اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أنهيار سد موصل ... لأسباب أمنية// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أنهيار سد موصل ... لأسباب أمنية

عبدالله جعفر كوفلي

 

المياه هي شريان الحياة ولا يمكن ان ننكر دورها في بناء الامم والحضارات فعلى ضفاف الانهار وسواحل البحيرات شهدت الحياة البشرية نموها وتطورها ولكن في أحيان كثيرة تتحول هذه النعمة الالهية العظيمة الى نقمة لأهلها وفي سبيل تنظيم هذا المورد الهام عقدت الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية وغالباً ما تشير العديد من الدراسات ان الحرب القادمة ستكون على المياه لذا فإن الدول تتسارع في سبيل تأمين أكبر قدر منها كجزء من أمنها القومي وفي أحيان كثيرة باتت مشاكل المياه تطفو على السطح وتسبب في تدهور العلاقات الدولية وربما يكون وسيلة ضغط لدولة على أخرى والحديث عنها تطول .

 

سد الموصل الذي شيد لأهداف سياسية أكثر من مرامها الاقتصادية والتنموية في العراق حيث ببناءها غمرت اراضي شاسعة وقرى كوردية عديدة تحت المياه بل أصبحت الفاصل بين المنطقة الكوردية شرق وغرب نهر دجلة وعملت الحكومة العراقية في ذات الحين فعلتها بتعريب الجانب الغربي منها وأنكرت الهوية القومية الكوردية لعشائر تلك المنطقة ومنذ بناءها تتسرب الاخبار بأن السد تحتاج الى صيانة مستمرة لوجود تصدعات في جدارها الساند وتنتشر الانباء بقرب أنهيارها وعند ذلك سيكون الطامة الكبرى حيث يرتفع منسوب المياه ويشكل فيضاناً عاماً ويهدد بقاء المدن والقرى الواقعة في ضفاف النهر وتدمر الاخضر واليابس بل تؤدي الى تغير في طوبغرافية المنطقة لشدة التيار وأرتفاعه وكانت الحكومة تتستر على ذلك وتحاول أنكارها ...

وفي الفترة القصيرة السابقة نشرت وسائل الاعلام المختلفة الدراسات التي اجرتها المنظمات الدولية حول حجم الدمار الذي سيخلفه أنهيار سد الموصل وخاصةً منظمة الامم المتحدة ناهيك عن مراكز الدراسات الاخرى التي تناولت الموضوع من جوانب مختلفة (سياسية – اقتصادية ...) والنقطة المشتركة بين كل هذه الدراسات ان انهيار سد الموصل سيشكل خسارة كبيرة (بشرية ومادية) للعراق وأثارها ستستمر لعقود  طويلة ... وأخيراً جاءت الحكومة العراقية على الخط وأعلنت قبل أيام تعليمات خاصة عند أنهيار السد بضرورة أخلاء المدن والقرى الواقعة على طول نهر دجلة وهذا مؤشر لايمكن الاستهانة بها لأن هذه التعليمات جاءت بعد زيارة وفد من وزارة الموارد المائية العراقية الى السد بعدما تم الاتفاق مع شركة ايطالية لصيانة السد ولكن نرى بأن وراء هذه التصريحات وأصدار التعليمات في هذا الوقت اهداف أخرى وهي أهداف أمنية وسياسية للأسباب التالية:-

-    ان السد منذ بناءها تتصدع جدرانها ولكن الصيانه مستمرة وان الشركة الايطالية التي تمت الاتفاق معها لصيانة السد ذات خبرة في هذا المجال وكانت الحكومة تنفي الانباء عن انهيارها وتقلل من اهمية الموضوع .

-    كانت سد الموصل من ضمن المنطقة التي سيطرت عليها (داعش) عند سقوط مدينة الموصل في الشهر السادس من عام 2014 ولم تتقدم هذه الجماعة الارهابية الى تفجير السد وأحداث أكبر ضرر في المنطقة والتي هي من أهدافها .

-    ان السد تحت سيطرة (البشمةركة) الذين دافعوا عنها بكل بسالة وشجاعة وتستطيع فرق الصيانة القيام بعملها وأنقاذ السد من الانهيار المحتمل .

ونرى ان قرب تحرير الموصل والاستعدادات الجارية من كل الجوانب لأجل القضاء على داعش في هذه المدينة وضرورة قيام انتفاضة جماهيرية داخل الموصل ضد هذه الجماعة الارهابية وكذلك رفض السنة بشكل عام وأهالي الموصل وحكومتها المحلية من مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحريرها لتداعيات سياسية ومذهبية متعددة وضعف القوات العسكرية العراقية مقارنة بشجاعة البيشمةركة والحشد الشعبي الذين قهروا داعش كلها أسباب وأسباب أخرى وراء الاعلان عن قرب أنهيار هذا السد العظيم الذي يشكل ثروة اقتصادية وسياسية كبيرة للمنطقة برمتها ويكون أطلاق هذه التصريحات ورقة ضغط بيد الحكومة لأرغام أهالي الموصل وحكومتها للرضوخ لتعليماتها وتنفيذ مأربها ومن جانب أخر لأخراج اكبر عدد من الدواعش تمهيداً لتحريرها .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.