اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

استفتاء كوردستان .. ضرورة قانونية وصعوبة في التطبيق// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

استفتاء كوردستان .. ضرورة قانونية وصعوبة في التطبيق

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الاستفتاء هو الرجوع الى الشعب لأخذ رأيه بالموافقة او الرفض في أي موضوع عام سواء كان هذا الموضوع قانونياً او دستورياً او سياسياً و بمعنى أخر هو تصويت الشعب في اية مسألة و قد أستخدم هذا الاسلوب لأول مرة في عام (1790) من قبل سكان مقاطعة نيس وسافوي للأنظمام الى فرنسا وغالباً ما يتم هذا الاجراء تحت أشراف دولي وان الاستفتاء قد حددت عبر التاريخ مصير العديد من الاقاليم مثل أقليم السارفي اوروبا وجزر ماريانا في المحيط الهادئ وأخيراً أقليم الباسك في أسبانيا وبهذا الاجراء يعبر الشعب بحرية عن رأيه في أقرار مصيره بالاستقلال او الانضمام الى دولة معينة وبحد ذاته اجراء ديمقراطي واشارة واضحة على تنامي الوعي الديمقراطي والحرية في تعبير الرأي عند هذا الشعب .

في ظل الأحداث والتغيرات السريعة التي تشهدها العالم بشكل عام والشرق الاوسط خاصة وتباين المواقف تجاه القضايا الساخنة في المنطقة تتكاتف الجهود الدبلوماسية الكوردستانية وخاصة رئاسة أقليم كوردستان بين الزيارات الرسمية الى دول الجوار الاقليمي وزيارة الوفود الرسمية للدول التي تملك قوة أتخاذ القرار في العالم الى اقليم كوردستان ووسط هذه التحركات الحثيثة تلوح في الأفق نشوء دولة جديدة بعد مضي قرن على توقيع اتفاقية سايكس بيكو وكلما اقتربنا من نهايتها تشتد الصراعات وتتأزم المواقف بين تصريحات نارية وتأسيس تحالفات عسكرية ومن المؤمل ان نشهد ولادة دولة كوردستانية حيث بدأت القيادة الكوردستانية باتخاذ خطوات واقعية نحو اعلانها بدعم دولي ومن هذه الخطوات قرار قيادة (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) باجراء الاستفتاء العام والبحث مع الاطراف السياسية الكوردستانية ومعرفة مواقفها من هذا الاجراء ... وان هذا الاستفتاء باعتقادنا تحمل بين طياته الكثير من علامات الاستفهام وان اجراءها في ظل هذه الضروف والاوضاع تكاد تكون صعبة ان لم تكن مستحيلاً .

-    كانت في الفترة المنصرمة السابقة محاولات عديدة لأجراء الاستفتاءات الشعبية حول المسائل المختلفة إلا أنها لم تجد نفعاً وكانت  دون جدوى و بقيت حبراً على الورق منها الاستفتاء كمرحلة من مراحل تطبيق المادة (140) من الدستور العراقي حول المناطق الكوردستانية خارج الأقليم ومنحت المادة (119) من الدستور العراقي لعام (2005) الحق لكل محافظة او أكثر انشاء اقليم بناءً على طلب الاستفتاء بطريقتين ... الا ان هذا الاجراء لم تتخد في اية منطقة بعد مرور حوالي عشرة أعوام على نفاذ الدستور وذلك لأسباب سياسية وأقتصادية خارجية وداخلية .

-    ان القيادة الكوردستانية قد اجرت في عام (2005) استفتاءً شعبياً حول مصير الاقليم بالبقاء مع العراق او الانفصال منها وكانت النتيجة معروفة بالانفصال منها ولكنها كانت دون جدوى .

-    ان دعوة قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لأجراء هذا الاستفتاء مجرد اجراء قانوني ديمقراطي نحو بناء الدولة الكوردستانية وانها على علم بصعوبة اجراءها في وسط الصراعات الداخلية والازمات المتتالية المالية والسياسية ووجود عقبات من الجبهة الداخلية والخارجية لأتخاذ مثل هذا الاجراء وان هذه الدعوة سيكون و ثيقة قانونية بوجه من يطعن بعدم مشروعية تأسيس الدولة الكوردستانية وانها خطوة في الاتجاه الصحيح .

-    ان جميع الدول في المنطقة تأسست دون استفتاء شعبي او انما وفق المصالح الدولية والاقليمية وحتى الدولة الكوردستانية المستقبلية سيكون بدعم واعتراف دولي وفق مصالح واستراتيجيات معينة وان منطق القوة هو الذي يحكم المنطقة بدليل ان المناطق الكوردستانية خارج الأقليم لم يتم أرجاعها وفق الاصول الدستورية المنصوص عليها وانما بسيل من دماء شهدائنا الابرار وعرق جين البيشمركة الابطال الذين سجلوا أروع الامثلة في التضحية والفداء حتى تحررت 95% من اراض كوردستان .

-    ان الاستفتاء الشعبي إن كان صالحاً ومناسباً للشعوب الديمقراطية في العالم إلا انها لم تعد ذو فائدة في منطقتنا فلم يعد العقول السياسية وحتى الشعبية في العراق تستوعب الفدرالية فكيف بالاستفتاء وانشاء الدولة الكوردستانية التي ستظل شوكة في عيون الحاقدين والمارقين في صهر الحقوق القومية للأخرين . وبالتالي فإن القوة هي التي ستؤسس الدولة الكوردستانية بأذن الله وسواعد الاوفياء 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.