اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (650)- رواد المصارعة العراقية/ 6

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (650)

(ارجو مساهمة الجميع في طرح آرائهم للمساهمة

في ارشفة المصارعة العراقية)

***

رواد المصارعة العراقية/ 6

      اعزائي القراء الكرام، يبدو اننا في لجنة (خدّام المصارعة العراقية) المكونة من المدرب الدولي بهاء تاج الدين والحكم الدولي رعد الخزرجي والحكم الدولي باسل العبيدي وحسين اسماعيل الاعظمي. نرى انفسنا مضطرين ان نلم شتات معلوماتنا عن بعض المصارعين الرواد الذين لم يتسنى لاعضاء اللجنة استلام اي رسالة تحمل معلومات عن سيرة حياتهم الرياضية، سواء ممن بقي منهم حفظهم الله، او من ابنائهم او احفادهم او اقربائهم. وبدأتُ اكتب عن البعض من هؤلاء الرواد حسب ما توفره اللجنة او ما نعرفه بصورة شخصية عن ابطالنا الرواد.

 

البطل الدولي عدنان القيسي

      يعتبر البطل الدولي عدنان القيسي من رواد المصارعة العراقية في مرحلتها الثانية منتصف القرن العشرين التي اصبحت فيها المصارعة في العراق نظامية على ضوء انظمة وقوانين اللعبة المثبتة من قبل الاتحاد الدولي المركزي للمصارعة الحرة والرومانية والمعممة الى كل الاتحادات المنتمية تحت لواء الاتحاد الدولي ومنها اتحاد المصارعة العراقي المؤسس عام 1950. من هنا يكون بطلنا الدولي عدنان القيسي رائدا من رواد مرحلة ما بعد انتصاف القرن المنصرم، وزميلا ومعاصرا لجيله الرائد لهذه المرحلة امثال رحومي جاسم وخلدون عبدي وعبد الرزاق محمد صالح وصالح مهدي بحر ومكي التكريتي ابو منتصر وابراهيم طه وحسن عبد الوهاب و د.امير اسماعيل حقي وعطا حنكورة وشقيقه عبد الفتاح وغيرهم. الذين اعتمدوا في الاساس على ما انجزته المرحلة الاولى في النصف الاول من القرن العشرين من خلال مختلف الالعاب وبالاخص مصارعة الزورخانة وما اظهرته لنا المصارعة على –جفر- ضفاف الانهر وخصوصا نهر دجلة الخالد. التي انجبت الرواد الاولين للمصارعة العراقية امثال عباس الديك ومجيد لولو وعوسي الاعظمي ومهدي الزنو وعبد الهادي البياتي وغيرهم الكثير.

 

       بالنسبة لجيلنا –جيل سبعينات القرن العشرين- ربما كان بعضنا قد سمع بشهرة عدنان القيسي الدولية او العالمية..! ولكننا إلتقينا به اول مرة مطلع السبعينات، حينما كان يأتِ الى نادي الاعظمية الرياضي لاداء تمارينه الخاصة بالمصارعة الحرة غير المقيدة التي نقلها لاول مرة الى العراق بطلنا عدنان القيسي على شكل واسع، سوى بعض الممارسات المماثلة من قبل بعض المصارعين من المرحلة الاولى، وكذلك ممارسة البطلين الدوليين سعيد عبد الله والمرحوم عبد الرزاق فرج في سبعينات القرن العشرين..! اللذين كانا يقدمان قبل كل نهائي بطولة من بطولات المصارعة، عرضا شيقا وجميلا لاستمتاع الجمهور الحاضر خلال مجريات نزالات النهائي للبطولة المقامة..! حيث لم تكن معروفة عندنا او لم تكن منتشرة في بلدنا العراق بصورة واسعة ومعروفة، وليس هناك اهتمام بها من قبل اجيالنا من المصارعين، لا في المرحلة الاولى ولا في المرحلة الثانية من تاريخ مصارعتنا في القرن العشرين. لانها مصارعة ليس لها اتحاد دولي معترف به، وليس هناك انتماء الى الاتحاد الدولي للمصارعة الحرة والرومانية الاولمبية المعترف بها عالميا. بل هي نوع من المصارعة المثيرة اسست للتجارة والترفيه والربح المادي..!

 

      لقد ادرك جيلنا نحن كمصارعين في سبعينات القرن العشرين، معظم الابطال الرواد الذين عاصروا عدنان القيسي منذ خمسينات، او منذ انتصاف القرن العشرين. والذين اصبحوا مدربين لجيلنا كله. وحينها حدثنا هذا الجيل الرائد عن الكثير من احداث المصارعة العراقية والبطولات التي حصلوا عليها وتفصيلات عديدة اخرى ومنها كانت بعض الاحاديث عن زميلهم البطل الدولي عدنان القيسي. بأن عدنان القيسي في خمسينات القرن العشرين كان بطلا في الوزن الثقيل في منتخبنا الوطني للمتقدمين، وعندما كان المصارعون الاتراك في الخمسينات ابطالا للعالم، ويشار لمصارعيهم بالبنان على المستوى الدولي والعالمي، حيث صادف ان حضر المنتخب التركي بكل نجومه الابطال العالميين الى بغداد عام 1959 ليلعب مع منتخب العراق الوطني للمتقدمين بالاوزان العشرة، من وزن الورقة 48 كغم حتى وزن فوق الثقيل اكثر من 100 كغم. وعندما اجريت المباراة بين فريقي البلدين والتي اسهب الاعلام بالحديث عنها في حينها كثيرا، وانتهت نتيجة المباراة بفوز الفريق التركي بتسعة اوزان مقابل وزن واحد فاز به الفريق العراقي في وزن الثقيل..! وكان الفائز المفاجئة هو عدنان القيسي..! ورغم ان نتيجة المباراة متوقعة بكل تأكيد، الا ان عدنان القيسي اخذ نتيجته هذه بفوزه على البطل التركي الذي كان بطلا للعالم حينها، بطريقة مغايرة اشعرته بالزهو وربما الاعجاب بنفسه، الامر الذي حدا به الى مغادرة بلده العراق والهجرة الى امريكا حيث تلاقفته شركات الاحتراف والتجارة الرياضية، واندمج مع هذا التيار الترفيهي التجاري لتصبح حياته هناك على هذه الوتيرة من كسب لقمة العيش والحياة الجديدة..!

 

      غاب البطل الدولي عدنان القيسي عن وطنه العراق سنوات عديدة، لم يعد إليه إلا عام 1970 بدعوة من الحكومة العراقية زمنذاك، ليقيم بعض نزالاته في المصارعة الحرة غير المقيدة، وعليه تمت دعوة اكثر من مصارع بمختلف الجنسيات يمارس مثل هذه المصارعة الحرة غير المقيدة الى بلدنا ليقابلوا بطلنا عدنان القيسي في بغداد. فكان اول نزال مع المصارع –كوريانكو- في عام 1970 الذي اقيم في وسط ساحة كرة القدم لملعب الشعب الدولي، حيث امتلئت جميع مدرجات الملعب، بل امتلئت كل ساحة كرة القدم المحيطة بحلبة المصارعة ومدرجات الملعب عن بكرة ابيها، بحيث وصل عدد الجماهير الحاضرة الى اكثر من مئة الف..!

 

      في هذه الفترة بالذات، كنت مصارعا ناشئا مضى على دخولي عالم المصارعة اكثر من نصف عام..! وقد تم تكليفنا انا وزملائي المصارعين الناشئين الجدد، ببيع منشورات وبوستر النزال للجماهير. ولعل الشيء الذي بقي حتى اليوم في ذاكرتي بعد النزال عندما شاهدتُ برميلا من الحجم الكبير مليئا بكل حجمه بالنقود العراقية المعدنية من مبيعات المنشورات وتذاكر الجماهير وغير ذلك من محصولات اخرى..!

 

      لقد كان اغرب ما في ذلك اليوم المشهود من النزال الاول لبطلنا عدنان القيسي مع المصارع كوريانكو، هو حضور العدد الهائل للجماهير، ولم تصدف بعد هذا التاريخ ان حضر جمهورا بهذه الكثافة الى ملعب الشعب الدولي وفي اي مناسبة كانت..! وربما الاغرب من كل ذلك وسط حضور هذا العدد الهائل من الجمهور الذي زحف الى ملعب الشعب الدولي، ليشاهد نزالا يتوقع منه ان يمتد الى نصف ساعة او اكثر، واذا بالنزال ينتهي في غضون عشرة دقائق..! ورغم كل ذلك، كنتُ وزميلي البطل الدولي ليث زهير رحمه الله، قريبين جدا من حلبة النزال، ولا نبعد اكثر من مترين عن الحلبة. ونحن نشاهد النزال عن قرب. فراودتني شكوك من الوهلة الاولى بصحة وصدق هذا النزال، خاصة وان هناك مسكات نعرفها نحن كمصارعين بانها محكمة ولابد ان تنهي النزال، ولكن كلا المصارعين عدنان القيسي وكوريانكو كانا يتبادلان بها بسهولة، الامر الذي اثار انتباهي وانتباه المرحوم ليث زهير..! لكنني لم اكن امتلك الجرأة والثقة للكلام كوني مصارعا ناشئا خجولا من قول اي شيء بهذا الحجم، ولكن زميلي المرحوم ليث زهير قالها لي والله..َ! واعرب لي قائلا، حسين يمكن هذه المصارعة متفق عليها بين المصارعيْن..! حينها تشجعتُ واعربتُ له عما في داخلي لنفس هذا التصور. ولكن المثير في الامر، خرج الاعلام العراقي بكل قوامه في اليوم الثاني بعد النزال يشكك بمصداقية هذه المصارعة وهذا النزال وبصورة واسعة شغلت كل وسائل الاعلام..! وهو ما احسسنا به انا والبطل المرحوم ليث زهير قبل الجميع والنزال ما زال قائما لم ينتهِ بعد..! وللتاريخ فالمرحوم ليث زهير اول من نطق بعدم مصداقية هذه المصارعة الاحترافية التجارية والنزال ما زال مستمرا..!

 

     خلاصة القول، ان البطل الدولي عدنان القيسي كان بطلا دوليا حقيقيا خلال تواجده مع المنتخب الوطني العراقي للمتقدمين في خمسينات القرن العشرين، وعند هجرته الى الولايات المتحدة الامريكية بعد عام 1959 واعتزاله المصارعة الاولمبية هناك، اتجه الى مرحلة اخرى من حياته في المصارعة الاحترافية الحرة غير المقيدة الترفيهية والتجارية وهكذا كان. وربما يكون لنا حلقة اخرى في صدد هذا الموضوع ننتظر معلوماتكم وتعليقاتكم لدعم الارشفة والتوثيق ودام الجميع بكل خير.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي، شعر مع ابوذية

https://www.youtube.com/watch?v=_BUfaVj8iXQ

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.