رجل المهام المنجزة// نبيلة الشلي

تقييم المستخدم:

/ 0

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 24 تشرين1/أكتوير 2023 20:10

كتب بواسطة: نبيلة الشلي

الزيارات: 951

نبيلة الشلي

رجل المهام المنجزة

نبيلة الشلي

يحكى انه في بلاد بعيدة، عاش رجل قرر أن يطلق على نفسه اسم رجل المهمات المنجزة، وان يأتيه سكان القرية يقضي لهم المهام التي يريدونها مقابل مبلغ يسمونه له... و مهما كانت هاته المهمة او كان نوعها ، فإنه ملتزم بأدائها وانجازها. وافق سكان القرية شريطة أن يشاوروا رئيس القرية في الأمر.

رئيس القرية هذا كان رجلا حكيما ، فاشترط على رجل المهام المنجزة انه سوف يضع صخرة عند سفح الجبل وفي كل اسبوع عليه دفعها نحو القمة. كلما أنجز مهمة سقط عن الصخرة جزء منها ، حتى اذا أنجز جميع المهام التي تعهد بأدائها ... وصل إلى قمة الجبل خالي الوفاض وحصل على كنز عظيم هو لقاء جهده في إنجاز جميع المهام الموكلة إليه.

وافق الرجل وبدأ باستلام المهام وكان كلما أستلم مهمة وانقضى وقتها، سواء أنجزها أم لم ينجزها ذهب لحمل الصخرة ودفعها في الطريق نحو قمة الجبل.

و لكم ان تتخيلوا أن الأمر لم يكن سهلا على هذا الرجل، وأنه في كثير من الأحيان حين كان يتأخر عن إنجاز مهاماته وتصبح الصخرة أكبر حجما واثقل وزنا، يندم لأنه اقترح هذا الاقتراح من الأصل ...

.... حين كان يتأخر عن إنجاز مهاماته، وتصبح الصخرة أكبر حجما واثقل وزنا، يندم لأنه اقترح هذا الاقتراح من الأصل.

وهنا... في لحظات الحزن والندم واليأس الشديد، كان ياتيه رئيس القرية الرجل الحكيم ويذكره قائلا له: " تذكر الكنز الذي ينتظرك في قمة الجبل".

هاته الجملة كان لها دائما رنين قوي وشديد وفعال في عقل الرجل و في في عزيمته، فيبدأ في منتهىأ يتثاقل مرة أخرى ويتقاعس عن الانتباه للوقت المحدد وإنجاز المهمة فيزداد وزن الصخرة من جديد. وحكيم القرية لا يدعه ابدا، وفي في كل مرة يأتيه ويقول له : "تذكر الكنز في قمة الجبل".

هاته الجملة كانت كافية لتحفيز الرجل لدفع الصخرة من جديد واستلام المزيد من المهام.

ولكم أن تتخيلوا النهاية: طبعا لقد وصل إلى القمة، وطبعا لقد كسب الكنز. كان الكنز مقدار كبيرا من الأموال يوافق ويعادل الجهد المبدول والمبلغ المتفق عليه في كل مهمة. ولكن الاهم بالنسبة للرجل، و هو ينزل من قمة الجبل وكنزه بيديه... وهو يمر في الطريق بالمهمة التي أنجزها للشخص الفلاني، والمهمة التي أداها للشخص الفلاني، والخدمة التي قدمها للشخص الفلاني، والعمل الذي قام به من أجل الشخص الفلاني... كانت في كل مرة تزداد سعادته.

وفي نهاية الطريق وهو متجه إلى منزله التقى به رئيس القرية وقال له: " هنيئا عليك صبرك هنيئا عليك كنزك"، فرد عليه الرجل، رجل المهام المنجزة،، قال له: " صحيح قد صبرت، وانا جد شاكر لمساعدتك وتحفيزك القوي لي في كل لحظات الضعف واليأس التي كانت تنتابني... وصحيح اني كسبت هذا الكنز وهذه الثروة بعرق جبيني وبصبري وتحملي، وسوف تنفعني كثيرافي العديد من المهام والمشاريع والانجازات التي سوف احققها... ولكن اتعرف لقد شعرت اني حصلت على ضعف المبلغ الذي اتفقت عليه مع سكان القرية. فقال الحكيم وهو يبتسم ابتسامة خبير: " لماذا تقول انك حصلت على الضعف؟؟؟ هل وجدت قطعا إضافية في الصندوق ؟؟"، رد عليه رجل المهام المنجزة: " لا يا سيدي القطع كما اتفقنا عليها مع السكان، ولكنني مع ذلك عندي قيمة مضافة وهي السعادة التي أشعر بهاالان في داخلي.