اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• صباح الخير أيها المواطن ! -//- يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

مقالات اخرى للكاتب

الكلام المباح (29)

صباح الخير أيها المواطن !

... ، غادرت البيت صباحاً عند رأس الساعة،اعرف أن موعد الباص بعد عشر دقائق. سائقة الباص، أستقبلتني بأبتسامة ، شجعتني لاقول :"صباح الخير" فردت عليّ : "صباح النور أيها المواطن". سار الباص في شوارع العاصمة النظيفة، العريضة ، وسط الاشجار على الجانبين، تختلط خضرتها مع الوان الورد في حدائق البيوت. كنت مستعجلا لذا اضطررت لترك الباص عند اول محطة مترو فمثل ما تعرفون هو ألاسرع . في المترو كان الناس في طريقهم للعمل مستعجلين غير عارفين بفرحي بهذا اليوم الخاص . بنات حلوات بشعر منثور وتنورات مدرسية ، مشغولات مع مجلة ازياء ، شباب مثل الورد مشغولون بكتب ثخينة بين ايديهم ، ورجال كاشخون يقلبون صفحات الجرائد . كانت الجريدة الاقرب ألي، عنوانها العريض واضح جدا : "رئيسة الوزراء تعلن عن الأستعداد لاستقبال الالاف من اللاجئين الفنلنديين أثر الازمة ونقص الموارد هناك".غادرت المترو عند محطة مبنى البرلمان تماما ، امام حدائق الورد، أحترت الى أي جهة أتوجه، لم اجد شرطي واحد لأساله . سيارات أخر موديل تتوقف وينزل منها رجال ونساء لابسين حلو ، يركض لأستقبالهم عاملون في التشريفات . عند الباب أستقبلوني بابتسامات عريضة، ما ان عرضت هويتي حتى التف حولي مجموعة من الرجال والنساء ، حملوا عني عكازي والمعطف. حورية بشعر مثل الليل نادتني:"من هنا ايها المواطن" ، ادخلتني ممرا قصيرا يلمع من النظافة، واخذتني الى غرفة صغيرة، اجلسوني على كرسي وراح شباب يتضاحكون يرتبون لي بدلتي وشعري . أمراة عيونها مثل العسل ، قالت بهمس وبحب :"نحن سعداء بتكريمك هذا اليوم ايها المواطن ". كنت سجلت أعتراضي برسالة غاضبة على عدم شمول أبو جليل معي بنفس قائمة التكريم ، لكن مبعوثا خاصا من وزارة المتقاعدين زارني الى البيت ليقول لي بأن ابو جليل سيكون ضمن الوجبة التالية، وان هذا التكريم هو خاص بمجموعة المتقاعدين الذين سجنوا لاسباب سياسية لثلاث مرات، وابو جليل سجن لمرتين فقط ! حين صعدت خشبة المسرح بمساعدة شاب بعضلات رياضية، وقفت الى جانب العشرات ممن اعرفهم ولا اعرفهم من المتقاعدين، لاحظت كيف أن رئيسة الجمهورية الشابة، كانت شوية اكبر من أبنتي سكينة، تقدمت بخطوات واثقة الى المنصة لتقول: "نحن هنا اليوم وبكل فخر، ننفذ قرار مجلس النواب ، ويشرفني منح أوسمة المجد لكوكبة من الذين ساهموا في بناء وطننا العراق ونقول لهم ..." !

كان صديقي الصدوق ابو سكينة، يبدو ذاهلا وحزينا وهو يحدثني بصوت عميق : لكن ام سكينة حركت رجلها في الفراش ورفستني مع بدء كلمة رئيسة الجمهورية، فنهضت من النوم مقهورا ، وضاع عليّ الحلم ومعرفة بقية الحديث ومتابعة مراسيم الاحتفال ... !

عن طريق الشعب العدد60 يوم الأحد 4 تشرين الثاني‏ 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.