اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• اليمين المتطرف أكبر الخاسرين في الأنتخابات البلدية في فنلندا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اليمين المتطرف أكبر الخاسرين في الأنتخابات البلدية في فنلندا

هلسنكي ـ يوسف ابو الفوز

في 17 نيسان / ابريل 2011 جرت الانتخابات البرلمانية الفنلندية ، حيث على اثر نتائجها شكلت حكومة سماها الشارع الفنلندي (حكومة قوس قزح) لكونها تضم احزابا من اليمين واليسار وجاءت بقيادة حزب الاتحاد الوطني الفنلندي (يمين تقليدي) الذي حقق افضل النتائج ، وفي يناير / كانون الثاني وفبراير / شباط 2012 ، جرت الجولة الأولى والثانية في الانتخابات الرئاسية حيث باشر الرئيس الفائز مهامه من يوم الاول من اذار، مؤخرا وفي صباح الاثنين 29 تشرين الأول / اكتوبر ، اعلنت النتائج النهائية للانتخابات البلدية في فنلندا ، التي تجري مرة كل اربعة سنوات ، وقد تنافس فيها 16 حزبا وقائمة على شغل 9674 مقعدا في عموم المجالس البلدية، البالغ عددها 320 بلدية في 16 مقاطعة. واشترك في الانتخابات 37125 مرشحا (رجال22703، نساء14422)، ومتوسط العمر للمرشحين 48 سنة، وقد شهدت الانتخابات تنافسا شديدا بين الاحزاب الكبيرة التي تتقاسم مقاعد البرلمان ، فنتائج الانتخابات البلدية لها تأثيرها المباشر على نشاط الحكومة ، لأن السلطات المحلية وحسب القوانين الفنلندية لها صلاحيات واسعة لتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين، وهي شريكة للحكومة في صنع القرار فيما يخص مواطنيها ، فمثلا لها الحق في فرض الضرائب المحلية ، وعقد اتفاقات جانبية مع بلديات مجاورة في خصوص القروض وانجاز المشاريع . وقد كانت نفقات عموم البلديات الفنلندية لعام 2011 لتوفير الخدمات فقط 40 مليارا يورو ، مع العلم ان العضو في المجالس المحلية يعتبر عمله تطوعيا ولا يستلم اي راتب مقابل عمله ونشاطه ، وانما يمنح مكافأة رمزية عند كل اجتماع، وهذه المكافأة تخضع للضريبة عادة ، والمتبقي منها لا يكفي لاجور نقل الى محل الاجتماع. كان التنافس شديدا بين الاحزاب الكبيرة المشتركة في الحكومة الحالية واستطاع حزب الاتحاد الوطني الفنلندي (يمين تقليدي) الحفاظ على الموقع الاول بنسبة 21,9% رغم تراجعه قياسا بالأنتخابات السابقة عام 2008 حيث حصل انذاك على نسبة 23.5 ٪ . جاء بالمرتبة الثانية الحزب الديمقراطي الاجتماعي (يسار) بنسبة 19,6% رغم تراجعه حيث كان سابقا بنسبة 21.2% ، وجاء بالمرتبة الثالثة وبنسبة 18,7% حزب الوسط (وسط ) ، وهو حزب معارضة ، وفي الانتخابات السابقة حصل 20.1%، وبهذه النتيجة استطاع حزب الوسط ان يزيح حزب الفنلنديين اليميني المتطرف عن موقعه، مما جعل المراقبين يعتبرون اليمين المتطرف الذي حصل نسبة 12,3 % اكبر الخاسرين في هذه الانتخابات ! وقد سخر الملعق السياسي لصحيفة "هلسنكي سانومات "وهي اكبر جريدة في البلد من "تومي سوني " زعيم اليمين المتطرف اثر سماعه النتائج النهائية وقال " لقد بدا وجهه على الشاشة وكأن كلبه مات للتو ! " ارتباطا بتعلق الزعيم اليميني بكلبه الذي طالما اصطحبه معه الى لقاءات عامة ! . ورغم ان حزب اتحاد اليسار حصل 8,0 % وحزب الخضر 8,5 % وبذلك حسنا من موقعيهما ، الا ان المراقبين يعتقدون ان النتائج كان يمكن ان تكون افضل فيما لو تم تفعيل تحالف (اخضر ـ احمر ) مثلما حصل في الانتخابات الرئاسية. تجدر الاشارة الى ان الانتخابات البلدية هذا العام شهدت انخفاضا في اقبال الناس على المشاركة في التصويت اذ بلغت نسبة المصوتين 58,2% بينما في الانتخابات السابقة عام 2008 كانت النسبة 61.3٪ ويعزي المراقبين ذلك الى ملل الناخب الفنلندي من تكرار الوعود اضافة الى عزوف الشباب عن النشاط السياسي اثر المعارك السياسية والازمات التي اثيرت في السنوات السابقة. ومثل كل انتخابات تشهدها البلاد ، فان موضوعة الهجرة والاجانب كانت ورقة انتخابية حاولت ان تستثمرها كل الاحزاب ، كل بطريقته وبرامجه ، فالحزب اليميني المتطرف واوساط من اليمين التقليدي وحتى في اوساط حزب الوسط واصلوا معارضتهم بنسب متفاوتة الحدة التعامل مع موضوعة الهجرة الاجتماعية ومنح حقوق كاملة للمهاجرين واللاجئين ، بينما واصلت احزاب اليسار ، مثل حزب الخضر وحزب اتحاد اليسار من دعمها لنيل المهاجرين واللاجئين كامل حقوقهم وبدون تمييز ، الشيء الذي يتطلب الاشارة االيه هو ان اغلب الاحزاب حاولت ان تضم الى صفوفها مرشحين من أصول اجنبية لغرض كسب اصوات المهاجرين واللاجئين ، فالقانون الفلندي يمنح المهاجرين المقيمين رسميا واللاجئين حق الاشتراك في الانتخابات البلدية والترشح للمجالس البلدية ، لذا كان هناك في عموم البلاد 770 مرشحا من خلفيات اجنبية ، من الجيل الاول والثاني من المهاجرين ، شكلوا سبة 2% من عموم عدد المرشحين ، فالاجانب صاروا ورقة انتخاببة مهمة فنشطت غالبية الاحزاب الفنلندية لكسب اصوات 155,705 الف اجنبي يعيش في البلاد يشكلون نسبة 2,9 % من عدد سكان فنلندا البالغ حوالي 5,4 مليون نسمة . ويأتي حرص غالبية الاحزاب على مشاركة مرشحين من خلفية اجنبية من كون فنلندا تتبع طريقة "فيكتور دي هوند" في نظام الانتخابات ، اذ ان دور الاصوات مهما كان عددها متواضعا يكون لها تأثير داخل ترتيب القائمة الانتخابية ، والامر الحاسم يكون في مجموع الاصوات التي تحصل عليها القائمة . وفي العاصمة الفنلندية ، هلسنكي، وضواحيها نجح بالوصول الى مقاعد مجالس البلدية خمسة من المرشحين من ذوي الاصول الاجنبية ، منهم ثلاث النساء ، مما يشكل نصرا لبرامج قوى اليسار التي فاز المرشحون عبر قوائمها !

عن طريق الشعب العدد الخميس الاول من تشرين الثاني‏ 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.