اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

القسم ... قصة قصيرة// صبيحة شبر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صبيحة شبر

 

عرض صفحة الكاتبة 

القسم ... قصة قصيرة

صبيحة شبر

 

ما زالت رسائله تواصل الإنهمار علي ، سائلة إياي إن كنت غاضبا من تصرفه ، وكل مرة أجيبه بالنفي ، فهو عزيز لدي وأثير على نفسي ، ومن المستحيل أن يؤدي تصرفه الى غضبي ، أو إلى إثارة نقمتي ، كل ما في الأمر انه قد أثار حيرتي بأعماله التي لا أجد لها تفسيرا ، وانه يجعلني أشفق على نفسي ، فانا أحبه كثيرا ، رسالته الأخيرة تنبئني انه عرف أخيرا بحقيقة الأمر ، وانه تسرّع بإصدار حكمه على ظواهر الأمور ، وكان من واجبه أن يتريث قليلا ، ليتيقن من دو اخل نفوس البشر ، وتصرفاتهم الغريبة التي تدعو الى الاندهاش..

حاولت مرارا أن أتناسى الأمر ، مسدلا عليه ستار التغاضي ، ولكن رسائله ما فتئت تذكرني إنني شخص مجنيٌ عليه أحيانا ، بسبب طيبتي المفرطة او سذاجتي التي لا مبرر علميا لها..

لم يطلب مني احدهم القسم، على أمر من الأمور ، فقد كنت دائما موضع ثقة ، وأنا أتحرج من هذه المسألة ، لماذا يطلب شخص ما منك ، ان تقسم له بأغلظ الأيمان انك لم تقم بعمل؟؟ ، قد اتهمك به أحد المغرضين ، مررت بلحظات عصيبة كنت ألاحظ تكذيبا لما أقول على سنحة السامع ، ولكني حين أنظر إليه يسارع الى القول

- إني أفهم كلامك ، استمر

يقول أصدقائي إن وجهي كتاب مفتوح ، يمكن لمن يتحدث معي أن يلمس صدقي ، فإن كذبت ظهرت علامات الكذب ، واضحة على محياي..

ولكنً هذه المرة أتاني طلب ، من إنسان قريب مني ، أكن له كل الود ، أن أقسم وبكتاب الله أن ما تقوله هذه المرأة كذب واحتيال ،

أُخذت على حين غرة ، أردت أن أدافع عن نفسي ، فلم يشأ لساني ان يتحرك ، وشعرت ان قوة كبيرة تجثم على أنفاسي ، وتسلبني الإرادة ، وان خصمي أشد مكرا مني ودهاء ،وأنني كنت دائما سليم النية طاهر الطوية.

الرسالة الأخيرة أمامي ، تنبئني انه عرف الحقيقة أخيرا ، وانه تسرّع كثيرا في الحكم ، مما سبب التضحية بصديق عزيز ، من الصعب جدا العثور على مثاله في هذه الأيام...

أتتني السيدة زوجته ، تريد ان تستلف مني نقودا ، لأنها صرفت ما هو مخصص لإيجار المنزل ،في شراء حاجات خاصة لها ، وأنها لم ترد ان تخبره بالأمر ، لئلا يغضب ويثور ، وأنها سوف ترد لي ما أخذته بعد ثلاثة أيام حين تسأل أخاها ان يمنحها ما تريد .

تمضي الأيام الثلاثة ، والأسبوع ،ثم يمر شهر ، أكون بحاجة الى استرداد نقودي ، فأنا موظف ، ولا أملك فائضا من الأموال.

تفاجئني التهمة ،التي لم أكن أتوقعها أبدا ، ومن أخت لي ، وزوجة أعز صديق

- صديقك يراودني عن نفسي.

يستبد الغضب بصديق العمر ، وكأنه لم يعرفني أبدا.

- ليقسم كلاكما ، هذا القران

مشهد تمثيلي لممثلة ماهرة ، تبكي بحرارة لا مثيل لها ،وتقسم بأيمان مغلظة ،

- وحق كلام الله ، صديقك أتاني.

يستبد بي الغضب ، ولا أعلم كيفية التصرف، في هذا النوع من الأمور الذي يداهمك ، على حين غفلة منك ، ولم أستطع أن اغير طبيعتي ، التي تميل الى تصديق الناس ، وتبرير أعمالهم ، وخاصة إن كانوا أصدقاء خلص ، يعز مثيلهم في هذا الزمن الموبوء .

وها هي رسالته تأتيني ، فأقرأ فيها حرارة الصداقة التي إفتقدتها ، لعل الأيام تنسيني ما سببت لي من جروح .

 

صبيحة شبر

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.