اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تدهور مهنة الطب في العراق// عباس طريم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عباس طريم

 

عرض صفحة الكاتب 

تدهور مهنة الطب في العراق

عباس طريم

اريزونا

 

الطبابة او صناعة الطب: مهنة نبيلة شرفها الله وقدسها وهي رسالة انسانية تقدم لكل من يحتاج لها.

 والطبيب: مؤمن على الارواح البشرية وعلى اسرار مرضاه. وهو اقرب الى القديس منه الى البشر العادي, كونه يطلع على الاماكن التي حرم الله الاطلاع عليها الا بالضرورة , وحافظ لاسرار المريض. وعلى الطبيب ان يكون قدوة حسنة امينا على حقوق المواطنين بالحصول على الرعاية الصحية الجيدة منزها من الاستغلال بكل صوره, وان يعامل مرضاه بالحسنى,وان يبتسم في وجوهم ويتحدث معهم كصديق كي يطمئنوا اليه. فهو طبيب جاء لعلاجهم وليس لسلخ جلودهم وعلى الطبيب ان يلتزم باصول الطب وشرفه واخلاقيات المهنة ولا ينصرف لغايات مادية صرفة وان يكون صادقا غير مستغلا لمرضاه.. الامر الذي يحتاج الى شجاعة ونزاهة.

لكننا نجد الاطباء اليوم ابعد ما يكونوا عن النزاهة والصدق ويكلفون المرضى فوق طاقاتهم.. لعلمهم بغياب رقابة الدولة المفروض توفرها لتحد من الجشع والسرقة تحت ظل القانون. واخذوا يستنزفون جيوب الناس الفقراء الذين حاروا بلقمة عيشهم, وترتيب اوضاعهم في ظل الغلاء الفاحش الذي طال كل مفردات الحياة اليومية, ضاربين بعرض الحائط كل القيم الاخلاقية التي جعلت من مهنة الطب هالة مقدسة.

 

والمريض انحصر في زاوية حادة جدا.. بين الدفع أو انتظار الموت.والاطباء في احيان كثيرة يصفون الادوية غالية الثمن ويرسلون المريض الى صيدلية محددة [لامر بيت بليل] بسبب الاتفاق مع اصحابها ليتقاضوا مبلغا عن كل [راجيتة]  تصل هذه الصيدلية. وفي كثير من الاحيان يرسل الطبيب مرضاه الى اجراء فحوصات جبرية في عيادته مثل: فحص الدم, والدرار, والاشعة التي قد لا تكون ضرورية ولا يحتاجها المريض لكنه مرغم على اجرائها ليخرج بمرض جديد اسمه "الافلاس" الذي يضرب  الراس ويسبب الصداع المزمن.

وهنا  تنقلب صورة الطبيب, من رحمة يداوي الناس ويشفيها, الى نقمة ينظف لها جيوبها بصورة شرعية وقانونية, لا يحاسبه احد طالما ارتضى ضميره ان يدخلها بخانة الضروريات لعلاج المريض والوقوف على حالته المرضيه. ان [الجزار] عفوا الطبيب اليوم, من اغنى الاغنياء ولا يفوقه غنى غير السياسي الذي تعلم منه كيف تنقلب اصابعه من رحمة تداوي الاجساد الى مصيبة تقع فوق الرؤوس.

وان اكثر الناس تضررا من الطبيب اليوم, هم: اصحاب الامراض المزمنة, والذين لابد لهم من زيارة الطبيب ثلاثة ايام في الاسبوع على اقل تقدير. وقد شاهدت البعض منهم.. وهم يمتنعون من زيارة الطبيب بسبب الاجرة المرتفعة واسعار الادوية الباهظة ويقولون: "خليهه على الله" فهو عليم باحوالنا ولو فرضنا جدلا انني هولت الامر وابتعدت عن جادة الصواب في تقييمي لبعض الاطباء اللذين يمثلون الاستثناء في مجتمع تسوده الرحمة ويعمه الخير وتنتشر في ربوعه اهل الشهامة والمروءة من الاطباء الطيبين. لو سلمنا بهذا الراي؛ سنجده عكس الواقع الذي نعيش تماما فان الواقع يقول: ان الاستثناء اخذ بالامتداد والتوسع على حساب القاعدة التي اشرنا لها وان المعادلة انقلبت راسا على عقب وتربع الاستثناء مكان القاعدة, وسلم المواطن امره الى الله في ظل دولتنا التي تعتبر الانسان قيمة في ادنى السلم الاعتباري وان صحته ليس من الضروريات التي تحتم وضعها على لائحة الاهتمام والنقاش كبقية خلق الله من الدول التي نشاهد مستشفياتها انظف بكثير من ارقى البيوت.

ومن يطلع على المستشفيات في العراق ينذهل من فرط الاهمال المتعمد, وعدم وجود الكادر المتكامل, ناهيك عن الاسرة الطبية المتهالكة والتي اكل عليها الدهر وشرب, والمعاملة الغيرانسانية لبعض الاطباء  الذين خلت قلوبهم من الرحمة, وتبخر الادوية التي يضطر المريض شرائها من خارج المستشفيات حيث تتسرب من خلال صيدلية المستشفى بقدرة قادر دون علم المسؤولين المساكين فيضطر المواطن ان يدفع اضعاف اضعاف سعرها للحصول عليها.

وكل ذالك على مرئى ومسمع من وزارة الصحة التي تاتي هذا الامور ضمن صلب واجباتها والتي نسمع بعقود الادوية التي تبرمها مع الشركات الاجنبية التي تقدر بملايين الدولارات.

لكنها ما ان تصل الى بلدنا الحبيب حتى تتبخر بفعل حرارة الشمس الحارقة .. ووجود النشامى حراس الوطن ..؟

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.