بشار قفطان

مقالات اخرى للكاتب

     عجيب أمور غريب قضية

الذكر الطيب دوما والرحمة لمن رددها في مسلسل النسر  وعيون المدينة 

تلك العبارة التي شدت متابعي المسلسل العراقي الخالد الذكر للمشاهدة . وكانت تلك العبارة  جملة مفيدة . يرددها الراحل الفنان العراقي جعفر السعدي وهو يؤدي دور( عبد الله أفندي ) في ذلك المسلسل الرائع

العديد من الزملاء الكتاب اتخذ تلك العبارة  عنوانا لموضوعه , وأنا اعتقد تجاوزت في ذلك من دون عمد او قصد .

ولكن هناك  من جعلني اضع مرة اخرى هذه العبارات القيمة عنوانا

الشهيد  التونسي بو عزيزي الذي اشعل لهيب الثورة في تونس وهو في احد المدن البعيدة عن العاصمة  , عندما احرق نفسه وصارت جثته لهيبا احرق الحاكم التونسي وسيحرق بعض الحكام العرب .

بو عزيزي بقي خالدا ولربما ستكون له نصب تذكارية واطلاق اسمه على بعض الساحات العامة او الشوارع  , ووصمة العار ولعنة التاريخ ستلاحق الحكام الظالمين . شرارة الراحل بو عزيزي امتدت الى جميع المدن التونسية , لا .. بل امتدت الى بلدان عربية اخرى ,

جميعا نتذكر الرئيس التونسي الهارب في جنح الظلام وحط به الرحال في المملكة العربية السعودية شريطة ان لا ينطق باي تصريح  سياسي عبر اي وسيلة إعلامية  . حاله حال جعفر نميري  وعيدي أمين ولربما  سيلتحق بهم آخرون وتكون القمة المزمع اقامتها في آذار القادم في بغداد ستتحول الى مكان إقامة الزعماء الفالتين من عقاب  شعوبهم الذي يستحقونه

عجيب أمور غريب قضية

قبل رحيل الرئيس التونسي عن كرسي الحكم بعدة ايام كان يتوعد الجموع الثائرة  بارزا عضلاته بالانتقام من مدبري الاحتجاجات باعتبارهم خارجين عن طاعة الرئيس المفوض من حكم السماء وبمباركة  اغلب الزعماء العرب. ونصب نفسه رئيسا للبلاد مدى الحياة . وقف ذلك الرئيس ناعتا حشود المحتجين (  بالملثمين من قطاع الطرق  والخارجين على القانون ويستحقون ما يستحقون من العقاب في دنياه وعذاب الآخرة ). ولم تمض ايام على تلك العنتريات حتى دعاهم الى الخلود الى الراحة ويحقق مطالبهم ولم يعد رئيسا مدى الحياة وانه  سوف لم يبخل عليهم بمكارمه  وسيعمل من اجلهم ويمنحهم الخبز ويشغل العاطلين عن العمل وووو ما الى ذلك ( صحي النوم ياسيدي الرئيس)

 ( عجيب امور غريب قضية  )                                                                                         بالأمس كان هؤلاء الملثمين لصوص وقطاع طرق  ولا يستحقون الحياة ... بهذه السرعة والعجالة من امره ينقلب الرئيس على نفسه بدرجة 180 ويتحدث عن مظلوميتهم  وديمقراطيته العرجاء ويبشرهم بجنته ,  طالبا منهم  ان اجعلوا قلمي بأيديكم واتركوني على الكرسي  .. وجاءه الجواب .. لانريد باقل من رحيلك ..!! لكنه   تركهم متخذا الليل جملا  .. ولولا وسائل الإعلام المقربة  لبقي امر رحيله سرا و لا احد يعرف عن ساعة مغادرته البلاد . نعم ...!

( عجيب أمور غريب قضية  )  أمر هؤلاء  الذين ابتلت بهم شعوبهم ... الرئيس المصري حسني مبارك ينصح الشعب التونسي بإطاعة حاكمه وإلا ستنالون غضب الدنيا و سخط السماء وعذاب الآخرة , ولكن الجواب جاءه لابد انك ستلحق به عاجلا وليس اجلا, ونشوة النصر . .من الجذوة التي أشعلها الراحل بو عزيزي ستصل إليك ..

لهيبها  فعلا دخل في المدن الجزائرية والسودانية والأردنية  واليمنية وليس اخرا المصرية  التي استعرت بها النيران من اجل التغيير ونهاية ثلاثة عقود من مهازل الديمقراطية في مصر مبارك  . ومن نهاية زين بن علي وقف مبارك مستخدما شتى وسائل التشبث بكرسيه  الترغيب والتهديد والوعيد بالويل والثبور . وأراد ان يعيد تجربة معركة  صفين بنصيحة بعض مستشاريه وزبانيته ,عندما رفعت المصاحف  على الرؤوس ضنا بنجاحه وكسب المعركة عندما  اطلق العنان لسيافيه وهم يمتطون الخيل والبعران لكسر شوكة الثورة . ولائذا بجدار  حاشيته من بعض رجال الدين المبخرين  والمسبحين بحمده متصورا يؤمنون له البقاء بتعاويذهم  وغطرسته ومحاولة بث الفرقة بين ابطال انتفاضة الشعب المصري تارة ومعلنين  ان هذه الحشود لاتمثل الشعب المصري وانها اقلية  غير مسموعة , وان الملايين هي التي جعلت مبارك على رأس هرم السلطة والدولة تارة أخرى  وكما يعلم الجميع لاتقل نسبة ناخبيه عن  الـ 99 %99 من الشعب المصري ونفس النسبة رضيت  ان يكون ابنه خليفته وسنسير جموعنا الرافضة لحشودكم ومسيراتكم ... كل ذلك لم يغير من الثورة في شيء

.. الا يحق ان نقول  ... ( عجيب امور غريب قضية  )

وقد  حاول يائسا التشبث كصاحبه التونسي متوسلا ..اتركوني إلى أيلول ...  واعمل كل الإصلاحات التي تطالبون بها .. ولم أرشح الى ولاية ثانية .. ولايحق لابني ان يرشح  نفسه .. خذوا مني كل شيء وابقوا لي مكان الجلوس على  الكرسي فقط ..  .!! ولكن جاءه نفس الجواب ليس عندنا اقل من رحيلك وتنازلك عن كل شيء في السلطة

وأشاع زبانيته نبا مرضه وسفره إلى خارج مصر لإجراء الفحوص الطبية  والعلاج لفترة طويلة خارج البلاد ..  وعرف المتتبعون للشأن حقيقة الأمر لان مطالب المحتجين اقوي من أكاذيب الزبانية  . انه أراد الرحيل بوجه ابيض ولكن الشعب المصري بقيادة منتفضيه رفض تلك الألاعيب والخدع السياسية .

يوم الحادي عشر من شباط  يعلن نبا تنحية من كان بالأمس يتوعد ويهدد  تلك الأقلية حسب زعمه .. والتي وصمها بشتى النعوت المخجلة  . تاركا سيافيه وخيولهم واباعرهم لحمل أمتعته وأثقاله .

ان العقد الاول من القرن الحادي والعشرين  نذير شؤم على الحكام الذين يستهينون بشعوبهم وقدراتهم  وحسبوها منيخة لهم ومتناسين صرخاتها ..

العقد الاول  من هذا القرن سينهي مهزلة  وضع القوانين لبقاء الحكام لفترات اطول و طرق تزوير الانتخابات ونتائجها التي لا يصدقها أي عاقل ,  والحكم الجمهوري الوراثي  وتناخي الحكام فيما بينهم في أزماتهم .. وسياسة الضحك على الذقون...انه عصر منح الشعوب كرامتها والخبز من ثروات أوطانها

 وليأخذ الجميع من ثورة شعبي تونس ومصر دروسا وعبر

كل الحب والتهاني لشعبي مصر وتونس في الانتصار العظيم  

12 /2 / 2011