اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الحزب الإسلامي العراقي .. مأزق أم امتحان؟// ياسين طه العمر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الحزب الإسلامي العراقي .. مأزق أم امتحان؟

ياسين طه العمر

 

توقفت لحظات طويلة قبل البدء بهذا المقال عند صورة اياد السامرائي (69 عاماً) مع سليم الجبوري (44 عاماً) عقب اعلان فوز الأول بالأمانة العامة للحزب الإسلامي العراقي قبل أيام قليلة .

 

تُفهم الصورة من اكثر من زاوية، فكما اعتبرها المؤيدون دليل ارتباط وتكاتف وتلاحم ، نظر لها آخرون على إنها صورة للصراع بين الجيل القديم والجديد، القيادة التاريخية والحديثة، فكر التأسيس والمشروع الناضج .

 

الحزب الإسلامي المثير للجدل على الدوام، يعود من جديد للواجهة بنقاش وحوار طويل حول وضعه الراهن، والاختلاف في التقييم بين (المأزق) و(الامتحان) ، أو (الصراع) و(التناغم) .

 

ولكن الصورة ذاتها لن تفهم إلا إذا وضعت في اطارها الصحيح، فالحزب الإسلامي العراقي (تأسس 1960) يتمتع بتاريخ حافل وطويل، وتحولات متباينة، ومثيرة للانتباه ... وتحتاج إلى مزيد من التأمل .

 

بالمحصلة النهائية، لم يكن هناك على الساحة السنّية حزب استطاع الصمود والاستمرار وتلقي الصدمات مثله، وهذا ليس مدحا، وانما استقراء مطروح للنقاش.

 

نعم،  كانت هناك كبوات، وإخفاقات لا تنكر في مسيرة الحزب، وأولها عملية التنصل السهل من الانتماء له، وعلى مستوى القيادات، كما فعل حاجم الحسني، وعلي بابان، وطارق الهاشمي الذي مثل خروجه اكبر انشقاق في تاريخ الحزب، فكيف يتمثل القدوة للجمهور والقيادات تتنكر له ببرود؟! مثلما وصمت مسيرته بالكثير من النعوت عبر الاعلام الموجه، حتى اضطربت عنه الصورة بشكل تام

 

يسجل على الحزب الإسلامي كذلك، التردد، وعدم الوضوح في الكثير من المواقف، هو ظل متكتماً مثلاً على موقفه من الارهاب خشية الاستهداف، ولما وجد أن ذلك لم ينفعه بدليل قتل العشرات من قياداته على يد تنظيم القاعدة، بدأ بالالماح على استحياء، وصولاً إلى التحديد التام وإن كان متأخراً بعض الشيء.

 

كما إن عدم حسمه موقفه من التحالفات الدولية والعربية جعلته يخسر الكثير، وحتى تركيا لا تزال مرتبة العلاقة لم ترتقي من (الصداقة) إلى (التحالف) ، مما يستلزم اعادة النظر في الأقدام أين توضع بين واشنطن والرياض واسطنبول وطهران.

 

ولكن بالمقابل، لا تنكر قدرة الحزب على التكيف مع الأحداث والظروف، فبعد العزلة القسرية التي فرضت عليها بتأثير خليجي دولي، ومنعه من دخول القائمة العراقية التي جمعت بقيادة علاوي معظم الكتل السنّية، تمكن من تأسيس تحالف الوسط البرلماني، ومن ثم استطاع كسر الحاجز للدخول إلى العراقية، وأسس تجمع عمل، وحصد مناصب عدة ببراعة سياسية أكثر منها مكاسب انتخابية .

 

واليوم ومع النجاحات التي بدأ شخوص الحزب يحققونها (سليم الجبوري، صهيب الراوي، محمد إقبال) كانت الأعين تترقب ماذا سيحصل في الانتخابات الداخلية للحزب، ولا ينكر أن هناك توجهاً بدا واضحا نحو التغيير، فنحن لو قارنا خطاب السامرائي (الذي يوصف بالتوافق والحكمة) مع خطاب الجبوري (الجيل الجديد) لوجدنا ثمة انفتاحاً اكبر، ومرونة أوسع .. ولو قيم الخطابين لوجدنا فيهما اختلافا واضحا.

 

 ولا يفهم من ذلك التقاطع بالضرورة، فالسامرائي هو ذاته، كتب في 22 من تشرين الأول من العام الماضي، مقالاً صريحاً عنونه (بعد عام من الانجاز ... يحق لنا ان نفخر) وفيه سرد مدحاً واضحاً بالشخصيات الثلاثة، مما فهم ربما على إنه تمهيد للتغيير .

 

كيف نستجمع إذن كل تلك النقاط، الحقيقة يبدو أن ما حصل في الانتخابات الاخيرة للحزب الإسلامي أكد على قابليته لتطويع هيكليته وعمله بحسب الظروف المتاحة .

 

 هو عبر عن التدرج في التغيير، دون رفضه بالمجمل، فقيادة الحزب ومن تدرك جلياً أن الساحة العراقية تقتص بتأثيرات خارجية من كل شخصية بارزة، فالتصفيات والملاحقات تنهي حلم أو مستقبل كل زعيم سنّي عامة، وإسلامي خاصة، حتى وجدنا أن المطلك والنجيفي وهما من أصحاب العلاقات والتنازلات والصفقات تم اقصاءهم مؤخراً !.

 

مثلما أن التشكيلة الجديدة للحزب امتزجت فيها الخبرات، والأجيال، بين التأسيس والتاريخ، وبين الانبعاث والخط الثاني، وبين المهني التقليدي والميداني الجريء، مما يمنح الفرصة لو أحسن استخدامه في احداث اداء يلقى القبول.

 

حين شد اياد السامرائي يده على يد سليم الجبوري في الصورة ذاتها ومنحه حضنا أبويا، كان يتواصى به ويعاهده في ذات الوقت ..

 

 الحزب الإسلامي إذن أمام امتحان وليس مأزق كما يكتب البعض، ولا مجال أمامه الا النجاح في ظل ما يموج به العالم من متغيرات ..

 

 والعبرة ليست في اجراء المؤتمر العام أو عدمه، أو صعود الجبوري أو لا للمنصب الأول، وإنما العبرة بالمضي في مشروعه السياسي، والاستفادة من الفرص التي تلوح اليوم واولها التحالف الإسلامي، والتوجه الأمريكي لدعم سنة العراق . وحتى تحقيق ذلك، وربما بعده، سيبقى هذا العنوان الاسلامي مثيراً للجدل بما لم يحظى به أي تشكيل سياسي عراقي خاض هذا المعترك الصعب ..بأداء صعب المراس للبعض والفهم للبعض الآخر.

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.