ومن أجمل ما قرأت (النص الخامس والأربعين بتصرف)// د. سمير محمد ايوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 05 آذار/مارس 2018 06:31

كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب

الزيارات: 2857

الموقع الفرعي للكاتب

ومن أجمل ما قرأت (النص الخامس والأربعين بتصرف)

الدكتور سمير محمد ايوب

الاردن

ألمرحلة ألملكية

هنالك مرحله في الحياه، عندما تصل إليها، لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاشٍ، أو جدالٍ عقيمٍ، أو سفسطة لا طائلَ من ورائها.

ولو خضت فيه أو فيها، لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك، او يناكفك، او يقاهرك، بأنه مخطئ.

فلسانُ حالك آنذاك، كأنما يقول له: إذهب أنت وحدك وأفكارك وترهاتك، إلى الجحيم أو إلى أي مكان آخر، تسعى بك قدماك إليه.

لو كذب عليك أحدهم، ستتركه يكذب عليك. وبدل أن تُشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب، مع أنك تعرف ألحقيقه.

ستدركين وتدرك، بأنك لن تستطيع إصلاح ألكون. وأن الجاهل سيظل على حاله مهما إدعى من ثقافة، وأن الغبي سيظل غبياً.

سترمي بكل مشاكلك وهمومك، والأشياء التي تضايقك وراء ظهرك، وستكمل حياتك. أي نعم، ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر. ولكن، لا تقلق، سرعان ما ترجع الى لمرحلة الملكية مرة اخرى.

ستمشي في الشارع ملكا، مبتسما إبتسامةً ساخرة، وأنت ترى ألناس، تَتَلوَّنُ وتَتصارع وتَخدع بعضَها، من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها.

ستعرف جيدا أن فرح أليوم لا يدوم. وقد يكون مقدمة لحزنِ الغد، والعكس.

سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر، وستزداد يقينا بأن الخيرة فيما إختاره الله لك.

إذا وصلتَ يوما إلى تلك المرحلة، لا تُحاول أن تُغيِّرَ من نفسك . فأنت حينها في المرحلة الملكية من العمر. قد أصبحت ملكا على نفسك، واعيا جدا ، ومطمئنا من داخلك.

(شكرا احمد حاجبي)

الأردن – 3/3/2018

• < السابق
• التالي >