اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

أي نظام سياسي ينقذ ما تبقى منا؟// علي بداي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

أي نظام سياسي ينقذ ما تبقى منا؟

علي بداي

 

سواء أثمرت الثورة العراقية الحالية عن تغيير جذري في نظام الحكم أو أنها خفتت بفعل فقدان الزخم والقيادة، أو أنها إقتنعت مؤقتاً بمشروع ترقيع خيمة العملية السياسية المهلهلة بانتظار فرصة تالية، في كل الأحوال هناك فعلان لاشك بتحققهما: أولهما أن مشروع الاسلام السياسي الطائفي في العراق قد سقط سقوطاً فضائحياً لا مثيل له وثانيهما حيوية وطاقة جيل الشباب الجديد الذي فاجأ الجميع ! .. سقط ولكنه لم يمت للآن ..ولربما طالت الفترة بين سقوطه وموته..

سقط هذا المشروع التخريبي الذي إستمات في رسم صورة مشوهة لأقلية سنية كانت تضطهد أكثرية شيعية، والذي تستر خلف مبدأ المظلومية الطائفية والقومية .سقط بعد ان كشف الناس البسطاء بتجربتهم اليومية زيفه وخساسته وهو يمضي ساحقاً على أجساد وأرواح ملايين الفقراء الأحياء والأموات ليبدأ بإسم فقرهم مشروع بناء دولة اللصوص المتشاركين بالنيابة والحكومة على حد سواء، والمدجيين بجيش من الحمايات الشخصية لكي يشعروا بانهم في مأمن من الغضب .

لم يعد الأمر الآن قابلاً للتأجيل، ولا التغطية فكل أطراف الأسلام السياسي وأحزاب المحاصصة وكل المرجعيات الدينية والسياسية التي دعمت هذه الأحزاب مسؤولة عما حدث، فالأنفجار الشعبي الحالي المستمر لم يحدث الا بعد أكثر من عقد من سحق الوطن والمواطن الذي قوبل بصمت أطراف العملية السياسية ومرجعياتها المطبق.

12 والبلاد تنهب بشراهة أهل العمائم المعروفة وتتمزق والميزانيات تتطاير في الفضاء والمرجعيات الدينية ترسم كلمات لا ضفاف لها كالاصلاح و "الخدمات" وكأن المسؤولين ليسوا من لصوص أحزاب الدين الذين سوّقتهم المرجعيات على البسطاء تحت مسميات "البيت الشيعي" و" بيعة الغدير" و"إعادة تصحيح التاريخ" في أكثر من دورة إنتخابية!

12 سنة والبلاد تذوي وتجف ومياه الأنهر والروافد القادمة من الشقيقة الشيعية الكبرى إيران تقطع، ومياه البزل المالحة القادمة من الشقيقة الشيعية إيران تحول الى البصرة وشط العرب والمرجعيات الطائفية لا شأن لها بذلك !

12 سنة ومناصب وزارة الدفاع تباع بيعاً والقائد العام للقوات المسلحة غير مهتم الا بقيادة قطيع من حماياته وضباطه فهل كان ذلك خافياً على أحد؟

12 سنة والبلاد يتفاسمها مسؤولو الاحزاب الدينية وبنوهم وأعمامهم وأولاد أعمامهم وأبناء خالاتهم وبنات عمات خالاتهم حتى وصل الأمر الى يتولى شؤون الوزارات اشباه أميين والمرجعيات لا علاقة لها بالأمر فللبلاد رب يسيّرها

12 سنة والتعليم يتراجع والآلاف يتسربون من مدارسهم والمرجعيات لا تفكر بحل الا مدارس الوقف الشيعي والسني التي تجاوز تمويلها المليار ونصف في العام والتي ستأخذ الفاشلين لأحضانها فتعدهم كتكنوقراط شيعي وسني إنتهازي لا مثيل له!

12 سنة والصناعة والزراعة العراقيتين على فراش الموت دون أن تستحقان لفتة من المرجعيات طالما كانت مصانع ومزارع إيران وتركيا موجودة وصادراتها  الى العراقيين تتضاعف كل عام !

12 سنة والاسلام السياسي ومرجعياته تدوس على أمعاء العراقيين وحين هب الموجوع منتفضاً بدأت المرجعيات بمحاولة اللحاق بالشعب الراكض باتجاه ساحات المدن وتخفيف الضغط على أمعاء العراقي المسكين فهو قد عانى الكثير... ياربي كم أنتم غيارى على هذا العراقي!

12 سنة ومليشيات الاسلام السياسي تكبر حتى إبتلعت الدولة كلها ..

12 سنة وداعش تنحت بيتها بصبر وتحت نور الشمس في الموصل وغير الموصل والأمر لا يستحق من الحكومة وبرلمانها التفاته ..فما يجري يجري هناك ..حيث لايسكن "أتباع أهل البيت"!

لقد سقطت أحزاب الأسلام السياسي وخرجت نظرياً من الساحة السياسية بسمعة مشينة وبعد أن هتف الملايين: باسم الدين باكونه الحرامية. سقط مشروع دولة الملفات المشروطة، صمتك مقابل صمتي، ووساختك مقابل وساختي، سقط ولكنه لم يمت للآن ..ولربما طالت الفترة بين سقوطه وموته..

ولكن الآن وبعد أن أدركت الملايين عمق المسافة التي وصلتها سائرة ببطئ الى أعماق النفق المظلم ، الآن يجدر بنا أن نتسائل عن الخطوة القادمة ؟ لنفترض أن العراقيين قد أفلحوا بالخروج من النفق وتمكنوا من جر اللصوص الى الصراع العلني تحت الشمس مكشوفين كما هم وهزموهم، ماالنظام الذي سينقذنا؟ هل ستنفع إنتخابات قادمة واللصوص قد ملكوا نصف الدنيا وإمتلكوا القدرة على إرشاء نصف المجتمع؟

كلا.. مشكلتنا أعقد بكثير من مسألة إنتخابات!

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.