كـتـاب ألموقع
بالمواقف تظهر الحقائق// عبدالله جعفر كوفلي
- المجموعة: عبدالله جعفر كوفلي
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 24 كانون2/يناير 2016 16:59
- كتب بواسطة: عبدالله جعفر كوفلي
- الزيارات: 2547
بالمواقف تظهر الحقائق
عبدالله جعفر كوفلي
ماجستير قانون دولي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الحياة هي مواقف وحكايات فمنذ ان بدأت الحياة البشرية على وجه البسيطة فانها تجري دون توقف والانسان يواصل سعيه من أجل لقمة العيش ولا يكاد يأتي موقف وأصبح الموقف السابق جزءاً من الماضي أما السعيد أو المرير وسمي الانسان انساناً لكثرة نسيانه كما يقال .
وأن الحياة تقاس بالمواقف فعلى الرغم من ملايين السنين فلا يذكر منها الا المواقف المتعددة لأناس سجلوا تاريخاً لهم ولبلدانهم سواء في الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وحتى الثقافية والفلسفية .
والشعب الكوردي كجزء من البشرية مر بما مر به الجميع وعرف عنه الكرم والشجاعة والفداء وقوة الارادة وفي مراحل عديدة تمسك بزمام الامور في منطقتهم باسماء وعنواين متعددة من الدولة والامارة والجمهورية ولكنهم في احيان اخرى كانوا هدفاً لاطماع الشعوب القوية .
وفي تاريخنا الحديث دافع هذا الشعب بكل بساله عن حقوقه القومية المشروعة في بناء كيان سياسي مستقل له يشعر في ظله بأنسانيته ودوره في بناء الحضارات الانسانية وقام بالثورات والانتفاضات وسجلوا اروع الامثلة في الشجاعة والفداء .
ونتيجة للتطورات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تمر بها العالم اجمع والشرق الاوسط على وجه الخصوص عملت القيادة السياسية الكوردستانية بكل جهوده من اجل الحصول على الدعم الدولى المطلوب للاعلان عن دولة الحلم وأصبح موقفاً سجل في التاريخ بحروف من الذهب ولكن في الجانب الاخر ترفع اصوات من هنا وهناك داخل الجبهة الداخلية بعدم احقية هذا الشعب وعدم ملائمة الظروف للاعلان عن دولته بحجج وبراهين واهية ففي حين اعلن الرئيس (مسعود بارزانى) عن الأستعداد لاجراء استفتاء قانوني لأقرار مصيره وان الشعب الكوردى أصبح على أبواب الاعلان عن دولته والظروف مناسبة إلا أن موقف العديد من الاتجاهات السياسية والاشخاص تظهر على حقيقتها وتعلن رفضها وعدم مناسبة الضروف لاتخاذ مثل هذه خطوة حتى وصلت الحاله الى الاعلان عن اقامة دعوة قانونية بحق حامل راية الدولة الكوردية السيد (مسعود البارزاني) وضرورة البقاء مع العراق كدولة ولكن التاريخ لا يرحم فكل المواقف تسجل وان من يخدم شعبه ويناظل من اجل حقوقه سيدخل التاريخ على اوسع ابوابه والاخرون ايضاً سيذكرهم التاريخ ولكن مع الاختلاف في التقييم وهكذا فان المواقف الصعبة التي تكشف عن حقيقة النفس البشرية وما تحفيه من اسرار ومكامن, ممثلما ان المعادن تظهر حقيقتها بالصقل والضرب فان الانسان بالمواقف يظهر على حقيقته .
ان القضية الكوردية التي أصبحت الشغل الشاغل في الوقت الحاضر على المستويين الدولي والاقليمي واتخاذ المواقف تجاه هذه القضية يظهر العديد من الاطراف الداخلية والخارجية على حقيقتها بين سلبية وايجابية ولكن يبقى من يناظل من اجلها بارادة صارمة مدافعاً عنها حتى تصل الى مستقرها وبر الامان وان الطريق نحو بناء الدولة الكوردستانية لايخلو من الصعاب وتعدد المواقف ولكن وفق كل المعطيات الدولية والداخلية باتت قريبة من المنال .
فأن ماء النهر تشق طريقها رغم العوائق وان نور الشمس لا يحجبها غيمة مؤقتة فشمس الدولة تلوح في الافق والامل معقود بالنضال والارادة القوية وتحمل الصعاب فان الازمات المالية والسياسية يكشف العديد من الحقائق والاسرار .
المتواجون الان
686 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع