كـتـاب ألموقع
القسم ... قصة قصيرة// صبيحة شبر
- المجموعة: صبيحة شبر
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 31 كانون1/ديسمبر 2023 11:23
- كتب بواسطة: صبيحة شبر
- الزيارات: 778
صبيحة شبر
القسم ... قصة قصيرة
صبيحة شبر
ما زالت رسائله تواصل الإنهمار علي ، سائلة إياي إن كنت غاضبا من تصرفه ، وكل مرة أجيبه بالنفي ، فهو عزيز لدي وأثير على نفسي ، ومن المستحيل أن يؤدي تصرفه الى غضبي ، أو إلى إثارة نقمتي ، كل ما في الأمر انه قد أثار حيرتي بأعماله التي لا أجد لها تفسيرا ، وانه يجعلني أشفق على نفسي ، فانا أحبه كثيرا ، رسالته الأخيرة تنبئني انه عرف أخيرا بحقيقة الأمر ، وانه تسرّع بإصدار حكمه على ظواهر الأمور ، وكان من واجبه أن يتريث قليلا ، ليتيقن من دو اخل نفوس البشر ، وتصرفاتهم الغريبة التي تدعو الى الاندهاش..
حاولت مرارا أن أتناسى الأمر ، مسدلا عليه ستار التغاضي ، ولكن رسائله ما فتئت تذكرني إنني شخص مجنيٌ عليه أحيانا ، بسبب طيبتي المفرطة او سذاجتي التي لا مبرر علميا لها..
لم يطلب مني احدهم القسم، على أمر من الأمور ، فقد كنت دائما موضع ثقة ، وأنا أتحرج من هذه المسألة ، لماذا يطلب شخص ما منك ، ان تقسم له بأغلظ الأيمان انك لم تقم بعمل؟؟ ، قد اتهمك به أحد المغرضين ، مررت بلحظات عصيبة كنت ألاحظ تكذيبا لما أقول على سنحة السامع ، ولكني حين أنظر إليه يسارع الى القول
- إني أفهم كلامك ، استمر
يقول أصدقائي إن وجهي كتاب مفتوح ، يمكن لمن يتحدث معي أن يلمس صدقي ، فإن كذبت ظهرت علامات الكذب ، واضحة على محياي..
ولكنً هذه المرة أتاني طلب ، من إنسان قريب مني ، أكن له كل الود ، أن أقسم وبكتاب الله أن ما تقوله هذه المرأة كذب واحتيال ،
أُخذت على حين غرة ، أردت أن أدافع عن نفسي ، فلم يشأ لساني ان يتحرك ، وشعرت ان قوة كبيرة تجثم على أنفاسي ، وتسلبني الإرادة ، وان خصمي أشد مكرا مني ودهاء ،وأنني كنت دائما سليم النية طاهر الطوية.
الرسالة الأخيرة أمامي ، تنبئني انه عرف الحقيقة أخيرا ، وانه تسرّع كثيرا في الحكم ، مما سبب التضحية بصديق عزيز ، من الصعب جدا العثور على مثاله في هذه الأيام...
أتتني السيدة زوجته ، تريد ان تستلف مني نقودا ، لأنها صرفت ما هو مخصص لإيجار المنزل ،في شراء حاجات خاصة لها ، وأنها لم ترد ان تخبره بالأمر ، لئلا يغضب ويثور ، وأنها سوف ترد لي ما أخذته بعد ثلاثة أيام حين تسأل أخاها ان يمنحها ما تريد .
تمضي الأيام الثلاثة ، والأسبوع ،ثم يمر شهر ، أكون بحاجة الى استرداد نقودي ، فأنا موظف ، ولا أملك فائضا من الأموال.
تفاجئني التهمة ،التي لم أكن أتوقعها أبدا ، ومن أخت لي ، وزوجة أعز صديق
- صديقك يراودني عن نفسي.
يستبد الغضب بصديق العمر ، وكأنه لم يعرفني أبدا.
- ليقسم كلاكما ، هذا القران
مشهد تمثيلي لممثلة ماهرة ، تبكي بحرارة لا مثيل لها ،وتقسم بأيمان مغلظة ،
- وحق كلام الله ، صديقك أتاني.
يستبد بي الغضب ، ولا أعلم كيفية التصرف، في هذا النوع من الأمور الذي يداهمك ، على حين غفلة منك ، ولم أستطع أن اغير طبيعتي ، التي تميل الى تصديق الناس ، وتبرير أعمالهم ، وخاصة إن كانوا أصدقاء خلص ، يعز مثيلهم في هذا الزمن الموبوء .
وها هي رسالته تأتيني ، فأقرأ فيها حرارة الصداقة التي إفتقدتها ، لعل الأيام تنسيني ما سببت لي من جروح .
صبيحة شبر
المتواجون الان
661 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع