيء الكثير لغير صالح سمعته الوطنية وتعاونه مع مخابرات النظام السابق وتدربه على أيدي أزلام صدام.. لكن كل تلك التفاصيل لم يقم عليها دليل فبقيت تمثل وجهة نظر كاتبيها.

في كل حلقة من حلقات برنامجه اليومي (الساعة التاسعة) من قناة البغدادية، وفي مناسبة وفي غيرها يكرر عشرات المرات كلمة (إحنه عراقيين) و(آني عراقي) و (أنت مو عراقي؟؟) .. وكأن حلقة (عراقية) هاربة من سلسلة تكوينه الشخصي يحاول الإمساك بها ولو على الهواء.. دون جدوى.

منذ أمد بعيد وأنا مستاء من الأداء التخريبي للإعلامي أنور الحمداني في تجييش عواطف الشباب من المتظاهرين من أجل حقوقهم المشروعة وتحريضه بعض الشبان الذين يستضيفهم بصفة (ناشط مدني) أو(أحد المتظاهرين) أو(منسق) ودفعهم الى حرف مسار التظاهرات من جانب المطالبة الحقة بالحقوق والخدمات ومحاربة الفساد المالي والإداري الى جانب التسقيط الفردي للشخصيات السياسية والتنفيذية في العراق ثم بالأثناء في تعليقاته التهريجية الكوميدية فإنه يستخدم عبارات التسقيط الجمعي للعملية السياسية في العراق.. لا لسواد عيون الشعب وإنما لإضفاء صبغة اللاشرعية على النظام السياسي الحالي في العراق وتجريده من قواعده الجماهيرية التي إنتخبته.. أما حواراته السياسية وإستضافاته لمسؤولين وسياسيين فإنه يستدرجهم ليسقط أحدهم الآخر في نظر الجمهور في إتهامات جزافية خارجة عن اللياقة والقانون ويستخدم فيها إسلوبه الخالي من الأدب والإحترام.. ويحاول متعمداً إثارة ضيوفه في برنامجه الحواري كي يوصلهم لحالة التهجم على العملية السياسية ورجالها الذين انتخبهم الشعب.. وتوجيه التهديدات للمسؤولين ورؤساء السلطات العليا في البلاد بلغة تهكمية خالية من أبسط وسائل اللياقة الأدبية.. وقد تعرض بالفعل لعدد من المرات الى إزدراء وإهانة من ضيوفه وبعضهم لم يستمر في إكمال حلقة الى آخرها. وقد أخبرت أحدى الشخصيات الرفيعة في قناة البغدادية في لقاء شخصي معه بهذا المضمون.. لكنه اليوم في برنامج الساعة التاسعة الذي تخللته إنشودة (هلهولة للشعب الصامد) التي تحاكي دون خجل وضمير إنشودة زمن الطاغية (هلهولة للبعث الصامد) ظهر على كامل حقيقته ونزوعه للإنتصاف لحزبه المباد من حزب الدعوة الذي يعتقد هو بأنه المسؤول عن إجتثاث البعث.. فطالب اليوم على الهواء بإجتثاث حزب الدعوة من العراق.. غريمهم التأريخي الذين أعدموا من جماهيره الآلاف من أبناء هذا الشعب المبتلى بظلمهم الجائر وآلاف غيرهم من اقاربهم حتى الدرجة الرابعة.. لقد إستطاع هذا القرقوز أن يستقطب جمهوراً واسعاً من المواطنين وجرهم الى ساحة الإحتراب مع دولتهم التي تريد منهم عملاً وإنتماءً ونقداً موضوعياً وتظاهرات سلمية حضارية لتحقيق العدالة والتنمية التي يستحقونها دون أن يصلوا الى مرحلة اليأس والحرابة مع النظام السياسي الحالي الذي جاء على أعقاب سقوط الديكتاتورية في العراق والتي يسعى الى عودة مجدها أنور الحمداني بفكرته العضباء.. (إجتثاث حزب الدعوة).. وقد خانته قناعاته المريضة في أن الدعوة حزب من عرض الأحزاب الموجودة في الساحة.. له ما له من تأريخ جهادي عريق.. وعليه ماعليه من سوء إستخدام السلطة وفشل قادته السابقين في وضع العراق على سكة التقدم والتنمية والأمان.. لكن العداء الصدامي الدفين لهذا الحزب ولباقي الأحزاب الإسلامية والليبرالية قد قفز من صدر أنور الحمداني الى شاشة البغدادية ليطالب على الهواء بإجتثاثه.. ثم يكرر في هذه الحلقة النارية " أن الشعب ثائر ضد جميع الأحزاب من فوق الى تحت ".. في حين ان التظاهرات خرجت للمطالبة بالإصلاح وليست ضد الدولة وليست ضد الأحزاب لأن الأحزاب هي أيضاً نسيج شعب ولهم مريدون سياسيون وعقائديون لايستطيع أنور الحمداني أن يلقي بهم على قارعة الإلغاء ولم يخجل من الكذب على الشعب كعادته في كل حلقة فيفتري على الحكومة ويقول :" لانريد كلاماً فقط.. أين إجراءاتكم في خفض رواتب البرلمانيين.. اليوم إستلموا رواتبهم كاملة ".. في حين يعلم الشعب العراقي من خلال القنوات الرسمية خبر رواتب البرلمانيين سيكون التسليم يوم 28 من الشهر الحالي مخفضاً بنسبة خمس وأربعين بالمائة.

ورب قول أنفذ من صول.

 

ناصرية دورتموند ـ ألمانيا

20/8/2015

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.