اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ما قاله هادي المهدي !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

مقالات اخرى للكاتب

ما قاله هادي المهدي !

 

في النعي الذي اصدرته حركة " شباب شباط "  لزميلهم ورفيقهم الشهيد هادي المهدي ، الاعلامي والفنان ، والناشط في حركات الاحتجاج ، التي تنظم التظاهرات السلمية عند نصب التحرير كل جمعه ، قالوا  ( انه هادي المهدي الشهيد الذي هدد قبل ساعات قليلة من الخروج في تظاهرة يوم 9 ايلول برسالة على الهاتف الجوال اجابهم "سأكون هناك " ) ، وقبل ان يصدر النعي ، وقبل فترة وجيزة من جريمة اغتياله برصاصات جبانه ، حيث بينت التحقيقات الاولية ان القتلة لاحقوه في البيت وركضوا خلفه ، وتمكنوا منه في المطبخ ، حيث اودعوا في رأسه رصاصتين ، قبل ذلك بوقت وجيز وفي موقعه في الفيس بوك كتب ، المثقف العراقي ، هادي المهدي بنفسه :  " اعيش منذ ثلاث ايام حالة رعب فهناك من يتصل ليحذرني من مداهمات واعتقالات للمتظاهرين وهناك من يقول ستفعل الحكومة كذا وكذا وهناك من يدخل متنكر ليهددني في الفيس بوك ".

لم تكن جريمة اغتياله مفاجأة ، على الاقل للشهيد نفسه ، وصار مفهوما جدا ان القتلة الظلاميين لا يفهمون معنى اصرار مثقف مفعم بالحياة على فداء نفسه لقضية أمن بها . كثيرون يعرفون هادي المهدي الانسان عن قرب، يعرفون انفعاله وعصبيته ولكنهم يعرفون ايضا الطفل الراقد في روحه الذي سرعان ما ينهض ليطفأ النيران التي اشعلها بلطفه وسماحته . جرأة ومباشرة هدي المهدي يفهمها البعض بأنها "وقاحة" ، هكذا قالوا له حين اعتقلوه . حاولوا ترويضه حينها وعذبوه بخسّة ودون رحمه ، هددوه بالاغتصاب والاخصاء ، لكنه فضحهم في كل مكان وبشجاعة اربكت من كان وراء جريمة اعتقاله . حاولوا ان يبحثوا في ماضيه ليجدوا ثغرة ما لأدانته . لم يكن بعثيا ولم يكن متكسبا على ابواب حزب ما من احزاب السلطة ، ترك نعيم وهناء اوربا وجاء ليخدم وطنه ، مهموما بمستقبل قادم  لبلاد عشقها وحلم بحريتها . لم ينجحوا في تشويه سمعته لإسكاته ، فلجأوا الى لغة التهديد والوعيد .

هادي المهدي ، لم يكن نبيا ليتنبأ بموته ، لكنه عرف أن الموت قادم ، فهو ومن تجربة مرة لهذا العراق الذي توله بعشقه ، العراق الذي تخلص من طاغية شوفيني ، فجاءه طغاة بأثواب متعددة ، هذا العراق علمه بأن الحرية معشوقة دونها ابواب فأبواب موصودة فقرر ، وهو الفنان الرقيق ، ان ينذر روحه لوصالها وهو العاشق الحر لها .

وكان له ما أراد ، فقاتلوه كرماء جدا ، اغتالوه قبل يوم من موعده مع معشوقته الحرية في ساحة التحرير !!

ما يفطر القلب  اننا نكتب عن قتلة نعرفهم !

لكن ايضا ما يجبر الخاطر اننا نعرف بأن المستقبل هو رهن بهذا الشعب  ، الذي لابد ان يقول كلمته يوما ، وينتصر لأحلام واغاني هادي المهدي  ، الذي لم يخف وقال بشجاعة  " سأكون هناك "  !

يا عشاق الحرية ، ايها الحالمون بعراق ديمقراطي  يسعد فيه المواطن العراقي ليعيش حياته بحرية تامة بغض النظر عن دينه وطائفته وقوميته  ، كونوا جميعكم هناك ، حيث هتف هادي المهدي ليوم جديد بلا ظلاميين وقتلة ، حيث حلم هادي المهدي  بعراق يشعر ابناء  شهدائنا ان دماء ذويهم لم تذهب هدرا !!

 

  • ·       عن المدى البغدادية العدد (2243) السبت 10/09/2011

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.