اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العراق ... أزمة تلد أخرى// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

العراق ... أزمة تلد أخرى

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

25/4/2016

يقول المثل الصيني الشعبي على ان (المشكلة الوحيدة التي لا توجد حلول لها هي عدم وجود مشكلة) وهذا يعني بأن المشاكل والازمات مهما أختلفت في نوعيتها وجسامتها لابد ان يكون هناك حل او اكثر من حلول لها لتحويل هذه الازمة الى حالتها الطبيعية وانها دليل على استمرارية الحياة وبالاختلاف في الرؤى والاتجاهات وان كان الجميع يشترك بضرورة وضع حد لهذه المشاكل والازمات بشكل نهائي لكي لاتظهر الى الوجود من جديد .

العراق كدولة مكونة من خليط من القوميات والاديان والاطياف المختلفة شهدت العديد من الازمات السياسية والاقتصادية والامنية خاصة بعد عام (2003) وتحريرها من براثن النظام السابق في خطوة لبناءها على أسس الديمقراطية التوافقية يشعر في ظلها كل العراقيين بمواطنيتهم تجاه الدولة العراقية ولكن قرارات سلطة التحالف بحل وزارتى الدفاع والاعلام بكل مؤسساتها أدت الى خلق أزمات اقتصادية وامنية وسياسية وأن عدم وضع الحلول الجادة لها والأكتفاء بعلاجات تخديرية لما كان يعانى منها العراق كانت السبب في ظهور ازمات اخرى مثل نمو الحركات الارهابية و الاقصاء السياسي واهمال تقديم الخدمات عمداً الى مناطق متعددة بدوافع طائفية, حتى ان الديمقراطية التوافقية والمحاصصة كانت مسكنات ترقيعية ووقتية لما كان يعانى منها العراق, وان ما تشهده اليوم نتيجة حتمية لتلك العلاجات التخديرية وعدم حل الازمات بشكل جذرى طويل الامد .

وحتى ان البرنامج الاصلاحي الذي اعلن عنه حكومة العبادي وبارك عليها المرجعيات الدينية ودعمه الشارع العراقي المتلهف الى الاصلاحات كانت تمثل حلول وقتية لما كان يعانى منها العراق عامة ولكن في الاصل ان هذه الاصلاحات كانت بمثابة رد فعل لما يعانيه العبادي من صراع وتحدي داخل حزبه مع غريمه (المالكي) الذي يحكم العراق تحت الستار فانتقلت الازمة من اطار الحزب الى الحكومة وبعدها لم تثمر نتائجها فانتقلت الى اروقة مجلس النواب باعتصام مجموعة من النواب والقيام بانقلاب ابيض على الهيئة الرئاسية بحجج و براهين مختلفة وترشيح النائب الاكبر سناً لأدارة الجلسة الاولى و بذلك تحولت الازمة السياسية الى ازمة قانونية ودستورية واصبح مجلس النواب ساحة الصراع بعدما كان مكاناً لتطويق الازمات وانتهى مشوار الاصلاح المزعوم الى انتهاكات قانونية ودستورية منها ان رئيس السن يكون للجلسة الاولى لمجلس النواب بعد الانتخابات وليس لجلسة المعتصمين كما فعلوا. وان سلسلة الازمات لاتقف بل كل واحدة منها تلد اكثر من ازمة وهذا يعود الى عدم واقعية اصحاب القرار عند وضع الحلول والاكتفاء بحلول تخديرية وقتية ومن أجل ارضاء جماعات الضغط سواء في الشارع او في المؤسسات ... وان الاتى من الازمات لايكون اسهل واخف معاناةً على الشعب العراقي لان معالجتها بمسكنات لا تنهيها او تجعلها تحت السيطرة بل سيكون مصدراً لظهور اخرى اكثر فتكاً وانتشاراً بل تأثيراً على حياة المواطنين ويكون حلها أصعب وتحتاج الى جهود أكبر .

وان ما يشهده الاقليم كجزء من العراق وفق القوانين والدستور من ازمات سياسية واقتصادية من قطع الموازنة والرواتب وعدم تسليح قوات البيشمةركة لمقاتلة (داعش) هي في الاصل نتائج لأزمات سابقة كانت موجودة او اختلقها الحكومات العراقية مع الاقليم و لم تقم بالاجراءات اللازمة لحلها ووضع نهاية لمأساتها منها عدم الاعتراف بقوات البيشمةركة كقوة نظامية وجزء من المنظومة الدفاعية العراقية والقيام بالخطوات المبينة في المادة (140) من الدستور العراقي لعام (2005) من تطبيع واحصاء واستفتاء لاسترجاع المناطق الكوردستانية خارج اقليم كوردستان وكذلك المحاولات العديدة لاقصاء الكورد من العملية السياسية في العراق والتقليل من وزنه في صنع القرار السياسي في بغداد وأخيراً ما شهدته قضاء طوزخورماتو من احداث دامية في 23/4/2016 راحة ضحيتها العديد من الارواح كانت نتيجة عدم وضع حلول جذرية للأزمات التي كانت تعاني منها بل الاكتفاء بحلول وقتية ومسكنات.

واخيراً فالازمات لاتنتهي بالحلول التخديرية والعلاجات الوقتية وستكون مصدراً لأزمات اخرى إلا أذا وضعت الحلول الجذرية لها .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.