اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

سفرتي الى إيران – 1- أهداف تحققت وأخرى لم تتحقق وتطور المدن والنقل// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

سفرتي الى إيران – 1- أهداف تحققت وأخرى لم تتحقق وتطور المدن والنقل

صائب خليل

22 ك1 2023

 

في منتصف شهر ت2 سافرت الى ايران لغرض زراعة اسنان لي، تخلصا من الكلفة الخيالية لها في هولندا حيث أعيش. وكان هناك مرشحان: تركيا وإيران. الأسعار كانت متقاربة وربما لصالح تركيا قليلا كما ان تركيا هي الأقرب (نصف الطريق) ولدي فيها العديد من الأصدقاء، فيما لم يكن لدي في ايران أي معارف في تلك اللحظة.

رغم ذلك اخترت ايران، ولعدة أسباب. واحد منها شخصي، حيث اني زرتها في رحلة هجرتي وبقيت فيها لأكثر من عام واشتقت ان أشاهد ما حصل من تغير وتطور على المناطق التي احببتها، وكذلك التحولات الكبيرة التي سمعت عنها في هياكل البنية التحتية الإيرانية.

اردت أيضا البحث عن نتائج تجربة ايران في تطبيق الاقتصاد الإسلامي ومشاهدة تحولات المجتمع.

لكن اهم من كل ذلك اني كنت احمل مشروعا فنيا – علميا لنصب كنت آمل منه ان يكون نصبا خاصا مميزا للشهيدين، ورمزا يجمع الجارين: العراق وإيران. وقد بذلت من اجل ذلك وقتا طويلا جدا قبل السفر، ولما وجدت في البحث أنه لم يكن موجودا في أي مكان في العالم، طلبت براءة اختراع للطريقة في إنجازه، ما تزال قيد الدرس في بريطانيا.

 

للأسف، فأن هذا المشروع الأخير لم يحظ بتقدير كاف من قبل الجهات التي تمكنت من الوصول اليها، وكنت في الحقيقة آمل بلقاء السيد الخامنئي واسعاده بالفكرة، خاصة أن هناك من وعدني بأن ذلك ممكن، لكن هذا لم يحصل للأسف، وكان هذا هو اهم فشل في سفرتي هذه. لكني لم أيأس تماما واعمل حاليا على اعداد نموذج مصغر للفكرة بأمل ان يكون أكثر اقناعا، ولكن هذا يتطلب وقتا وجهدا كبيرين أيضا، لكني اعمل عليه. وسأتحدث عن الفكرة بشكل مفصل اكبر بمناسبة استشهاد القائدين التي ستكون بعد حوالي عشرة أيام، ان شاء الله، أما الآن فأحببت ان المح الى الموضوع واشير اليه إشارة عابرة فقط.

 

بعيدا عن هذا، كانت السفرة ثرية وتعلمت منها الكثير من الأشياء المهمة، رغم انها لم تخل من بعض الصعوبات خاصة فيما يتعلق باللغة وسهولة الاتصال، وهي أمور ساعدني كثيرا في تذليلها عدد من الأصدقاء العراقيين الرائعين الذين يسكنون هناك وبعضهم خارج ايران. وكان جراح الاسنان الذي ذهبت اليه أحد اهم هؤلاء الأصدقاء ومن اكثر من عرفتهم طيبة وإنسانية، وبالفعل فأن موضوع الاسنان قد تم بنجاح ممتاز (حتى الآن) وهناك عودة لي بعد بضعة اشهر لإكمال المرحلة الثانية.

 

خلال المعالجة التي تمت في قم، كان علي ان اقضي حوالي أسبوعين ثم اعود لفحص اولي، وقد اتاحت لي هذه الفترة استجماما اجباريا وفرصة لزيارة عدة مدن إيرانية كنت مشتاقا لها مثل أصفهان، وكذلك مدن لم اكن قد زرتها قبلا مثل شيراز وجزيرة كيش، وقضاء أوقات أطول في الملاحظة والتأمل لوضع ايران عموما والتغيرات التي طرأت عليها خلال تلك الثلاثون عاما بين زيارتي الأولى لها وهذه. حاولت أيضا خلال هذه الفترة استعادة ما كنت اعرفه من اللغة الفارسية وتطويرها أيضا. وبالفعل اشتريت بعض الكتب احدها كان كتاب قراءة للصف الأول ابتدائي من امرأة تبيع بضعة كتب على الرصيف، واخر بسيط عن كليلة ودمنة واسعدني صديقي ياسر بهدية هي كتاب كان قد ترجمه، بنسختيه العربية والفارسية وغيرها، وقد قدم لي ياسر، وهو من الشباب الواعد حقا، مساعدات كبيرة كثيرة أخرى خلال سفرتي تتعلق بالحجوزات بشكل خاص، دون معرفة شخصية سابقة، انما فقط من خلال النشر على وسائل التواصل.

.

هناك بالطبع الكثير جدا من التطور في ايران خاصة في بنيتها التحتية، واهم ما فيها هو شبكات المترو في المدن الرئيسية، خاصة طهران. فهناك مترو حديث ذو شبكة هائلة تمتد الى مختلف مناطق طهران وحتى الى مطار الإمام خميني خارج طهران. واضافة الى البناء الجميل الملفت للنظر فيه، يجب ان نذكر انك في طهران يمكنك ان تنتقل بالمترو الى أي مكان تريد داخل المدينة، بمبلغ زهيد جدا يعادل 7 سنت! وكذلك هو الحال في بقية المدن.

 

كذلك، هناك شبكة جديدة من المطارات الداخلية وحركة طائرات نشطة جدا وبأسعار معقولة جدا لنقل الناس خاصة بين المدن البعيدة في بلد مترام الأطراف مثل إيران. وهناك أيضا شبكة قطارات معقدة وكبيرة (لكنها واحدة من الأشياء التي لم يتح لي تجربتها).

لفت نظري كذلك التطور الكبير جدا الذي حصل لمدينة قم. فقد كانت قبل 30 عاما مدينة بائسة بكل معنى الكلمة، حتى اني كنت "شايل هم" ان علاجي سيكون فيها. لكن المدينة تطورت وصارت بها شوارع عريضة ومناطق جميلة. وقد قضيت معظم وقت فراغي في قم اتجول في مراقد "المعصومة" وشوارع المشاة الرائعة التي تحيط بها، بنظافتها وخلوها من التلوث الهوائي والصوتي الذي تسببه بشكل خاص "الماطورات" التي تكثر في المدن الإيرانية بشكل مزعج فعلا.

في منطقة المعصومة شارع رئيسي يسمى شارع العراقيين، وفيه بالفعل نسبة عالية من العراقيين ومحلاتهم المختلفة من مطاعم ومحلات موبايلات وتصليحها والكثير جدا من مكاتب النقل التي تعلن حجوزاتها لأي مكان داخل وخارج ايران، إضافة الى صرافي العملة المنتشرين على الأرصفة النظيفة اللامعة. وبشكل عام فالجو هناك جميل واجتماعي أليف، واتخيل ان الناس الذين يعيشون فيه يشعرون بأنهم في بيئة خاصة ليس من السهل التخلي عنها.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.