اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الأنسان في ذكرى أعلان حقوقه// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الأنسان في ذكرى أعلان حقوقه

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  /12/2016

 

الانسان هذا الكائن الحي الذي كرمه الله عز وجل وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً ونفخ فيه من روحه ونصبه خليفة له في الارض للأعمار ونشر الخير والعدل ونبذ العنف والقتل والطغيان, يمر هذا الكائن في هذه الايام بالذكرى (الثامنة والستون) للاعلان العالمي لحقوق الانسان في (10/12/1948) الذي جاء تلبية لحاجات تلك المرحلة الى تثبيت حقوق الانسان بعد تجاوز مرحلة صعبة للغاية وسيئة في العلاقات الدولية حيث انتهت الحرب العالمية الثانية الذي ذهب ضحيتها الملايين وخسر العالم الثروات الكبيرة ناهيك عن تداعياتها على البيئة والصناعة والزراعة بالاضافة الى الخوف والقلق من تكرار نفس المأساة وان الاعلان جاء ضرورة ملحة حيث نصت في موادها على ماكان يعانيه الانسان في ذلك الوقت من ضياع لحقوقه الاساسية في الحياة ولكن الاعلان يفتقد الى صفة الالزام بين الدول وان الالتزام بمبادئه تنطلق من احترام هذه الكيانات للانسان املاً في وضع نهاية لمأساته وحداً لنداءاته بالاغاثه وتقديم المعونة وحمايته من بطش غيره لينعم بحياته ويعيش آمناً على ارضه دون فزع وأرهاب, وتوالت بعد هذا الاعلان العالمي اعلانات اخرى اقليمية مثل (الامريكي والاوروبي والافريقي والعربي) للتأكيد على ضرورة احترام حقوقه وان كل المواثيق الدولية والدساتير في الدول نصت على ضرورة حماية الانسان وحقوقه وحاربت الاكراه والتعذيب والحجز غير القانوني وتشكلت منظمات دولية واقليمية لمكافحة الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان واصدار التقارير الدورية عن الموضوع ذاته ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل استطاعت هذه الاعلانات طيلة السنوات السابقة ان تحقق اهدافها وتحمي الانسان وتحافظ على حقوقه المشروعة؟!

فأن المتتبع لأحوال العالم وما يوجد فيها من قتل ودمار وهجرات و نزوح او امتلاء السجون والمعتقلات يكون جوابه بالنفي القاطع حيث ان الاعلانات باتت جزءاً من الماضي واوراقاً أجتمع عليها الغبار وغطتها على رفوف المؤسسات كما تغطي الثلوج قمم جبال الهملايا والقطبين الشمالي والجنوبي المستمر طوال ايام السنة وانها لم تستطيع الحد من :-

-    قيام الحروب والنزاعات: فمنذ القدم الناس يتأرجحون بين الخصام والوئام ويشقون بالحروب مرة ويسعدون بالسلام تارة ولم تقدر العلاقات الاجتماعية وحسن الجوار وتبادل المصالح والمنافع وكذلك دعوات الفلاسفة والاديان ان تجنب الانسان من غريزة السيطرة والمقاتلة ولازالت الدماء تراق والارواح تزهق والحروب مستمرة بتدميرها وتخريبها وان العجب في الانسان كلما نضج عقله وسما فكره ابدع وأفتن في وسائل الحروب للقضاء على خصمه من بني جنسه, فبعد ان كان العصا والحجر تستعمل تطور الى الرمح والسيف ومنه الى البندقية والمدافع والى الاسلحة الكيمياوية والقنبلة الذرية ولايعلم الا الله ما وراء الغيب من ما قد تخترع في المستقبل وان الانسان كان وقود هذه الحروب والصراعات وزيتها وتفنن في اساليب القتل والتعذيب وقامت حروب دامية بين البلدان انتهكت الحقوق وسلبت الحريات امام انظار العالم والمنظمة الدولية (الامم المتحدة) رغم النداءات وبيانات الاستنكار بضرورة حماية حقوق الانسان .

-    الصراعات الداخلية: الصراع ظاهرة اجتماعية تعكس حالة عدم التوافق بين رغبتين او ارادتين واكثر والصراع الدولي تعني تعارض المصالح واختلاف القيم بين مجموعة بشرية واخرى وخلال فترة الحرب الباردة بين المعسكر الغربي والشرقي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي السابق التي استمرت لحوالي نصف القرن، نشبت صراعات داخلية عديدة أي داخل الدولة الواحدة ولكن لوجود مفاهيم سياسية مثل السيادة الوطنية ومبدأ عدم التدخل في شؤون الدول وحماية المصالح الدولية كانت هذه النزاعات على حساب الشعب المغلوب على امره وان الدولة الامنة لم تكن تعني الامان لافراد شعبه بل ان الدولة نفسها كانت تهديداً لأمن الشعب وتفعل السلطة السياسية في تلك الدولة ما تشاء ضد كل من يخالف سياستها او يطالب بحقوقه بين القتل والابادة الجماعية واستخدام الاسلحة المحرمة دولياً وايواءهم في معسكرات وتجمعات سكنية عنوة ووضع القيود على حركتهم والشعب الكوردستاني في العراق مثالاً حياً كضحيلهذه السياسات خاصة خلال العقد السادس والثامن والتاسع من القرن العشرين، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام (1990) وتفرد امريكا بقيادة العالم ظهرت مفاهيم جديدة في العلاقات الدولية منها مبدأ التدخل الانساني والعولمة وحماية الشعوب المضطهدة بذلك قلصت دور السيادة الوطنية وفتحت الحدود امام المنظمات الدولية و لكن هذا لايعني بان الانسان كان محمي الحقوق ومصان الحرية وينعم بحياته بل ازداد سوءاً خاصة عندما كان النظام السياسي للدولة يشكل تهديداً لأمن العالم وسلمه فكان الشعب ضحية لعقوبات المجتمع الدولي واجراءاته بين العمل العسكري والحصار الاقتصادي وتقيد حركة الافراد ولنا امثلة عديدة كالعراق وسوريا واليمن ... الخ .

-    السجون والمعتقلات: تشير الاحصائيات الصادرة عن مراكز الاعلام والمنظمات الدولية الى ان اعداد المساجين والمعتقلين يزداد يوماً بعد آخر وذلك بدوافع سياسية وعرقية وطائفية وقومية أي دون وجه قانوني أو قرار قضائي والجدير بالذكر ان الانظمة السياسية الطاغية على رقاب الشعب كثيراً ما تشرع قوانين خاصة به للانتقام والثأر من خصومه السياسية وكل من يخالف رأيه وتمارس في هذه المعتقلات اشد انواع التعذيب والعنف والممارسات الشنيعة التي تشمئز منه الضمير الانساني وكان ولايزال هذه السجون مكاناً لأرهاب الانسان وتحيده عن طريقه في نيل حقوقه وغالباً ما تنتهي الى حبال المشنقة والتصفيات الجسدية ويكون هذه السجون بعيداً عن متناول المنظمات الدولية المعنية بحقوق السجناء وان وجدت فيكون قليلاً .

-    الهجرة والنزوح كنتيجة حتمية للحروب والصراعات باتت الهجرة والنزوح من سمات هذا العصر بل وظاهرة عالمية على الرغم من اثارها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ففي ظلها يضطر الانسان ان يترك ارضه ووطنه ويقبل العيش في اسؤ الظروف الحياتية واصعبها في المخيمات والمعسكرات ينتظر لقمة العيش يرمى له لأنقاذه من الموت المحتوم وذهب الكثير ضحية بين القتل والغرق وقبول الاهانات والممارسات اللانسانية في سبيل الوصول الى مناطق امنة وان اعدادهم في زيادة مستمرة هرباً من يطش بني جنسه .

كل هذه الاشارات تدلنا بوضوح على عدم قدرة الاعلان العالمي لحقوق الانسان من ايقاف او الحد من الانتهاكات المستمرة لحقوق اكرم مخلوق على وجه البسيطة وان المجتمع الدولي بكياناته ومنظماته مسؤول عن ما يشهده العالم حتى يومنا هذا فما زالت الحروب مستمرة وقتل الاطفال والنساء وهدم المدن واللجوء والنزوح مشاهد يومية يعيشها وتنزف الدموع من العيون وترهق القلوب وان هذه الاعلانات باتت وسائل وادوات في ايدي الدول لتحقيق مصالحها وتأمينها دون المبالات بحياة الابرياء العزل وان كل الحقوق المنصوص عليها في هذا الاعلان تنتهك وان كان بشكل نسبي والجميع يتحمل المسؤولية ايضاً بشكل نسبي ... لذا نشيد بالمجتمع الدولي وهو مطالب بمراجعة آلياته في حماية الانسان وحقوقه في الارجاء المعمورة واعادة تشريع القوانين واصدار القرارات الملزمة للاشخاص القانون الدولي بضرورة الاستجابة وان الموجود منها باتت دون جدوى ونفع والا سيكون الاتي من الحروب والدمار والانتهاكات اكثر وعلاجها صعباً وسط مصالح الدول في تأمين مصادر الطاقة وبسط النفوذ وربما نكون على ابواب حرب عالمية ثالثة تأكل الاخضر واليابس اعاذنا الله من ويلاتها وشرورها لأننا اكثر الناس احساساً بها لما لاقيناه على مر التاريخ .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.