بشار قفطان

 مقالات اخرى للكاتب

     التيار الديمقراطي في عامه الجديد ... مزيدا من النضال والوحدة

                       
ودعنا عام 2010  ونحن نستقبل العام الجديد  وما تحقق وحصل في العام الماضي من ما هو ايجابي ولكن كانت أيضا للمواقف السلبية بعض بصماتها  على مجمل الوضع  بكل تجلياته .

     أهم حدث في مطلع العام الماضي , جرت الانتخابات لاختيار أعضاء مجلس النواب الجديد .  وبالرغم ما حصل قبلها أو خلالها وما أفرزتها تلك الانتخابات  من النتائج , وكان غياب التيار الديمقراطي واضح في البرلمان , وهو نتيجة  ما أراده  مشرعي القانون الانتخابي الذي صوت عليه مجلس النواب في تشرين الثاني من عام 2009  قبل موعد إجراء الانتخابات بفترة قصيرة .

هذا ما جعل التيار الديمقراطي ان  يعي مسؤولياته الوطنية   ويعزز من اللقاءات الثنائية  او المتعددة بين قواه المختلفة للنهوض بواقعه ضمن  الظروف الموضوعية الملموسة التي يمر بها البلد والمستحقات التي يجب ان ينهض بها التيار. وخصوصية العمل المشترك بين إطرافه التي صارت مستعدة اكثر من اي وقت مضى للملمة الصفوف  والخروج من أزمة ضيق دائرته  التي كان يعاني منها خصوصا بعد التغيير الذي حصل مطلع 2003 .

ولاداعي من الإعادة الى ما كان  يعاني منه  العديد من اطرافه والشخصيات الوطنية من الملاحقة  والاجتثاث الفكري طيلة العقود التي حكمها البعث , وازدادت انشطارات وانقسامات العديد من مكوناته بعد سقوط النظام وجعل الجهود مبعثره في النشاط . وكما هو واضح حصلت بعض التقييمات  على أهمية وضرورة  فاعلية التيار الديمقراطي بعد  نتائج الانتخابات  من خلال اللقاءات والاجتماعات , ومناقشة أسباب التلكؤ في تشكيل الحكومة لأكثر من ثمانية أشهر والقيام بفعاليات كالتظاهرات والاعتصامات الجماهيرية والمطالبة  إلى الإسراع في تشكيل الحكومة  .

اللقاءات بين قوى التيار وشخصياته الوطنية  والوطنية الديمقراطية والمستقلة  المتواصلة حصيلتها  الشروع بالعمل والتخلص من الاجتماعات والبيانات الروتينية الرتيبة  . إذ أقرت عقد مؤتمرات لقواه وهياكله الموجودة في جميع المحافظات وتم  بنجاح عقد تلك المؤتمرات  في  أغلب المحافظات  . صار الحديث يجري بعد الانتهاء من تلك المؤتمرات في المحافظات  تحديد موعد عقد المؤتمر الأول للتيار في العاصمة بغداد .

ومن هذا المؤتمر  ستكون الانطلاقة الأولى  للنهوض وتعبئة القوى الوطنية والديمقراطية  ضمن برنامج وطني شامل  لتحديد المهمات وأولوياتها في النشاط الجماهيري وتعزيز العمل المطلبي  سواء في الميدان الاجتماعي او السياسي او الوطني والتي تهم مصالح الشرائح الكادحة ومعاناتها . نجاح المؤتمرات التي عقدت والقرارات والوثائق الصادرة منها بشير خير نحو المؤتمر الأول المزمع عقده في العاصمة حيث سيضع البرنامج العملي للعمل  المشترك بين القوى والحركات والأحزاب التي  تريد بناء دولة المؤسسات  , الدولة المدنية الديمقراطية وفق ما نصت عليه بنود الدستور العراقي في بعض مواده . وتبقى أمام التيار مهمة  لايغفلها من توسيع شبكة اتصاله مع أبناء الشعب في المدينة والقرية وبين النساء والرجال والشباب لاستقطاب شرائح واسعة  للبلوغ الى الغايات التي تشكل من اجلها . وخصوصا الفلاحين والمرأة  , وإبقاء الباب مفتوح أمام  أي حزب أو تجمع او حركة تؤمن بآلية  عمل برنامج التيار الديمقراطي من خلال برنامجه ألمعلن .  ان تلك المهمات ليست صعبة المنال في ظل القناعات المشتركة لقوى التيار التي وضعت وحدتها فوق  اي اعتبار , وان كانت متأخرة  . العام  الجديد سيكون عام انطلاقة التيار الديمقراطي في العمل  الميداني  . وتعزيز مكانته على الساحة العراقية وسط الأجواء  التي تحمل نذرها  . وما ألت إليه عملية تشكيل الحكومة الجديدة والتي قال  عنها السيد رئيس الوزراء أثناء يوم تشكيلها بأنها  ( لا تلبي الطموح  ) .

ولكن يبقى مهمة دعمها لتحقيق المكاسب للشرائح الكادحة و مساندة الإجراءات الايجابية التي  تُقدِمْ عليها والتي تخدم مصالح الشعب  في الميادين الخدمية والإنتاجية  , ومعارضة ما يؤدي الى تحجيم الديمقراطية  , وما تحقق منها بعد  سقوط النظام  واحترام الحقوق المدنية وعدم المساس بها , يكتسب أهمية خاصة . وهذه من الأولويات  التي سوف يعتمدها  التيار الديمقراطي  في مراحله اللاحقة .ان وحدة القوى والوطنية والديمقراطية ستكون دعامة أساسية  فاعلة لتحقيق المكاسب التي  تؤمن بناء مستلزمات النظام الوطني الديمقراطي الذي تنشده شرائح واسعة من أبناء الشعب العراقي